التدخين إدمان شائع

ادمان التدخين

هل اخبرك احدهم يوما انك مدمن رغم أنك لا تتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات؟
هل تزداد شراهتك يوميا للتدخين وأصبحت ممن يطلق عليهم Heavy smoker؟
واخيرا هل جربت يوما أن تمتنع عن التدخين أو أن تقلل من معدله اليومي في حياتك ووجدت صعوبة؟
إذا كنت واجهت يوما أي من تلك المواقف وبدأت تشعر بالضيق أو حتى لم تعيرها الاهتمام المطلوب فلنتابع كلماتنا التالية والتي نلقي فيها الضوء عن مالا تعرفه عن التدخين.

التدخين عادة أم إدمان 

اختلف الناس في فهم وتفسير التدخين، هل هو مجرد عادة أم إدمان؟ غير المدخنين دائماً يتهمون المدخنين بضعف الإرادة، ويطالبونها بالتوقف عن التدخين فوراً، غير أنهم مقتنعون تماما بأن المدخن يمكن أن يتوقف ويقلع عن التدخين بمجرد أن يطلب منه ذلك بيسر وسهولة.
والمدخنون يطلقون دوما المبررات (في البداية)عن أسباب التدخين وعدم اقلاعهم عن تلك العادة رغم سلبياتها التي يواجهونها كل يوم، ولكنهم مقتنعون داخليا بأن صحتهم تتجه إلى التدهوروالسوء، ورغم ذلك يعجزون عن اتخاذ قرار التوقف، الأمر نفسه الذي نجده عند مدمني المخدرات، فما هي العلاقة بين التدخين والإدمان؟

كيف تبدأ عادة التدخين

  • غالبا ما يبدأ التدخين بين المراهقين وبدايات سن الشباب بدعوى الاستقلال والإحساس بالذات والبعد عن سيطرة الأهل، اعتقادا منهم ان السيجارة تضفي عليهم مظهرا رجوليا ومكانة اجتماعية يتطلعون لها كما تصور لهم الأفلام والمسلسلات.
  • (حب التجربة) والاستطلاع الذي لا يدري معه المراهق العواقب التي سيصل لها في المستقبل نتيجة ادمانه هذه العادة التي سيصعب عليه مستقبلا الإقلاع عنها.
  • القدوة والتي دائما ما نكرر أنها أهم شئ، فالطفل الذي اعتاد مشاهدة الاب والام أحدهما يدخن أو كلاهما يرسخ في ذهنه أن هذه العادة مقبوله وغير ضارة.
  • طريقة النهي السلبي بأن يطلب الاب أو الام من الأبناء عدم التدخين في حين أن المراهق دائما ما يرى الوالدين يدخنان والتبرير دائما (أنا كبير).
  • أحيانا يعتاد بعض الأفراد التدخين في سن كبيرة كنوع من الهروب أو تفريغ الشحنات السلبية التي بدأت في اجتياح حياتهم ولا يستطيعون السيطرة عليها.

فقد أخبرني أحدهم يوما حين سألته لماذا تدخن ولما لا تقلع عنها مراعاة لصحتك وصحة أولادك؟ فكانت إجابته: (حضرتك السيجارة دي الحاجة الوحيدة اللي بعملها بمزاجي في حياة كل حاجه فيها ماشية غصب عني).

التدخين إدمان شائع

بالملاحظة العادية نجد أن التدخين أصبح أكثر سلوك إدماني شائع في الوقت الحالي، بل ويزداد انتشارا يوما بعد يوم، خاصة في الدول النامية، التي حولته لشئ (عادي ومقبول)، في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم أجمع للحد من ظاهرة التدخين وأحيانا تجريمه لـمخاطره الشديدة.

منظمة الصحة العالمية تدرج التبغ كأحد المواد المخدرة المسببة للإدمان

لعل المتأمل لعادة التدخين يجد أن متلازمات الإدمان تنطبق عليه كلها مثل :

  • الشعور بالرغبة الملحة للتدخين خاصة عند المدخن الشره عند امتناعه عن السجائر.
  • الرغبة في الزيادة الدائمة ليصل لنفس تأثير أول سيجارة وهذا ما نجده في الإدمان كونه تصاعدي.
  • كثيرمن الدراسات أكدت اقتران التدخين بإدمان مواد أخرى، أو أن التدخين يجعل المدخن المراهق خاصة عرضة لإدمان مواد أخرى كـ الماريجوانا، الحشيش، الهيروين، أو البانجو وغيرها من المخدرات.
  • المدخن المنتظم يشعر بأعراض نفسية وجسمانية مزعجة إذا ما حاول الامتناع عن التدخين.
  • غالبا ما يفشل المدخن المنتظم أو المفرط في التدخين من السيطرة على كمية السجائر التي أصبح يدخنها والتي تزداد يوما بعد يوم دون وعي.
  • ولذلك كان لابد لمنظمة الصحة العالمية إدراج التبغ كأحد المواد المخدرة للتنبيه من أضراره الجسيمة.

إدمان النيكوتين

(كل ظروف إشعال السيجارة مهدئة للأعصاب) هذا ما يردده أغلب المدخنين، فـ إشعالها ورؤية الدخان واستنشاقه بالنسبة إليهم متعه لا يستطيعون الأستغناء عنها، بل يلجئون لها مع كل موقف يمرون به، والحقيقة ليست طقوس الإشعال هي ما يهدأ الأعصاب، انما
كميات النيكوتين الذي تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق هو ما يبعث على التهدئة أو التنبيه، فقد أثبتت الأبحاث أن الجرعات الصغيرة من النيكوتين والتي يتم استنشاقها ببطئ وهدوء تقوم بعمل تنبيه للمخ، أما تدخين السجائر بسرعه واستنشاقها بعمق كبير كما يحدث في المواقف الموترة يعمل على تهدئة الأعصاب وارتخائها بنسبة كبيرة.
وهذا مجرد أحد تفسيرات التدخين، فـ إدمان النيكوتين وما يوصله من شعور بالمتعة هو سببا مباشرا لإدمانه، أيضا الأسباب النفسية والمجتمعية من البداية والتي حولت الشخص إلى مدخن لا يجب علينا إغفالها.

أشكال التدخين 

وللتدخين أشكال كثيرة مثل :

  • تدخين السجائر العادية – او السيجار – أو التدخين الإلكتروني (VAP).
  • تدخين الشيشة والتي غالبا مايضاف إليها مخدر الحشيش – البانجو.
  • تدخين الغليون (البايب) كما هو مشاع عنه.
  • التدخين السلبي وهو التواجد في محيط أحد المدخنين أثناء التدخين.

أضرار التدخين 

يسبب التدخين مجموعة من الأمراض التي يجب ألا نستهين بها مثل:

  • سرطان الفم واللثة وفقدان الأسنان.
  • السكتة القلبية والدماغية والجلطات وتصلب الشرايين.
  • أمراض الجهاز التنفسي، سرطان الرئة، السعال المزمن، التهاب القصبات الهوائية والربو.
  • التوتر النفسي والعصبي.
  • الإجهاض وتسمم الحمل في حالة السيدات وإيذاء الجنين.
  • الشعور بالتعب والإرهاق المزمن دون بذل أي مجهود.
  • هشاشة العظام.

كيف تعالج إدمان التدخين ؟

رغم كل ما ذكرناه عن التدخين وإدمانه، مازال علاجه لمن أراد التوقف وإنقاذ نفسه من هذا الفخ امر متاح فقط عليك أن تبدأ :

  • بتغير نظام يومك وإيجاد بدائل مرضية تعوضك عن فترات التدخين.
  • تغير صورتك الذهنية عن التدخين أنه حل لكثير من أزمات ومشكلات الحياة أو على أقل تقدير يحد منها.
  • اتباع نظام رياضي يساعد في تفريغ الشحنات السلبية والتغلب على أعراض الانسحاب ويزيد من مقاومة الجسم.
  • البعد عن بيئة المدخنين تماما.
  • طلب المساعدة والدعم من المحيطين يساعد كثيرا في الإقلاع عن التدخين.
  • اللجوء لبعض الأدوية البسيطة التي لا تحتاج لزيارة طبيب كـ لاصقات النيكوتين أو علكة النيكوتين والبخاخات.
  • ولأن الهدف الرئيسي هو علاج ادمان النيكوتين يرجى استشارة الطبيب المختص بخصوص العلاجات التي تساعد في إنهاء تأثيره علي
  • الجسم بما يتوافق والحالة الصحية .

واخيرا تذكر ان التدخين كالإدمان لا يؤذيك وحدك بل يؤذي احبائك ايضا فأحرص عليهم.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here