تنتظر الأم مولودها على أحر من الجمر، تتحمل التعب والتبعات التى تلي عملية الوضع والولادة، وتبحث عن إجابات لأسئلة قد لا تبوح بها أثناء الحمل وبعد الولادة، وتتزايد هذه التساؤلات إلى أن تصل إلى اضطرابات نفسية، ومن ثم إلى اكتئاب، أو بمعنى أدق اكتئاب ما بعد الولادة.
يتعرض نحو 10% من الأمهات بعد الولادة الأولى إلى اكتئاب، وقد أكدت دراسات أخرى أن النسبة قد وصلت إلى 27%، بينما أوضحت دراسة بريطانية، أن اكتئاب ما بعد الولادة قد لا يمتد إلى شهور فقط، بل إلى سنوات، ويُلازم الأمهات لفترات طويلة، مما يؤثر على أطفالهن، وقد يمتد الأمر إلى ملازمة هؤلاء الأطفال حتى سن المراهقة.
وكشفت الدراسة أن استمرار أعراض اكتئاب ما بعد الولادة لمدة حوالي عشرة أشهر بعد الولادة، زاد احتمال استمرارها حتى بلوغ الطفل 11 عامًا.
كما بينت الدراسة أن المصابات بحالات الاكتئاب الحاد غير المستمر، يكون أبنائهم عُرضة للحصول على درجات ضعيفة فى مادة الرياضيات فى سن الدراسة بالمرحلة الإعدادية، وقد يصل الأمر إلى إصابتهم بالاكتئاب عند سن الـ18.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
- شعور بالحزن والتعاسة
- رغبة فى البكاء
- القلق الدائم
- التوتر والإرهاق
- الخوف الزائد على الطفل
- انفعال شديد وغضب وشجار مع الزوج
- قلة الرغبة بالاستمتاع بالأشياء والأمور الحياتية
- عجز فى تدبير أمور المنزل
وقد تعود كل هذه الأعراض إلى تغيرات فى مستويات الهرمون، والتى تظهر بعد الولادة.. ولكن قد تختفي تلك الأعراض خلال أيام.
إصابة مفاجئة بالاكتئاب
الأم قد لا تكون مكتئبة قبل الولادة حتمًا بسبب سعادتها بانتظار مولودها الذي يغمرها فرحًا بسبب تشريفه للدنيا، وبالفطرة تكون الأم الأكثر سعادة بهذا، ولكن بعد وضع مولودها سيظهر عليها علامات الاكتئاب تدريجيًا، وقد تبدأ بعد أسابيع أو عدة أشهر من ولادة الطفل، وقد يصل بهن الأمر إلى الانهيار.
علامات اكتئاب ما بعد الولادة
فقدان الشهية أو الأكل بشراهة حتى يزيد وزنك
اضطرابات النوم
عدم الرغبة فى الاستيقاظ
اضطرابات الذاكرة
قلة التركيز
انخفاض الطاقة
أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
الإصابة بـ: اكتئاب الحمل – اكتئاب الوضع
ابتعاد الزوج عن مساندتك أثناء الحمل والولادة
فقدان الأم
الولادة المبكرة
ضعف الطفل بعد الولادة
المشاكل العائلية
الوقاية والعلاج
- قد تكون العقاقير أو الأدوية الطبية ملاذًا آمنًا فى بعض الحالات، لكن تكمن الخطورة قائمة فى تناول أدوية مضادة للاكتئاب، دون الرجوع إلى طبيب متخصص، أو تناولها بانتظام، وبالصورة والصيغة المناسبة التى وصفها لنا الطبيب المتابع للحالة.
- الشعور بالتحسن من حالة اكتئاب ما بعد الصدمة لن تشعري بها إلا بعد مرور أسبوعين على الأقل، ويستمر تناوله لمدة قد تصل إلى 6 أشهر متصلة، والتوقف سيصيبك بالاكتئاب، والإفراط قد يُصيبك بالإدمان.
- تأكدي أن العقار الذى وصفه لكِ الطبيب لن يؤذي طفلك أثناء الرضاعة.
- الفضفضة باللجوء إلى الزوج أو الأخت أو الأم أو أحد المقربين لكِ بداية مطمئنة لحل مشكلة الاكتئاب فى هذه الحالة، ولا تتردي من اللجوء إلى طبيب متخصص إذا كان فى الأمر خطورة على حالتك النفسية بشكل عام.
نصائح للأسرة
- على الوالدين والزوج أن يقوموا باحتواء الأم خلال هذه المرحلة بشتى الطرق.
- الاستعانة بمتخصص لمعرفة كيفية التعامل فى مثل هذه الحالات.
- متابعة الأم باستمرار، والحرص على تقديم الأدوية فى مواعيدها وبانتظام.
- البحث عن علاجات بديلة حال عدم جدوى الأدوية المضادة للاكتئاب من خلال الطبيب المختص.
- لا ترددوا كلمات وجمل مثل “شدي حيلك، مكنتش ولادة دي.. ما هو الأمهات بتولد وتقوم زى الرهوان.. وهكذا
- على الأخت أو الصديقة أن تعتني بأعمال المنزل، ولا تشعرها بالتقصير أو الإهمال.
- على الزوج أن يحتوي زوجته ويوفر لها كل سُبل الراحة والاسترخاء من باب “رفقًا بالقوارير”.
ساعدي نفسك
- اتبعي نظام غذائي صحي.
- تناولي الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
- تناولي الفواكه والشيكولاتة لتحسين المزاج.
- أخذ قسط منتظم من الراحة لتجديد النشاط.
- لا تكوني قاسية على نفسك خلال تلك المرحلة.
- لا تهتمي بما يمكن تأجيله لاحقًا.
- اعتن بطفلك بنفسك.
تجنبي الاكتئاب مع المولود التالى
- ليس هناك طرق واضحة للوقاية الفعالة والأكيدة، ولكن هناك طرق للدعم النفسي قبل الولادة، قد تكون سببًا فى تقليل نسب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
- إصابتك السابقة باكتئاب ما بعد الولادة قد يكون سببًا للإصابة به مرة ثانية بعد الولادة التالية.
- البعض لا يرحبن بتكرار تلك التجرية المريرة بوضع خطة مغايرة ُناء الشهور الأخيرة من الحمل لتجنب ما حدث فى الولادة السابقة.
- اللجوء مبكرًا إلى متخصص أو طبيب نفسي لتجنب هذا النوع من الاكتئاب.
