انفصام الشخصية هو أحد الأمراض النفسية التي بدأت تحتل نسبة كبيرة من نسبة مرضى الطب النفسى، طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن هناك أكثر من 21 مليون شخص على مستوى أنحاء العالم مصابون بمرض انفصام الشخصية.
ونظرا لخطورة المرض يعتقد العديد من الأفراد أنه لا يمكن علاجه أو تخفيف أعراضه، بالطبع مثل هذه المعلومات تكون مغلوطة وبعيدة تماما عن الحقيقة، في مجال الطب النفسي أصبح الآن مليء بالعديد من التطورات والأدوية التي أصبحت تتناسب مع طبيعة التقدم العلمي في الآونة الأخيرة.
في هذا المقال سوف نقدم بعض المعلومات التي تخص انفصام الشخصية، والتي ربما سوف تساعدك في اكتشاف او مساعدة بعض المرضى الذين يكونون مصابون بهذا المرض، ومن ثم توجههم إلي احدى المستشفيات الطبية المتخصصة ليتلقوا البرنامج العلاجي المناسب.
الفرق بين مرض الفصام وبين انفصام الشخصية
من الملاحظ أن هناك العديد من الأفراد الذين يقومون بالخلط بين مرض الفصام وبين مرض انفصام الشخصية ولكن هناك اختلافا كبيرا بين هذين المرضين.
مرض الفصام وهو عبارة عن انفصال المريض عن الواقع الذي يعيش فيه تماما.
يتعرض مريض الفصام إلى مجموعة من الهلاوس السمعية والبصرية والتي تصاحبهم طول فترة المرض، لدرجة انه لا يستطيع أن يفصل ما بين تلك الهلاوس وبين الواقع.
أما انفصام الشخصية فان الشخص المصاب يمكن أن يتعرض إلي عدد من نوبات الهلاوس ولكنها تكون أقل من تلك التي يتعرض لها مريض الفصام، كما أن مريض انفصام الشخصية يمكنه أن يميز ما بين تلك الهلاوس وما بين الواقع.
أسباب انفصام الشخصية:
قبل أن نذكر ما هي أسباب انفصام الشخصية، دعنا نوضح ما هي الشخصية، الشخصية هي عبارة عن مجموعة من المشاعر والسلوكيات والأفكار التي تندمج في بعضها ومن ثم فأنها يمكن أن تميز شخص عن الأخر، وتجعله يحدد ويقرر كيف يمكن أن يتعامل مع المواقف والأمور الحياتية حتى مع الأشخاص الآخرين ويكون منظور خاص به عن العالم وما يحيط بهم.
في الواقع تكوين الشخصية يبدأ منذ الطفولة المبكرة، ومن خلال الاحتكاك المباشر الذي تم بين البيئة المحيطة وبين العوامل المتغيرة، والتربية التي يتعرض لها من قبل والديه والأسرة والمدرسة والبيئة المحيطة.
ومن ثم فإن الشخص السليم يعرف ويتعلم كيفية التعامل مع تلك البيئة ومع المحيطين به ويكون رد فعله تلقائي ومناسب لطبيعة الموقف الذي يتعرض له. أما الشخص أو الطفل المضطرب فإنك سوف تلاحظ خلل ما أو خطا ويصل في بعض المواقف أنه لا يمكن تحديد هذا الخطأ.
وفيما يلي سوف نذكر بعض من أسباب انفصام الشخصية:
عوامل وراثية:
من خلال الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها على مجموعة من مصابين انفصام الشخصية من خلال الرجوع إلى سجلات التاريخ المرضى في تلك الحالات، وجد أنه تم إصابة أحد أفراد الأسرة بهذا المرض.
وهذا يؤكد دور العامل الوراثي في انفصام الشخصية.
التعرض للأذى في مرحلة الطفولة:
كما سبق أن ذكرنا فان تكون الشخصية يبدأ منذ نعومة أظافر الطفل، فالتربية التي يتلقاها الطفل بشكل خاص من الوالدين تساهم بشكل كبير في تكوين الشخصية السوية.
وبالتالي فأي تقصير أو إهمال في تلك التربية من شأنه أن ينشأ مريضا مصابا بالانفصام.
التعرض للصدمات النفسية:
في حال التعرض خصوصا في مرحلة المراهقة إلي بعض الصدمات النفسية للتفكك الأسري، فإن ذلك ينشئ و يسبب مرض انفصام الشخصية.
وربما يكون ذلك فقدان أحد الوالدين وغيرها من المواقف الحياتية التي تكون صادمة على تلك الشخصية.
هل يمكن أن يؤثر انفصام الشخصية على الدراسة والعمل؟
قد يعتقد بعض الأشخاص انه صعوبة الإبقاء على مريض انفصام الشخصية داخل أماكن الدراسة أو العمل وذلك نظرا لصعوبة نجاحه، أو القيام بالأعمال والمسؤوليات التي تطلب منهم، إلا أن رأي أطباء الطب النفسي تماما وهو أن التزام المريض بالعلاج يجعله قادرا على النجاح في تلك المهام والمسؤوليات.
كما يرى الأطباء أن بقاء المريض داخل العمل يساعد على تحسين الحالة المزاجية والإقبال على الحياة ورغبتهم في الاستقلالية وتحقيق مزيدا من النجاح سواء في الدراسة أو العمل. الجدير بالذكر أن أعراض الانفصام تظهر ما بين سن 18 إلي 35 عاما أو بمعنى اصح عندما يكون هذا الشخص في مقتبل الحياة العملية أو مازال طالبا بالتعليم الجامعي. وربما هذه الأعراض مانعة لتحقيق نجاح ما ولكن كما سبق أن ذكرنا لابد أن يرجع هذا الفرد سريعا إلى المدرسة او العمل، وان يصر على النجاح حتى يمكنه مقاومة أعراض هذا المرض والتغلب عليه.