مرض شيزوفرينيا عندما يصبح الواقع غير محتمل

مرض شيزوفرينيا

أحد أخطر الأمراض العقلية التي انتشرت بشكل كبير بين الناس مرض الشيزوفرينيا والذي لا تقتصر أضراره على المريض فقط بل تتضاعف لتطول من حوله، وقد تصل الى حد الإيذاء البدني ويلعب العامل الوراثي والعلاقة بين الوالدين دور كبير ومؤثر في الإصابة بالمرض وتطوره.

ما هي الشيزوفرينيا

شيزوفرينيا أو ما يعرف بالفصام هو أخطر مرض عقلي والأكثر انتشارا بين الناس وينشأ نتيجة انشقاق في الشخصية وارتباطها بالواقع الذي يؤدي إلى لجوء المريض للعيش في عالم من الخيالات ينسجها حول نفسه ويوقن بحقيقتها تلك الخيالات التي توضح مدى انفصال الوجدان وانحراف الإدراك عن التوافق مع الحياة العامة والسلوك الاجتماعي، وتظهر في صورة تصرفات وأعراض قد يكون لها أبعاد خطيرة على المريض ومن حوله.

 

أعراض الشيزوفرينيا

تظهر أعراض الشيزوفرينيا في صورة أفكار وتصرفات ومعتقدات متضاربة ومنفصلة عن الواقع أبرزها:

  • اضطراب التفكير يظهر في شكل هذاءات ومعتقدات خاطئة.
  • صعوبة التركيز والتفكير بشكل منطقي.
  • تفكير محدود يأخذ الشكل الحرفي المحدد ويجهل التفسيرات والأبعاد والمعاني وراء الكلمات.
  • اضطراب العاطفة والوجدان فيصاب المريض بالتبلد الانفعالي الذي لا يناسب المواقف الحياتية وتكون ردود افعالة منعكسة.
  • اضطراب الإدراك وظهور الهلاوس السمعية والبصرية.
  • اضطراب السلوك فيقدم المريض على تصرفات غريبة لا تتلائم مع سنه مثل أن يهيم في الشوارع ويبدد أمواله وقد يعتدي على الأخرين
  • دون سبب واضح.
  • فقدان الارادة وسهل التحكم والانقياد من الأخرين.
  • التفكير السحري والإيمان بالخرافات.
  • طريقة الاتصال مع الناس شاذة.
  • الأفكار المتشككة من نوايا الغير.
  • نوبات من الهياج والعنف لا تخلو من الخطورة على الاخرين.
  • نوبات ذهول تشبه حالات فقدان الوعي أو الظهور بحالة تخشب دائم.
  • ضعف البصيرة والقدرة على تفسير المعاني.

 

الفرق بين مرض الشيزوفرينيا وإضطراب الشخصية الفصامية

يسبق الإصابة بمرض الفصام أعراض تدل على بدء حدوث اضطراب في الشخصية تسمى بأعراض اضطراب الشخصية الفصامية وتسمى تلك الأعراض الطور الحاد وهم 4 أعراض الهياج، الأوهام، الهلاوس، اضطراب التفكير، في حين تتطور تلك الأعراض إلى أعراض الطور ما بعد الحاد تتمثل في اضطراب التفكير وبدء قطع التواصل عن الواقع.

أسباب الشيزوفرينيا

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تفجر مرض الشيزوفرينيا ولكن تلك العوامل ليست المسبب الرئيسي لحدوث المرض وإنما هي عامل مساعد يحدث إلى شخصيات لديها استعداد نفسي للإصابة به.

  • ينشأ مرض الشيزوفرينيا منذ الطفولة نتيجة لاضطراب العلاقة بين الطفل ووالديه بسبب حدوث فوارق كبيرة ومتباينة في حياة الوالدين وشخصياتهم والانفصال العميق بين العوالم التي ينتمون إليها، فيقع الطفل ضحية لحياة مليئة بالتناقضات نتيجة لإصابته بالقلق والحيرة فأحدهما قد يصدر أمر للطفل بفعل شيء ما مقابل أمر عكسي آخر من الطرف المقابل فيقع الطفل في حيرة ولا يأخذ طرف معين ويسلك الطريق السلبي.
  • يلعب العامل الوراثي دورا هاما وإنما ليس كبير في الإصابة بمرض الفصام، إذ ان هناك اسباب اخرى اكثر تأثيرا وشيوعا في ظهور المرض.
  • قد يكون إصابة الطفل بالشيزوفرينيا ليس إلا اشارة ومظهر يدل على إصابة الاسره به نتيجة لاضطراب العلاقة بين الوالدين وتناقضهم في الشخصية فأحدهما سائد مسيطر والآخر سلبي تابع ويحاول السائد جذب الطفل إليه وانفصاله عن الآخر فيكون أول الخطوات المؤدية لظهور المرض.

هل يمكن علاج الشيزوفرينيا؟

إلى وقت ليس ببعيد كان احتمال الشفاء من مرض الشيزوفرينيا هو أمر صعب للغاية فتم وضعه في قائمة الأمراض المستعصية ولكن الأن أسهمت البحوث العلمية في إلقاء الضوء على بعض الاضطرابات الكيميائية التي تحدث في المخ في أثناء تكوين الهرمونات العصبية مثل الأدرينالين والنور أدرينالين حيث تتكون بدلا منها هرمونات أخرى مسؤولة عن تكوين هذا الاضطراب وأصبح هناك عقاقير تستخدم في علاج المرض توقف ذلك الاضطراب وانعكس ذلك على نسب الشفاء التي تقدمت بشكل كبير نتيجة اكتشاف سبب الاضطراب وعلاجه.

 

معلومات خاطئة عن الشيزوفرينيا

في بداية التعرف على ذلك المرض وإيجاد الطرق التي تساعد في علاجه كان هناك اعتقاد بأن احتمال التواصل مع مريض الفصام أمر مستحيل، لانفصاله عن الواقع وعدم وجود لغة مشتركة وكان هذا خطأ شائع إذ أن المريض ليس منفصلا تماما عن الواقع، وهناك أجزاء صحيحة في عقله وشخصيته و هذه الأجزاء يمكن التعامل معها ويمكن مخاطبتها واستثمارها واستخدامها كأداة للتغلب على الأجزاء المريضة التي تعاني من القصور.

 

السن الأكثر عرضة للإصابة بالشيزوفرينيا

أغلب حالات الفصام تبدأ الإصابة به في سن مبكرة ما بين الخامسة عشر والخامسة والعشرين، وإذا لم يتم إدراكه واللجوء الى المختصين لتلمس سبل العلاج له فانه يتدهور تدريجيا ليصل إلى مرحلة حرجة.

 

مضاعفات الشيزوفرينيا؟

بالإضافة إلى الخطورة الشديدة لمرض الشيزوفرينيا أو الفصام المؤدية لانفصال المريض عن الواقع وسجنه في عالم غير منطقى من الخيال لا ينسجم مع الحقيقة او يتوافق معها، إلى أن خطورته الكبرى تتعدى المريض نفسة وتصل إلى من حوله حتى لو لم يكن يعرفهم ففي كتاب حكايات نفسية يقول مؤلفه عادل صادق أن أشهر الحوادث التي عكست مدى خطورة مرض الفصام وظلاله القاتلة على المريض ومن حوله محاولة قتل رئيس الوزراء الإنجليزي على يد مواطن إنجليزي يدعى “ماجنتون” و الذي أخطأته رصاصته لتصيب سكرتيرة الخاص وعندما تم سؤاله عن دوافعه اتهمه بأنه يحلو ايذائه لذا صمم على التخلص منه ومن وقتها تقرر توقيع الكشف الطبي على القتله للتأكد من مدى سلامة قواهم العقلية ومسئوليتهم عن ارتكاب الجرائم.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here