علاج الادمان علي المخدرات ومراحل تحول الشخص لمدمن

مراحل علاج الادمان


علاج الإدمان هي إحدى الحلول التي يبحث عنها العديد من أولياء الأمور من الآباء والأمهات لكي يستطيعوا أن يساعدوا أبنائهم على التوقف عن المخدرات.

ولا شك أن الموضوع الآن قد اصبح مكلف من الناحية المادية ومن الناحية النفسية بالنسبة للأسرة التي يوجد بداخلها  مدمن.

ونظرا لان الأنواع المخدرة أصبحت في تزايد في الوقت الحالي سواء كانت على شكل المخدرات بالشكل الذي اعتدنا عليه.

 أو سواء كانت في شكل عقاقير أو حبوب يتم شراؤها من الصيدليات أو الأوكار الخاصة بها.

ولكن من الأمور الجيدة في هذا الموضوع أن مستشفيات علاج الإدمان أصبحت في تزايد في الوقت الحالي، ولكن في ذات الوقت لابد أن نحذر من المستشفيات التي تعمل بدون ترخيص من وزارة الصحة.

وسوف نحاول في هذه المقالة أن نقدم بعض المعلومات والبيانات الخاصة في علاج الإدمان على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى مصر بصفة خاصة.

كم سنه فقد وقع على طرق علاج الإدمان ، و كيف يتحول الشخص العادي إلي شخص مدمن للمخدرات.

فضلا عن بعض التنبيهات والنصائح والإرشادات التي يجب اتباعها عند علاج الإدمان داخل المستشفيات سواء كانت حكوميه أو خاصه.

 

كيف يتحول الشخص الى مدمن؟

مراحل التحول من شخص عادي الى شخص مدمن :

بالتأكيد هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تدفع الشخص إلى أن يندرج في طريق الإدمان.

وهناك أيضا طرق متعددة ومتنوعة يمكن أن نحافظ بها على الشباب في مرحلة المراهقة من الانغماس في تلك الطريق المليء بالمخاطر والمخاوف.

ولكن هنا سوف نعطي وصف للمراحل التي يتحول بها الشخص العادي أو السليم إلي شخص مدمن للمخدرات.

والهدف من تلك المراحل هو مساعدة الشخص أثناء علاج الإدمان في معرفة أي من المراحل التي وصل إليها تحديدا، وبالتالي يمكن توصيف المشكلة بكل سهولة.

ومن ثم الوصول إلي العلاج  ووصفه بكل دقة.

وفي الواقع فإن هذه المراحل هي أربعة مراحل تصنف كالتالي:

مراحل تحول الشخص الى مدمن؟

1. مرحلة تجربة المخدرات:

في البداية دائما ما تكون تجربة نوع صدفة في أحد المناسبات، وربما تكون التجربة بدافع حب الفضول.

 أو عن طريق الضغط من رفقاء السوء أو ربما التعرض  إلى أحد الضغوط النفسية والاجتماعية والتي يعتقد الشخص أنه يمكن الهرب منها من خلال تجربة المخدرات.

 

2. مرحلة التعاطي:

وفي هذه المرحلة نجد أن الشخص قد أصبح يتعاطى المخدرات عن عمد أو قصد.

غير مدرك أنه بعد هذه المرحلة سوف يصل إلى مرحلة الإدمان.

وبالتالي فإنه لا يستطيع الاستغناء عن الجرعات التي يأخذها في الأوقات التي اعتاد على تناول تلك المخدرات.

 

3. مرحلة الإدمان:

مع استمرار التعاطي مرة تلو الأخري، نجد أن الشخص قد وصل بالفعل إلي مرحلة الإدمان.

وان عدد مرات تناوله لتلك المخدرات قد ازداد، وبدلا من أن كان يتم تناول المخدرات في الأسبوع مرة واحدة فقط.

نجده أن هذه المرة قد زادت إلي مرتين أو ثلاثة في الأسبوع حتى يصل إلي أنه اعتاد تناولها بصفة شبه يومية.

وقد يزداد الأمر سوءا في حالات تناول الأقراص والحبوب المخدرة إلى أنه يتناول أكثر من قرص يوميا.

ولا يستطيع القيام بأداء الأعمال المطلوبة منها إلا بعد تناوله لتلك الأقراص أو المخدرات والتى يعتقد أنها تقوم بمنحه مزيدا من الطاقة والقدرة على العمل.

 

4. مرحلة التشبع أو مرحلة اللاعودة:

بعد وصول المدمن إلى حالة الإدمان، نجد أنه يقوم بالبحث على أنواع جديدة من المخدرات حتى يمكن أن يتناولها.

وأن الجرعات المعتادة التي كان يتناولها من المخدر القديم أصبحت غير مجدية له.

ومن ثم فإنه يبحث عن مزيد من المخدرات الأخري حتى يستطيع أن يشعر بحالة النشوة والفرحة التي كان يشعر بها في أول المرات لتناول هذا المخدر.

هذه هي الأربعة المراحل التي يمكن أن يتحول بها الشخص بكل سهولة من إنسان سليم إلي شخص متعاطي أو مدمن للمخدرات.

ولا بد عند البدء في علاج الإدمان أن يتم معرفة أي مرحلة من تلك المراحل التي وصل إليها الشخص.

هل هو شخص متعاطي أم  شخص مدمن؟

هل في مرحلة الإدمان  أم في مرحلة التشبع ويقوم بتجربة أنواع متعددة من المخدرات في وقت واحد؟

كل الإجابات على هذه الأسئلة بالتأكيد سوف تساعد الشخص في رحلة علاج الإدمان الخاصة به.

ومن ثم فأنها سوف تسهل على الفريق الطبي المعالج وإدارة المستشفى في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي تساعده في التعافي في إطار الخطة الزمنية الذي يقوم بتحديدها الطبيب.

طرق علاج الإدمان

يمكن تقسيم طرق علاج الإدمان إلى ثلاث مكونات وهي:

  1. علاج طبي.
  2. علاج اجتماعي.
  3. علاج نفسي.

وسوف نتناول كل طريقة من الطرق الثلاثة بنوع من التفصيل، حتى يمكن معرفة الأساليب والطرق  التي تمت دخول المريض أثناء ترقية العلاج داخل إحدى مصحات علاج الإدمان.

 أولا: العلاج الطبي:

يندرج تحت  العلاج الطبي إستراتيجيتين أساسيتين وهما:

  1. استراتيجية الفطام التدريجي للمدمن.
  2. استراتيجية سد القنوات العصبية.

و سوف نتكلم على كل استراتيجية بنوع من التفصيل.

أ.  استراتيجية الفطام التدريجي للمدمن:

وهي إحدى الاستراتيجيات التي يتم اتباعها منذ فترة طويلة داخل مصحات علاج الإدمان.
وتقوم فكرتها على إعطاء المدمن مخدر يكون أضعف بكثير من ذلك المخدر الذي يدمنه، ولكن يراعى أن يكون المخدر من نفس الفصيلة حتى لا يحدث إدمان للمخدر الجديد.
حيث يقوم الفريق الطبي بالإشراف على إعطاءه ذلك المخدر الضعيف بجرعات قليلة جدا وعلى فترات محددة.
حتى ينتهي الأمر إلي فطام كامل  للمخدر الذي يرغب المدمن في التوقف عن تعاطيه.
ويقوم الفريق الطبي باتباع مجموعة من الإجراءات حيث يقوم بإطالة الفترات الزمنية بين كل جرعة الجرعة التي تليه.
وفي الغالب فإن هناك العديد من الأطباء على مستوى دول العالم يختارون عقار الميثادون، وذلك عندما يكون المريض يرغب في الفطام بالنسبة مخدر الأفيون.
ويتم أيضا استخدام عقار الميثادون في حالة رغبة المريض التوقف عن مخدر الهيروين .
ويرجع السبب في اختيار عقار الميثادون إلي أنه أحد مشتقات الأفيون ولكن الرغبة في إدمانه أو تعاطيه تكون ضعيفة جدا مقارنة بمخدر الأفيون و المورفين والهيروين.
أي أن الفكرة تقوم على استخدام المخدر القوي بمخدر ضعيف، ويتم تعاطي المخدر الضعيف لفترات يحددها  الفريق الطبي.
وفي نفس الوقت يكون فرق التوقيت بين كل جرعة وأخرى طويل نسبيا.
ويمكن تشبيه هذه الاستراتيجية بما يحدث مع الأطفال عند الرغبة في فطامهم من لبن الأم.

 

ب. استراتيجية سد القنوات العصبية:

تقوم الاستراتيجية الثانية من المكون الطبي في علاج الإدمان على سد القنوات العصبية.
حيث يقوم  الطبيب بإعطاء المريض نوع من أحد العقاقير الطبية المتخصصة والتي يكون دورها في سد المستقبلات العصبية والحسية المتواجدة في مخ المدمن.
وبالتالي عند تناوله للمخدر الذي اعتاد على إدمانه، فإن استقبال المخ والمستقبلات العصبية لهذا العقار سوف تكون ضعيفة.

ومن ثم فإن اللهفة لتناول ذلك العقار سوف تقل ويصاحبها ذلك التوقف عن إدمان ذلك المخدر.
ويمكن أن نعطي مثالا في علاج الإدمان لمخدر الأفيون، حيث يقوم الأطباء في الغالب باستخدام عقار النالتركسون.
وهو أحد العقارات التي تستخدم في سد القنوات العصبية بالنسبة لمخدر الأفيون، حيث يتم إعطائها على جرعات محددة وعلى فترات متباعدة يحددها الطبيب المعالج.
وبالتالي فإنه عند تناول مخدر الأفيون أثناء فترة تناول العقار النالتركسون، فان الآثار العصبية السلوكية التي تتواجد في جسم المدمن سوف تتوزع، ولن تكون مركزة على مخ المدمن فقط.
وبالتالي بعد فترة من تناول هذا العقار فإن الجسم المدمن يعود إلى حالته الطبيعية من التوازن الفسيولوجي المعتاد .
دون أن يكون هناك تأثير  للعقار أو مخدر الأفيون.

 

ثانيا العلاج النفسي:

هو أحد الطرق المستخدمة في علاج الإدمان على اختلاف أنواعها وتعدد الأدوية التي يتناولها  المدمنين.
أشهر تلك العلاجات الموجودة داخل العلاج النفسي هو العلاج السلوكي للإدمان.
وتقوم فكرته على تلقى المدمن لبعض من أنواع العلاجات والتدريبات السلوكية والإجراءات العلاجية لفترة زمنية يحددها الفريق الطبي وإدارة المستشفى.
وقد تصل تلك الفترة إلي عدة شهور وفي بعض الأحيان إذا كان المدمن يتعاطى مخدرات لسنوات فإنه العلاج المعرفي السلوكي قد يمتد لبضع سنوات.
وفيها يتم تدريب المريض على التحدث إلي ذاته ومعرفة الأسباب والسلوكيات التي دفعته إلي الإدمان.
كما يدفعه الى التفكير في الأحداث الماضية وكيفية تحليلها ومدى تأثيرها على اتخاذ طريق الإدمان في الماضي.
ومن ثم فإن العلاج المعرفي السلوكي أحد الخطوات الأساسية في علاج الإدمان .
والذي يهدف إلي تغيير الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تكونت لدى المدمن.
ومن ثم تغيير السلوك الذي نتج عن تلك الأفكار الخاطئة، ومن الجدير بالذكر أن العلاج المعرفي السلوكي أو العلاج النفسي يمكن أن يستخدم سواء كان البرنامج العلاجي داخل المستشفى أو خارجها.
ولكن تجدر الإشارة إلي أنه لابد أن يتعرف المريض أو المدمن على السلوكيات الجديدة الصحية أو البديلة و التي تمكنه من الابتعاد عن طريق الإدمان نهائيا.
كما تساعده على إيجاد أفضل الطرق والبدائل والحلول للتعامل مع القضايا التي سوف تواجهه مع الإدمان في المستقبل.
و ما هي المشكلات المتوقعة فور خروجه من المستشفى أو انتهاء البرنامج العلاجي له.
وبالتالي فإن العلاج النفسي لا يقل تأثيرا عن المكون الطبي  كأحد الخطوات الهامة في علاج الإدمان.

 

ثالثا العلاج الاجتماعي:

وهو يعتبر الأسلوب الثالث في عملية علاج الإدمان ولا يقل أهمية عن العلاج الطبي أو العلاج النفسي .

ويقصد بالعلاج الاجتماعي في مصطلحات علاج التعاطي و الإدمان هو إعادة التأهيل.

بمعنى مساعدة المدمن إلى العودة إلى حياته الطبيعية والمهنية والاجتماعية بكل سهولة ويسر.

وذلك من خلال إدراجه في بيئة العمل التي كان يعمل بها قبل دخوله  مصحة الإدمان أو قبل دخوله عالم الإدمان بصفة عامة.

بحيث يكون الأداء المهني الذي يقوم به في إطار مهنته هو مقبول ويصل إلي إرضاء أصحاب العمل.

كما يتم في هذا المحور أيضا تقديم كافة أوجه الدعم بصفة منتظمة إلى المدمن عقب انتهاء برنامج علاج الإدمان.

وذلك لمتابعة التقدم الذي احرزه، وتقديم مجموعة من النصائح والإرشادات التي تحافظ عليه وتمنعه من الرجوع إلى الإدمان مرة أخرى.

 

دور المدرسة في علاج الإدمان:

لا شك أن دور المدرسة يعتبر أحد العوامل الوقائية في علاج إدمان المخدرات.

فيمكن عن طريق المناهج التعليمية التي تدرس داخل تلك المدارس الحفاظ على جيل بأكمله من الضياع.

كما أن إقامة الورش والتدريبات والندوات يمكن من خلالها الإجابة على التساؤلات المتعددة داخل أذهان الطلبة.

وينبغي أن نشير أنه لابد من أن يكون هناك لغة حوار قوية، ومد جسر الاتصال بين الطلاب والمدرسين حول هذه الموضوعات.

ولا ننسى في هذا السن أن كل ما هو ممنوع مرغوب، أجيال هذه الأيام يمكن أن يتعرفوا على كل شى يدور حولهم من خلال الإنترنت.

لذا ينبغي أن يكون الأسلوب المتبع معاهم قائم على الحوار والمناقشة وبعيد عن التوبيخ والإهانة عند سؤال أحدهم عن هذه الموضوعات الشائكة.

فربما الإجابة على أحد التساؤلات التي تدور في أذهان أحدهم قد تساعد فى علاج الإدمان بشكل غير مباشر، وذلك من خلال حمايته مستقبلا من أن ينجرف في طريق المخدرات.

كذلك لا مانع من إشراك الطلاب في الأنشطة التي تحتاج إلي مجهود بدنى أو ذهني وخاصة في المراحل الثانوية، حيث يكون لدى الطلاب طاقة كبيرة.

ولا يعرف الطريق السليم الذي من خلاله يستطيع إفراغها، ومن أمثلة هذه الأنشطة الرياضة بمختلف أنواعها.

كلها عوامل من شأنها أن تحافظ على الشباب والطلاب من السعي في هذا الطريق الخطر.

 

دور الأسرة في علاج الإدمان:

تعتبر الأسرة هي النواة الأولي والتي يمكن أن تقف كحائط صد للمخدرات بكافة أنواعها واشكالها.

وذلك من خلال التربية السليمة والصحيحة للأطفال وهم في سن مبكر.

مثل هذا التربية والتنشئة يمكن أن تساعد الأسرة في حماية أبنائهم في المستقبل القريب من علاج الإدمان – لا قدر الله ـ وخصوصا إذا تصاحب على أصدقاء السوء.

تربية الطفل وهو في سن صغير على مبادئ الأديان السماوية، سوف يغرس في نفسه حبه وتقربه إلى الله.

فإذا صادف في أحد الأيام وانه تعرف على أحد هؤلاء، فانه بالتأكيد سوف يرفض بشكل قاطع، ويبتعد عنه تماما.

إن التربية في سن صغيرة بشكل جيد قد يساعد الأسرة على توفير الآلاف الجنيهات سوف تصرف في علاج الإدمان عند الكبر.

لذا يجب على الأسرة أن تتوخى الحذر دائما.

 

نصائح يجب اتباعها عند علاج الإدمان:

  1. يمكنك أن تقوم بسؤال بعض الأشخاص الذين قد تم شفاؤهم بالفعل من الإدمان، و معرفة المكان أو المستشفى الذي تم فيها العلاج حتى يمكنك التوجه إليها و لديك نوع من الاطمئنان.
    نتيجة لوجود حالات ناجحة قد تم شفائها من خلال تلك المستشفى .
    إلا أننا نود أن نوضح أنه ليس بالضرورة أن يكون سؤال احد الأشخاص الذي تم شفائهم من الإدمان هو المعيار الأول والأخير في اختيار المستشفى.ولكن يمكن أن يكون مؤشر جيدا أن تلك في المستشفى  جيدة إلي حد ما.
  2. يمكنك من خلال الأنترنت البحث عن بعض المراكز المتاحة في المنطقة التي تتواجد فيها التي تقدم خدمة علاج الإدمان.
    حيث أن هناك العديد من مستشفيات علاج الإدمان التي تقوم بعرض خدماتها والوسائل التي تقدمها من خلال مواقع خاصة بها على محركات  البحث.
  3. يجب عند التقدم إلى إحدى مستشفيات علاج الإدمان أن يتم التأكد أنها خاضعة وتحت إشراف وزارة الصحة.
    وذلك بسبب كثرة انتشار المراكز والمستشفيات الغير متخصصة والتي تكون بعيدة كل البعد عن الخدمات الطبية الموجودة بداخلها.
  4. لابد عند وقوع الاختيار على مستشفى علاج الإدمان التي سوف يعالج بها المريض.
    أن يكون هناك جلسة تشاور أو استشارة مع الطبيب والفريق المعالج.
    حتى يمكن الوقوف على فترة العلاج والطرق التي سوف تتبعها إدارة المستشفى للتخلص من أعراض الانسحاب.
    ومعرفة التكاليف المادية والنفقات، فضلا عن دور الأسرة الذي سوف تقوم به حتى يمكن الانتهاء من رحلة العلاج في أنسب وقت.

 

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here