اضطرابات الطعام وعلاقته بالإدمان على المخدرات

اضطرابات الطعام

 

مما لاشك فيه أن الإدمان على الطعام أضراره لا تقل خطورة عن الإدمان على المخدرات والكحول.. ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن الإدمان على الطعام بالتفصيل، أو الإدمان على المخدرات والكحول!!

 

بل نحن هنا بصدد توضيح العلاقة بين الاضطرابات الناتجة عن الطعام نتيجة تعاطي المخدرات..

 

عندما ينغمس الشخص في تناول الأغذية ذات السكريات العالية أو الدهون أو كلاهما معًا وهو أسوأ بالطبع، فإن ذلك يحفز نظام المكافأة بالمخ بطريقة مماثلة تمامًا كالتي تحدث في حالة تعاطي المخدرات، فعندما يتناول الشخص طعاما معينا يتم إفراز الدوبامين بصورة كبيرة مما يجعل المخ في النهاية يبحث فقط عن هذا النوع من الطعام المليء بالدهون والسكريات، ويُدمن الشخص الأحاسيس الجيدة المقترنة بهذه الأنواع من الطعام، ويصبح من المستحيل عليه رفض شريحة من كيك الشكولاتة تماما مثلما لا يستطيع مدمن الكوكايين رفض كمية من الكوكايين مُقدمه له.

 

فمن المتعارف عليه أن أسباب إدمان الطعام أو النهام تتعلق بقضايا نفسية عميقة و الشعور بفقدان السيطرة، ويتبع المعانون من النهام هذا الأسلوب من الأكل ليشعروا بأنهم يسيطرون على حياتهم، فقد يخفون الطعام ويخزنه يفرطون في تناوله عندما يشعرون بالغضب أو الضغط النفسي.

 

التوتر والقلق والغضب والشجار و الإحساس بالضجر أو المشاعر السلبية والإحباط والهروب من الواقع و الاكتئاب، وحالات الطعام هنا تسمى “الأكل الانفعالي”، كذلك مرضى السكري من النوع الأول، الثاني، وسكري الحمل، أو بسبب نقص مستوى السكر بالدم، وتناول بعض أنواع الأدوية، مثل مضادات الإكتئاب والكورتيزون الذي يضاد هرمون الأنسولين في أداء  وظائف، ومنها إدخال السكر الموجود بالدم إلى الخلايا مما يجعل الخلايا تنبه الجهاز العصبي لحاجتها للسكر، فيكون رد فعل الجهاز العصبي أن يزيد من شهية المريض للطعام، ويستمر التنبيه، ويستمر المريض بالأكل دون أن يصل السكر للخلايا وهكذا.

 

ومصطلح إدمان الطعام يعتبر من المصطلحات الجديدة نسبيا في عالم علاج الإدمان حيث تختلف عادات الطعام في مختلف أنحاء العالم، ويعتقد معظم الناس أن إدمان الطعام لا يمكن أن يكون بسوء إدمان الكحوليات أو المخدرات، غير أن تأثير إدمان الطعام على المدمن يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية بالإضافة إلى تدمير حياة الشخص بالكامل، تماما مثل أي نوع آخر من أنواع الإدمان.

 

إدمان الطعام هو إدمان عادة أو عملية، تتسم بالفرط في استهلاك الطعام – عادة ما تكون اطعمة عالية الدهون أو السكريات – ويعتاد عليها الشخص بالرغم من الآثار السلبية لهذه العادة.

 

اضطرابات الطعام والإدمان

 

عندما يلاحظ على شخص ما اضطراب شديد في عادات الأكل مثل: قلة كمية الطعام المستهلكة، أو الإفراط في الأكل، أو الشعور بالضيق، أو الاهتمام الزائد بالوزن والشكل، فإن ذلك يعتبر مؤشرا لاضطرابات الأكل الناتجة فى بعض الأحيان عن الوقوع فى الإدمان على المخدرات..


فالشخص الذي يعاني من اضطراب الأكل يبدأ بكميات أقل أو أكثر من المعتاد، ولكن هذه الرغبة في تناول كمية طعام أكثر أو أقل تصبح لاحقًا خارج الإرادة، واضطرابات الأكل معقّدة، فبالرغم من الأبحاث التي أجريت لفهمها، إلا أن الأسباب البيولوجية والسلوكية والاجتماعية لهذه الأمراض بقيت مبهمة.

 

 

وأهم أنواع اضطرابات الأكل الناتجة عن تعاطي المخدرات: فقدان الشهية العصبي، وزيادة الشهية العصبي، فعند شعور المدمن بالأعراض التى تقضى بالتدخل لمعالجة الجسم من الإدمان، منها اضطرابات الحركة والكلام، واضطرابات الجهاز الهضمي، الشعور بالإمساك والإسهال الشديدين، والقيء، وصعوبة التنفس، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب، واضطرابات النوم، والقلق المستمر، والاكتئاب الذي يؤدي إلى الرغبة فى الانتحار.

فقدان الشهية من أبرز العلامات على تعاطي مخدر الحشيش، وقد تبدو شهية المتعاطي أيضًا مفتوحة بشراهة، وقد يحدث زيادة فى الوزن، بسبب “أكلات التيك أواي”، أو مع تناول كميات كبيرة من ما يسمى “المازة” مع تعاطي الحشيش، والمخدرات الأخرى..

 

علاج اضطرابات الطعام المرتبطة بالادمان

 

التقييم النفسي هو بداية التشخيص المرتبط باضطرابات الطعام المصاحبة للإدمان، وإجراء الفحوص والتحاليل لتحديد اختلالات فيزيائية أو كيميائية حيوية أو كيميائية عصبية.

 

لابد من استعادة التوازن الجزيئي الحيوي، واستخدام العلاجات التكميلية، والاستشارات الروحانية، وقد يكون برنامج الـ12 خطوة دور فى علاج اضطرابات الطعام المرتبطة بالإدمان على المخدرات.

 

الآثار البدنية المشتركة إدمان الطعام والمخدرات:

  • ارتفاع نسبة الكوليسترول
  • مرض السكري
  • أمراض القلب
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مشاكل التنفس أثناء النوم
  • أمراض الكلى
  • التهاب المفاصل
  • السكتة الدماغية
  • هشاشة العظام
  • أمراض السرطان
  • الافراط قد يؤدي إلى الوفاة

الآثار السلبية الاجتماعية والنفسية المشتركة إدمان الطعام أو المخدرات:

  • الشعور بفقدان الأمل مما قد يؤدي إلى أفكار انتحارية.الشعور بالخزي والذنب والاكتئاب بسبب الشعور السيء حيال عادات الطعام
  • تجنب الظهور في المناسبات الرسمية والاجتماعية.
  • تفاقم المشاكل في العمل أو المدرسة بسبب تناول الطعام أو المخدرات.
  • اعتياد أكل الطعام أو تناول المخدرات بدلا من قضاء الوقت مع العائلة أو ممارسة الأنشطة الإبداعية.

أبحاث على الاضطرابات والاكتئاب


أحد هذه التوجهات يشمل دراسة جينات الإنسان، في نشر السلسلة الجينية للإنسان عام 2003 بدأ باحثو الصحة العقلية بدراسة مختلف مجموعات الجينات لتحديد إذا ما كان هناك اختلافات في المادة الوراثية DNA مرتبطة بخطر ظهور اضطراب عقلي.

كما يطمح الباحثون إلى الاستفادة من تصوير الجهاز العصبي باستخدام الرنين المغناطيسي MRI في فهمهم لاضطرابات الأكل، فقد أمكن استخدام الرنين المغناطيسي لتمييز نشاط غير طبيعي في الدماغ لدى المصابين بالشيزوفرينيا (الفصام)، واضطراب الوسواس القهري، والاكتئاب، مّما يساعد الباحثين على زيادة فهمهم لعملية تكون اضطراب الأكل لدى المرضى، بغض النظر عن شفائهم أو استمرار معاناتهم من آلام المرض.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here