يعتبر نموذج ماتريكس أحد أنماط العلاج المصممة للمساعدة في عملية التعافي من المواد المنشطة التي منها الميثامفيتامين و الكوكايين. وقد ظهر النموذج في فترة الثمانينيات وشهد نجاحا واسع الانتشار والنموذج عبارة عن:
- علاج تكاملي. يشتمل نموذج ماتريكس على جوانب تنطوي على العديد من الأنماط العلاجية المختلفة والتوجهات النفسية
- برنامج المتابعة الخارجية المكثف. يخصص هذا البرنامج عددًا كبيرًا من الساعات للعلاج اليومي والعديد من الأيام على مدار الأسبوع في الوقت الذي يبقى فيه المريض مقيمًا بمنزله
- علاج محدد المدة. صُمم هذا النموذج لتطبيقه على فترة قدرها ستة عشر أسبوعًا مع إمكانية مدها إلى عام واحد تبعًا لاحتياجات المريض
- علاج ثابت الجدوى. أبرزت العديد من الدراسات ميزة العلاج القائم على مد فترة التعافي والاتساق الذاتي للمريض. ويعتبر النموذج –بعيدًا عن المنشطات- أداة مساعدة فيما يتعلق بعدد من مشكلات تعاطي المواد المخدرة. وقد اتضحت فعالية النموذج وضوحًا جليًا مما حدا بالعديد من المنظمات إلى دعم البروتوكول العلاجي له ومن بين تلك المنظمات المعهد الوطني لتعاطي المخدرات.
النظرية والأسس
تجعل كفاءة نموذج ماتريكس في الجمع بين أكثر النواحي الفاعلة المأخوذة من أكثر الأنماط الفعالة منه نموذجًا علاجيًا ناجحًا للمستجدين في العلاج من الإدمان ولغيرهم ممن أخفقوا سلفًا في التعافي
تتمحور بعض الخطط العلاجية في توجه نفسي واحد، فعلى سبيل المثال، تستقي الإدارة الموقفية وجهات نظرها من النظرية السلوكية وتبني جميع وسائلها من هذا المنطلق، وقد يكون هذا ذا مغزى نافع إلا أنه قد يكون محدودًا نتيجة الثغرات التي قد تظهر أثناء العلاج. ونظرًا للطبيعة المتكاملة للمنهجية العلاجية لنموذج ماتريكس، يستخدم النموذج مناحي معينة من العديد من أنماط العلاج المفيدة ومنها:
- العلاج المعرفي السلوكي
- المقابلات الحافزة
- النظرية السلوكية
- العلاج الداعم المتمحور حول الأشخاص
- العلاج الأسري وعلاج القرينين والأزواج
- العلاج الجماعي مع التأكيد على المهارات الاجتماعية
- مجموعات الاثنتي عشرة خطوة واجتماعاتها
تجعل كفاءة نموذج ماتريكس في الجمع بين أكثر النواحي الفاعلة المأخوذة من أكثر الأنماط الفعالة منه نموذجًا علاجيًا ناجحًا للمستجدين في العلاج من الإدمان ولغيرهم ممن أخفقوا سلفًا في التعافي. وقد جرى اختبار فعالية ومناسبة جميع الوسائل على المقيمين الذين خضعوا للعلاج.
واجب المعالج
تتطلب المنهجية المتكاملة لنموذج ماتريكس وجود معالج ذا مهارة عالية مع إمكانية تكيفه وفقًا للمواقف والأنماط المختلفة. ويتسم المعالج الأكثر كفاءة بتمرسه في مجال العلاج المعرفي السلوكي والمقابلات الحافزة والفسيولوجية التي ينبثق عنها الإدمان.
يتصف المعالج في نموذج ماتريكس بأنه:
- يبسط جلسات العلاج الجماعية والفردية والأسرية
- ينسق مع غيره من المعالجين ومقدمي الخدمات الاجتماعية لصالح المريض
- يشجع على الحضور والمشاركة في اجتماعات الاثنتي عشرة خطوة
- يدمج المريض في جميع ما يتعلق بالعلاج المعرفي السلوكي كي يتمكن من فهم الروابط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات
- يطري على السلوك المحمود ويكافئ عليه
- يقدم التساوق والبنية اللازمة لتعليم المريض التوقعات القائمة
ونظرًا لعدم ارتكاز نموذج ماتريكس على المواجهة، يستقل المعالج وضعًا يقوم فيه بدور المعلم والمدرب، وهنا يأتي دور المعالج في خلق بيئة آمنة خالية من الاستهجان وقائمة على الإيجابية والانفتاح. ويبني المعالج نوعًا من التفهم القائم على المشاعر مع المريض مع الارتقاء باحتياجاتهم في الوقت ذاته.
بنية نموذج ماتريكس
يُقصد ببنية البرنامج المكثف للمتابعة الخارجية خضوع المريض للعلاج جميع أيام الأسبوع.
وفي العموم، سوف يحضر المريض للعلاج الرسمي ثلاثة أيام أسبوعيًا ويتعامل خلالها مع عدد من الموضوعات. ويضم العلاج إجمالًا أنواعًا متباينة من العلاج الفردي والجماعي على مدى ساعات طوال. ويُستحث المريض على حضور جلسات العلاج غير الرسمي كاجتماعات الاثنتي عشرة خطوة في بقية أيام الأسبوع.
العلاج الرسمي في نموذج ماتريكس
الجلسات الفردية والجلسات الأسرية
يطبق المعالج أثناء المساق العلاجي آليات منبثقة عن علاج الادمان المعرفي السلوكي وذلك باستخدام مهارات المقابلات الحافزة للحد من ازدواجية العواطف عند المريض. وقد يجري في بعض الأحيان إشراك بعض الأشخاص المهمين أو أحدًا من أفراد الأسرة في تلك الجلسات وذلك بغرض تناول الاحتياجات الحالية للمريض مع تعريف الأسرة في الوقت ذاته بالمسائل المقترنة بتعاطي المواد المخدرة والإدمان والاعتماد.
مجموعة مهارات التعافي المبكر
يوجد بنموذج ماتريكس ثمانية جلسات تركز على مهارات التعافي المبكر التي يجب إتمامها على مدى الشهر الأول للعلاج. ويستمر هذا لفترة تقل عن ساعة ويتم تبسيطها بالتعاون بين المعالج والمريض الخاضع لخطة التعافي. ويعتبر الهدف المنشود من تلك المجموعة تعليميًا أكثر منه علاجيًا. وتتمحور مجموعة مهارات التعافي المبكر على مفهومين اثنين:
* يمتلك المريض القدرة التي تمكنه من زيادة إمكانيات الامتناع عن التعاطي وتساعد مجموعة مهارات التعافي المبكر في تحقيق هذا
* قد يكون العلاج الفردي مفيدًا، إلا أن الشخص الذي يسعى إلى التعافي الدائم سيستفيد على نحو أكبر كذلك عند الحضور مع المجموعات القائمة على الفكرة المجتمعية.
مجموعة منع الانتكاسة
نُظمت تلك المجموعة كي تلتقي في بداية ونهاية كل أسبوع من الأسابيع التي يطبق فيها نموذج ماتريكس. وتستمر هذه الجلسات لمدة 90 دقيقة وتركز على قابلية توقع حدوث الانتكاسة على نحو غير عشوائي وواضح لكل من المعالج والمرضى. وتهدف تلك المجموعات إلى تعليم المريض مع التعريف المبكر بعلامات الانتكاسة بهدف منع حدوثها. ويدخل ضمن موضوعات النقاش:
- الشعور بالخزي والذنب والامتعاض
- إيجاد سبل مناسبة لاستهلاك الوقت
- ترتيبات استنهاض الدوافع
- التعرف على مسببات الانتكاسة
- بناء مهارات الرقابة الذاتية مع التقليل في الوقت ذاته من دور قوة الإرادة
مجموعة التعليم الأسري
يقوم نموذج ماتريكس على الاعتقاد بأن نتائج العلاج تزداد فعالية عندما تتفاعل الأسرة بأكملها وشبكة دعم المريض في مساق العلاج. سوف تحصل الأسرة على معلومات عن الإدمان والتعافي، فضلًا عن تلقيها لجلسات تعليمية بشأن علامات الانتكاس وطرق لتعديل سلوكها حتى يصبح أكثر قبولًا لدى المريض وأكثر نفعًا له. ويُحفَّز المرضى والأسر على حضور تلك الجلسات الأسبوعية معًا، وقد تتطرق تلك المجموعات إلى الحديث عن المعلومات التي نوقشت أثناء الجلسات الفردية والأسرية.
مجموعة الدعم الاجتماعي
يفقد العديد من الأفراد أثناء فترة تعاطيهم المواد المخدرة قدرتهم على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وقد يحدث أن نقابل بعض الأفراد ممن هم في مرحلة التعافي ولم يعلموا على الإطلاق شيئا عن المهارات الاجتماعية المنشودة في مرحلة طفولتهم ومنها الصبر والتعامل مع الرفض. وتعمل مجموعات الدعم الاجتماعي على أن تنأى بالشخص المتعافي بعيدًا عن التعاطي مع توجيهه نحو نمط حياتي قائم على التمتع بصحة جيدة وحياة خالية من الإدمان. ويبدأ نشاط تلك المجموعة في الشهر الثالث من العلاج وتستمر لمدة 36 أسبوعًا.
وتسمي الفترة التي تلي الأسبوع السادس عشر بالرعاية المستمرة. ويمارس المستجدون على مجموعة المهارات الاجتماعية مهاراتهم مع شخص آخر قطع شوطًا أكبر في رحلة التعافي. وتعتبر المجموعة في تلك الحالة مثمرة لكلا الطرفين، إذ سيكتسب العضو القديم في رحلة التعافي شعورًا بالإنجاز ينتج عن مده يد العون للآخرين.
يجري في نموذج ماتريكس –بجانب البنية الموضحة أعلاه- عمل اختبار بول واختبارات تنفس أسبوعية لمراقبة جميع أوضاع التعاطي. ويجري الاختبار على نحو عشوائي، ولا يترتب على النتائج الايجابية للاختبار إقصاء المريض من البرنامج ولكن يجري بدلًا من ذلك النقاش بشأنه أثناء العلاج وهذا لأن البرنامج لا يقوم على مبدأ المواجهة أو العقاب،
مبادئ البرنامج
يشتمل نموذج ماتريكس على ثمانية مبادئ إرشادية للعلاج ولتعزير الكفاءة، وسيشهد المريض نتائج أفضل حال إتمامه لجميع تلك المبادئ: تشير تلك المبادئ إلى أهمية:
- بناء علاقة قوية قائمة على الاحترام بين المعالج والمريض
- المتابعة القائمة على بنية البرنامج وتوقعات المريض
- تقديم محتوى تعليمي جيد للمريض يوضح طبيعة تعاطي المواد المخدرة
- استخدام طرق علاجية مختلفة مثل العلاج المعرفي السلوكي والمقابلات الحافزة لاستيعاب احتياجات المريض
- مكافأة السلوك المنشود وتشجيعه مع التخلص في الوقت ذاته من السلوكيات السلبية.
- إقحام الأسرة وتزويدها بمعلومات حول الإدمان والتعافي منه
- تحفيز الأعضاء على المشاركة في البرامج القائمة على المساعدة الذاتية والمجتمعية بجانب نموذج ماتريكس
- إجراء اختبار بول للتأكد من نسب تعاطي المواد المخدرة
تلقي العلاج بنموذج ماتريكس
لا يوجد سوى القليل من المراكز العلاجية المصنفة باعتبارها مراكز معتمدة لتطبيق نموذج ماتريكس وتتواجد في عدد قليل من البلاد.
ولحسن الحظ، ونظرًا لنجاحها المشهود والدعم الذي تتلقاه من الوكالات الحكومية، من المتوقع إلى حد كبير أن يقوم مركز علاج الادمان القريب منك بتطبيق مبادئ نموذج ماتريكس في البرنامج الذي تتلقاه. وللتعرف على البرنامج العلاجي الذي يطبق نموذج ماتريكس أو للتعرف على الأنواع العلاجية الأخرى، تفضل بالاتصال على ……………………..