الأخطاء التي يساعد بها الأهل أبنائهم علي الاستمرار في تعاطي المخدرات

الأخطاء التي يساعد بها الأهل أبنائهم علي الاستمرار في تعاطي المخدرات

الأسرة وعمليات التنشئة الإجتماعية من أهم العوامل التي تؤدي إلي التعاطي ، العلاقات بين كل من الأب والأم تؤثر بشكل فعال في التكوين النفسي علي الأبناء ومن ثم أخذ المسار إلي التعاطي .

ومن أبرز الأخطاء الشائعة في المجتمع المصري :

الخطأ الأول :                                               

كثرة الشجار وتبادل الألفاظ الخارجة أمام الأبناء ، فيتحول تلك الأشجار إلي قسوة المعاملة لأبنائهم وضربهم نتيجة عدم الإستقرار النفسي الذي تعيشه الأسرة ، وبالتالي ينشأ الخوف في قلوب أبنائهم ، والبحث عن أي وسيلة لمحاولة الخروج من دائرة الواقع الأسري المرير، وبالتالي الانسياق في طريق التعاطي والإدمان .

الخطأ الثاني :

محاولة الأهل في كثير من المواقف ، من التقليل من حجم المشكلة ، واستدعاء مبررات ليس لها قيمة ، باعتبار أن تلك المرحلة مرحلة المراهقة ، وطيش شباب ، وأن الهداية ستأتي في يوم من الأيام ، حيث كلما كبر سنحت له الفرصة بالامتناع والتوقف عن التعاطي ، ولكن للأسف أن هذه المبررات غير صحيحة بالمرة ، فعلى العكس من ذلك كلما استمر الأبناء في التعاطي ، كلما تقلصت فرص امتناعهم وتضخم حجم المشكلة بشكل خطير .

الخطأ الثالث :                                                                                          

الإنشغال بالأمور الحياتية ، كالعمل والسفر ، والبحث عن طرق لزيادة الدخل ، باعتقاد أن ذلك من جانب تأمين مستقبل الأبناء وتحسين مستوى المعيشة ، ولكن هنا يسير الأهل في مسار الإبتعاد والإنشغال عن أبنائهم ، وبالتالي يغيب معه دور الأسرة في متابعة مشاكل أبنائهم اليومية ، وما يعانون منه من إهمال شديد من كل من الآباء والأمهات ، وهنا يكون السعي دائما إلي حل مشاكلهم هو التعاطي ، بحجة الهروب من المشاكل التي تواجههم ، وعلى وجه الخصوص مشكلة الإدمان التي يقع فيها الأبناء ، والصعوبة التي يتطرقون لها عند محاولة الإقلاع أو الإمتناع .

الخطأ الرابع :                                                                                        

عدم توخي الحذر من بعض الآباء والأمهات ، وترك بعض الأدوية المخدرة في متناول الجميع بالمنزل ، خصوصا وأن كان هناك أحد أفراد الأسرة يعاني من أمراض نفسية ، وبالتالي يستخدم مواد مهدئة ،  أو مسكنة تحتوي على كمية معينة من بعض المواد المخدرة التي تعمل علي تهدئة بعض آلام ، وفقا لإستشارات الطبيب ، فبمجرد ترك تلك المواد دون مراعاة السرية والإخفاء في أماكن حفظها ، يجعل من السهل واليسير الحصول عليها .

الخطأ الخامس :                                                                                     

كثرة تداول الأبناء للأموال ، دون متابعة ومعرفة الأشياء التي ينفق الأبناء أموالهم عليها ، وقد يستخدم بعض الأبناء كثير من الضغط والحيل علي الأباء والأمهات ، للحصول على أكبر كم من الأموال ، دون وعي من الأهل بمصير تلك الأموال ، وفي كثير من الأحيان يكون الأهل في غياب تام عن محاسبة الأبناء ، لما تحتاج إلي كل تلك الأموال ؟ ، وفيما يتم إنفاقها ؟ ، ثم يحدث ما لم يكن متوقع في نهاية الأمر من وقوع أبنائهم في دائرة الإدمان .

الخطأ السادس :                                                                                         

ما يسمى بمعايرة أو شماتة الأهل في خسائر أبنائهم ، والضغط علي الأبناء في بعض المشاكل التي تحدث لهم ، بهدف إحساس الأبناء بذنب ما اقترفوه من مشكلات وأخطاء ، كذلك الدعاء على الأبناء بشكل يؤدي إلي شعورهم بالخزي ، وهذا الأمر يعمل علي تفاقم المشكلة بشكل أسوأ .

الخطأ السابع :                                                                                      

قيام بعض الآباء والأمهات بمقارنة الأبناء مع غيرهم من الأقارب أو الأصدقاء ، مما يجعل الأبناء يفقدون ثقتهم بأنفسهم ، بالإضافة إلي الشعور بالنقص ، وهنا يكون الأهل في غياب تام عن أن كل من الأبناء لهم مهاراتهم وقدراتهم الخاصة ، ويجب عليهم تشجيع ودعم أبنائهم دون مقارنتهم بغيرهم من أصحاب المهارات الأخرى التي يتمناها الأهل في أبنائهم .

الخطأ الثامن :                                                                                   

إختلاف الآراء بين كل من الأبوين ،فما يفعله الأبناء قد يكون أمر طبيعي بالنسبة لأحد الأبوين ، إلا أنه قد يكون تصرف غير لائق بالنسبة للطرف الثاني ،  كذلك نجد أنه في كثير من الأمور يكتشف أحد الأطراف سلوك خطأ في تربية أبنائهم ، فيقوم بالتكتم عليها دون علم الطرف الآخر ، وبدون البحث عن طرق علاج ذلك السلوك الخاطئ ، وذلك يؤدي إلي ازدياد الكذب والخداع والتفكك الأسري ، وهنا يبدأ الأبناء في النفور من الطرف الذي يعاقبهم ، وبالتالي الإنجذاب إلي الطرف المتسامح ، ولكن يجب عليهم تبادل الأدوار في العقاب ، بالإضافة إلى توضيح الهدف من ذلك العقاب وهو أنه يساعد الأبناء بذلك على السلوك الصحيح .

وأخيرآ من الضروري علينا توضيح أن تنشئة الأبناء تنشئة سوية تلعب دورآ هامآ في تكوين الشخصية وتحديد السلوك ، إلا أن النوايا الحسنة قد لا تكفي للتعافي ، فهذه بعض من الأخطاء التي تساعد بها الأهل أبنائهم علي الاستمرار في التعاطي دون إدراك منهم لذلك .

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here