هل يتم علاج مرض الفصام نهائيًا؟ سؤال يؤرق العديد من الأسر التي تعاني مع أحبائها من الأشخاص المصابين بهذا المرض العقلي الذي يتضمن أعراضًا تتفاوت في شدتها من شخص لآخر لكن تركها بدون علاج يزيد الأمر سوءً، لذا نتعرف فيما يلي على الأعراض التي تكشف الإصابة بالفصام ونجيب على أهم التساؤلات التي تدور في ذهنك.
ما هي أعراض مرض الفصام؟
أعراض تتضمن تغييرات في طريقة التفكير والسلوكيات وردود الفعل،
وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر في مدى شدتها وتكرار حدوثها، لكنها تعد مؤشرات واضحة للإصابة بـ مرض الفصام وتشمل ما يلي:
الضلالات
الضلالات أكثر الأعراض شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بالفصام، وهي عبارة عن أفكار أو معتقدات وهمية لا تمت للواقع بصلة،مثل وجود أشخاص يرغبون في إيذائه،
أو أن هناك ما يوجه إليه التهديد من خلال إيماءات أو تعليقات معينة، ويمكن أن يعتقد أنه يملك قوة خارقة
أو أن هناك حدث كبير سيقع قريبًا.
الهلاوس
هناك أنواع متعددة من الهلاوس، ولكن أكثرها شيوعًا لدى مرضى الفصام هي الهلاوس السمعية والبصرية،
وغالبًا سماع أصوات ليس لها وجود في الحقيقة، ويمكن أن تصيب الهلاوس أيًا من الحواس ومنها الشمية، اللمسية، الذوقية.
الحديث غير المنظم
الحديث غير المنظم يعكس طريقة التفكير المشوش، مثل وضع كلمة وسط عبارة ليس لها علاقة بها
أو التحدث في أمر لا يتعلق بالحدث أو جملة كاملة ليس لها معنى، لذا يؤثر ذلك على التفاعل الاجتماعي.
سلوكيات حركية غير منظمة
تتعدد السلوكيات الحركية غير المنظمة مثل الحركات الطفولية أو الانفعالات غير المتوقعة، أو الجلوس في وضعية غير ملائمة،
أيضًا يظهر ذلك من خلال صعوبة التركيز على الأشياء بشكل كامل،
لذا يصعب عليه القيام بالمهام، أيضًا غالبًا ما يرفض التعليمات أو لا يبد استجابة بشكل كامل.
الأعراض السلبية
تشمل الأعراض السلبية لمرض الفصام علامات ضعف القدرات الإدراكية والاستيعابية، يظهر ذلك من خلال إهمال النظافة الشخصية وفقدان المتعة من الأشياء الممتعة سابقًا، وعدم التحدث وتبلد المشاعر أو إخفائها، والميل للعزلة والانسحاب من الأصدقاء والأسرة، صعوبة التواصل البصري أو التحدث بنبرة ثابتة.
تعرف علي خطوات التخلص من الوسواس القهري
6 علامات تدل على علاج مرض الفصام نهائياً
عادة علامات الشفاء التي يتم ملاحظتها على الفور هي انخفاض شدة أعراض المرض أو اختفائها.
إليك علامات تدل على علاج مريض الفصام نهائيًا:
- استعادة الشغف والأمل في العلاج : أبرز ما يصاب به مريض الفصام بعد معرفة المرض هو اليأس والإحباط الشديد، لذا عندما يتحدث مريض الفصام عن الأمل في الشفاء والرغبة في الاستمرار على الخطة العلاجية يد ذلك مؤشرًا أوليًا على الاستجابة للعلاج.
- تحسن التواصل الاجتماعي : مستوى التواصل الاجتماعي لدى مرضى الفصام يتأثر كثيرًا في مرحلة المرض، لذا إذا حدث تحسنًا ملحوظًا في قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين والتفاعل اجتماعيًا يعد علامة واضحة على نجاح العلاج والشفاء من الفصام.
- إدراك نوبات الفصام : عادة لا يدرك المريض نوبات الهلاوس والضلالات التي يصاب بها على فترات، وعند بداية الشفاء يصبح المريض على وعي بما يحدث له وربما يعلم مواعيد هذه النوبات ويتعامل معها ويعرف كيفية السيطرة عليها قدر استطاعته ولكن بشكل ملحوظ.
- ممارسة أنشطته اليومية : يعود مريض الفصام لممارسة الأنشطة اليومية تدريجيًا، ويستعيد قدرته على الاستمتاع بالهوايات الخاصة به ومزاولة عمله مرة أخرى ويصبح لديه شغف في تحقيق أهدافه ويعود لمشاركة أصدقائه الأوقات الترفيهية ويستمتع بها.
- الاتصال بالواقع : أيضًا من علامات الشفاء من الفصام استعادة المريض قدرته على الاتصال بالواقع والخروج من الضلالات المسيطرة عليه وإدراك الفرق بين ما هو حقيقي وما هو وهمي من هلاوس أو معتقدات أو خوف وقلق غير منطقيين.
- الاهتمام بنظافته ومظهره الشخصي : تلاحظ على مريض الفصام في مرحلة التعافي تحسن قدرته على الاهتمام بالنظافة الشخصية
- والاعتناء بنفسه بشكل أفضل مما يشير إلى الشفاء من الفصام نهائيًا.
مدة علاج مرض الفصام نهائياً
مدة علاج مرض الفصام نهائيًا قد تستمر عدة سنوات، وعادة يستغرق الأمر 10 سنوات حتى يتم علاج مرض الفصام نهائيا في غالبية الحالات،وإليك معدلات الشفاء على مستوى مرضى الفصام في العالم:
- 50 بالمائة من المصابين بمرض الفصام يتم شفائهم نهائيًا ويستعيدون قدرتهم على العمل والعيش بمفردهم.
- 25 بالمائة يتم شفائهم من الفصام ولكنهم مازالوا في حاجة إلى أشخاص يعتنون بهم.
- 15 بالمائة يمتثلون للشفاء بشكل جزئي وتستمر إقامتهم في المستشفى.
- 70 بالمائة من الأشخاص المصابين بالفصام تختفي لديهم الأعراض خلال 6 أشهر بعد تناول أدوية علاج مرض الفصام،
- ويصبحون قادرين على مواصلة حياتهم المهنية والاجتماعية والحصول على جودة حياة أفضل.
تعرف علي الإكتئاب و علاقة بالمخدرات
هل مريض الفصام ينتكس بعد فترة العلاج؟
نعم، مريض الفصام ينتكس بعد فترة العلاج نظرًا لأن الفصام مرض مزمن يتعرض المريض لنوبات ذهانية على مدار حياته، لذا عادة لا تنقطع علاقة مريض الفصام بالطبيب المعالج ويستمر على نمط حياة صحي وأسلوب وقائي لتجنب الانتكاسة، ومن طرق الوقاية من انتكاسة الفصام، ما يلي:
- تناول أدوية علاج الفصام وفقًا لتوجيهات الطبيب بدون زيادة أو نقص الجرعة.
- عدم التوقف عن استخدام الأدوية من تلقاء نفسك واستشارة الطبيب مسبقًا.
- تجنب التدخين والمنبهات وتعاطي المخدرات أو الأدوية المنشطة.
- تناول غذاء صحي غني بالعناصر والفيتامينات لتحفيز قدراتك العقلية.
- ممارسة الرياضة على الأقل يومان أسبوعيًا لتحسين حالتك المزاجية واستعادة نشاطك.
- ممارسة الهوايات المفضلة والبقاء ضمن مجموعة وتجنب العزلة والوحدة.
- زيارة الطبيب على الفور حال شعورك بعودة أعراض الفصام أو سوء مزاجك وسهولة الانفعال.
تعرف علي أسرع خطوات لعلاج الاكتئاب
هل مرض الفصام يورث؟
نعم، مرض الفصام يورث، ويعتقد العلماء أن أحد عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابتك بالفصام هو وجود أحد أقاربك مريض فصام، وذلك لأن النتائج البحثية أظهرت أن مرض الفصام أكثر شيوعًا بين العائلات، ولكن لم يعرف الجينات المسؤولة عن نقل مرض الفصام حتى الآن.
تعرفنا أعلاه على أهم المعلومات حول علاج الفصام نهائيًا وكيف تعرف إذا كان هناك استجابة للعلاج، وتلك الاستجابة تظهر أعراضها خلال الـ6 أشهر الأولى من تناول الأدوية، بينما يتخلص المريض تمامًا من الفصام بعد عدة سنوات وقد يتطلب الأمر علاجًا مدى الحياة للسيطرة على الأعراض أو عدم دون مضاعفات، لذا إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الفصام أو أحد أحبائك استشر الطبيب على الفور لأن التشخيص المبكر للمرض يزيد من نسبة الشفاء نهائيًا من الفصام.