هل تعاني من أفكار وهواجس ضد أخلاقك ومبادئك، هل سبق لك تكرار أفعال متتالية بسبب مشاعر الشك التي تسيطر عليك، مثل العودة إلى المنزل مرات متعددة للتأكد من غلق الباب؟ كل هذه الأعراض تشير إلى مرض الوسواس القهري الذي يسبب الكثير من الهواجس التي تدفع المريض إلى أفعال قهرية حتى عند تجاهل هذه الأفكار تعود مرة أخرى أو يشعر المريض بالقلق والتوتر مما يدفعه إلى التصرفات القهرية، ومن خلال هذا المقال سنتعرف على أنواع الوسواس القهري، والطرق السليمة للعلاج.
ما هي أنواع الوسواس القهري وأيهما أخطر؟
يمكنك تصنيف أنواع الوسواس إلى أنواع رئيسة وأنواع فرعية كلاهما يسيطر على المريض، ويسب هواجس وأفكار غريبة يتبعها تصرفات وأفعال قهرية، ولا يمكننا القول أن أحد هذه الأنواع هو أشد خطرًا عن غيره لأن جميعهم يمثلون خطورة عند عدم استطاعة المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي، وعند عدم العلاج والسيطرة على التصرفات القهرية، وفيما يلي سنتعرف على أبرز أنواع
-
الوسواس القهري للتلوث
الوسواس القهري للتلوث هو أكثر الأنواع انتشارًا يعاني منه حوالي ٤٦٪ من مرضى الوسواس القهري، ويكون المريض مهووسًا بالإصابة بالأمراض أو الجراثيم مما يدفع الشخص إلى الإفراط في غسل اليدين والاستحمام الذي قد يسبب له مشاكل جلدية أو تكرار تغيير الملابس، وقد يشعرون بالخوف الشديد من سوائل الجسم، مثل: الدم واللعاب.
-
الشك والتحقق
الشك هو من أهم الأعراض التي تصاحب جميع أنواع الوساوس القهرية؛ فمريض الوسواس القهري يعاني من الشك في تصور الواقع، وحدوث فقدان ذاكرة مؤقت للأحداث التي فعلها للتو، مثل: الشك في غلق المصابيح أو غلق الأبواب مما يدفعه إلى العودة للتحقق عدة مرات كما أنه يكون لديك شك في عدم اكتمال الحدث على الرغم من رؤية الأبواب مغلقة أمامه؛ إلا أنه يسعد بعدم اكتمال الحدث تمامًا.
-
الترتيب والتماثل
في هذا النوع من الوسواس القهري يميل إلى الحفاظ على ترتيب الأشياء وتماثلها
وأي تغيير في هذا الترتيب يعرض المريض للخوف والتوتر الشديد على سبيل المثال قد يقضي المريض الكثير من الوقت في ترتيب نفس الأشياء مراررًا وتكرارًا.
-
الأفكار المحرمة
يعاني مرضى هذا النوع من الوسواس القهري من تبني أفكار خاطئة ومحرمة بعيدة كل البعد عن مبادئهم وقيمهم، وتتمثل هذه الأفكار فيما يلي:
-
الوسواس القهري الجنسي
يشك المريض في هذا النوع من الوسواس القهري بانجذابه الجنسي لأشخاص آخرين كما يشك في ميوله الجنسي مما يدفعه إلى كثرة سؤال الآخرين للاطمئنان على أفكاره.
-
الوسواس القهري في العلاقة
يشعر المريض بالشك في العلاقة كان يركز في عيوب وصفات الشريك مما يدفعه إلى كثرة تساؤل الآخرين عما إذا كان هذا الشخص مناسب له أم لا.
-
الوسواس القهري المؤذي
يكون للمريض رغبة شديدة في إيذاء نفسه أو الآخرين وتكون هذه الرغبة مصحوبة بأفكار عنيفة مما قد يجعله يمثل خطورة على نفسه أو على من حوله.
-
الوسواس القهري تجاه الأطفال
يشعر المريض بأفكار جنسية حول الأطفال مما قد يدفعه للتحرش بالأطفال.
-
الوسواس القهري الجنسي
يحدث الوسواس القهري الجنسي لكلاً من الرجال والنساء، ويسبب للمريض هواجس وأفكار محرمة حول الحياة الجنسية
وقد تدفعه هذه الهواجس إلى أفعال جنسية قهرية، مثل:
- الاغتصاب.
- التحرش بالأطفال.
- ممارسة الشذوذ الجنسي.
- ممارسة الجنس مع أكثر من شريك.
يشعر المريض بالقلق تجاه هذه الأفكار التي ضد مبادئهم وأخلاقهم التي تدفعهم إلى التصرفات المحرمة لكن عادةً يقوم هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هواجس المحرمات بالهروب من هذه الأفكار المحرمة، والبحث عن الطمأنينة من الآخرين أو قد يلجأ إلى الصلاة قهرًاً، وقد يتسبب هذا التجاهل إلى عودة هذه الأفكار مرة أخرى؛ لذا ينبغي طلب المساعدة النفسية.
الوسواس القهري الفكري والخوف ما هو؟
الوسواس القهري هو مرض مزمن يعاني المريض من أفكار وهواجس تسبب مشاعر القلق أو الخوف، وتدفع هذه الهواجس الشخص إلى القيام بسلوكيات قهرية متكررة مما يؤثر على ممارسة المريض حياته بشكل طبيعي، وقد يلجأ بعض المرضى إلى تجاهل هذه الأفكار مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالقلق والتوتر الذي يدفعه لأداء السلوكيات القهرية لتخفيف التوتر، وقد يحتاج المريض إلى تلقي العلاج حتى يمكنه التحكم في هذه التصرفات القهرية، وقد تتسائل عن الطرق السليمة لعلاج الوسواس القهري دعنا نتعرف عليها.
بالخطوات كيفية التخلص من الوسواس القهري نهائيًا
طرق علاج الوسواس القهري
يحتاج مرض الوسواس القهري إلى العلاج للسيطرة على التصرفات القهرية حتى يستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية
تتمثل طرق علاج الوسواس القهري فيما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
هو من أهم طرق علاج الوسواس القهري الذي يساعد المريض في:
- مساعدة المريض في تقسيم المرض إلى أفكار ومشاعر وأفعال.
- تعليم المريض كيفية مقاومة الرغبة في القيام بالتصرفات القهرية.
- يحتاج المريض على الأقل من ٨ جلسات إلى ٢٠ جلسة حتى يشعر بالتحسن.
- تشجيع المريض على مواجهة الخوف الذي يشعر به تجاه المواقف البسيطة والمواقف الصعبة.
العلاج الدوائي
يحتاج بعض مرضى الوسواس القهري إلى الأدوية في حالة إذا كان المريض يعاني من وسواس قهري شديد أو في حالة أن العلاج بالكلام فقط لا يمكنه مساعدة المريض، وتتمثل الأدوية التي تساعد في علاج الوسواس القهري فيما يلي:
- أدوية مضادات الاكتئاب، مثل: أدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية التي تساعد في زيادة السيروتونين في الدماغ مما يخفف من أعراض الوسواس القهري، ويحتاج المريض أن يتناول هذه الأدوية لمدة لا تقل على ١٢ أسبوعًا حتى يشعر بالتحسن، وقد يحتاج إلى سنوات بناءً على إرشادات الطبيب لكن لا يمكنك توقف الدواء دون استشارة الطبيب.
برامج دعم مرضى الوسواس القهري
تساعد هذه البرامج المرضى فيما يلي:
- تقديم الدعم النفسي والطمأنينة للمرضى.
- تعطي فرصة للاختلاط، وتقليل مشاعر العزلة عند المريض.
- تقديم المعلومات والنصائح الهامة للأسرة حول كيفية التعامل السليم مع المريض.
تعرف على تأثير أدوية مضادات الإكتئاب على الدماغ
نسبة الإصابة بالوسواس القهري
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية يعاني ما يقرب من ١٪ من سكان العالم من الوسواس القهري ما يعادل حوالي ٧٠ مليون شخص حول العالم، وهناك الكثير من الحالات الأخرى التي لم يتم تشخيصها رسميًا بسبب عدم طلب المساعدة النفسية، ويمثل حوالي ٥٠٪ من المرضى قبل سن ١٨ عامًا كما أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري عن الرجال، وتزداد هذه الحالات مع الوقت بسبب تجاهل الكثير من المرضى أعراض الوسواس القهري أيضًا عدم رغبة المرضى في العلاج كما أن حوالي ثلث الحالات المصابة لا تتلقى العلاج المناسب لحالتهم.
في النهاية مرض الوسواس القهري من الأمراض الصعبة التي تعوق ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وهو من الأمراض التي تستمر سنوات عديدة، وتحتاج إلى المساعدة النفسية لاتباع طرق العلاج الصحيحة التي تمكنك في التحكم في الهواجس والأفعال القهرية مما يمكنك من ممارسة الحياة الطبيعية، وقد يحتاج المريض إلى العلاج لفترات طويلة بناءً على شدة المرض، فإذا لاحظت ظهور أعراض الوسواس القهري عليك أو على أحد أقاربك عليك طلب المساعدة النفسية، وعدم تجاهل هذه الأعراض.
المصادر
