في العديد من البرامج ذات 12 خطوة، الشهيرة في علاج الإدمان، هناك قول مأثور، “قد يكون الانتكاس جزءًا من رحلتى ولكنه لا يحتاج إلى أن يكون جزءًا من عملية العلاج والتعافي”، ويبدو ذلك رائعا على الورق أى بشكل نظرى، ولكن الحقيقة هي أن هناك العديد من الرجال والنساء الذين يحصلون على الشفاء والتعافي ويبقون خالين من المخدرات وعازفين عنها دون أن يعانوا من الانتكاس.
الإنتكاس هو العودة إلى التعاطي أو شرب الكحوليات مرة أخرى بعد التعافي والشفاء، وله العديد من الأسباب التي تؤدي إليه، من هذه الأسباب الحياة القاسية والمرور بتجارب حياتية لا تطاق او لا يتحملها الفرد، وفي اطار ذلك نتعرض في هذا المقال لثماني طرق تساهم في منع الانتكاس، فتابعونا لمعرفة كيفية الحفاظ على الشفاء والبعد عن تناول المواد المخدرة والعيش حياة سليمة وصحية بعد ذلك.
هيكل مهم لمواصلة التعافي من الإدمان:
اعد ترتيب نفسك، واعلم ان ضبط نفسك بعد التعافي ليس بالأمر الفذ، حيث يواجه العديد من الرجال والنساء تحديات جديدة للشفاء والتعافي ويقدرون على التغلب عليها، وقد يبدو أنها صغيرة ويسهل التعامل معها، ولكن بالنسبة للمدمنين على الكحول أو مدمني المخدرات، فإنهم يكادون يكونون غارقين، ولهذا السبب يحتاج الشخص المتعافي حديثًا إلى بنية ودعم في البداية، ومن المهم أن يقبلوا أنهم ليسوا أشخاصًا عاديين، وأن لديهم مشكلة حقيقية ولا يشكل فيها الإمتناع واليقظة سوى جزء من الحل. .
8 طرق بسيطة لمنع حدوث الانتكاس:
تحقيقا لهذه الغاية، أقدم لك هذه الطرق ال 8 البسيطة لمنع الانتكاس، ولكن لا يمكن أن تكون هذه الطرق وحدها هى الحل، وذلك يتوقف على قوتك وعزيمتك أنت.
صدقني، أعرف مدى صعوبة ذلك في البداية، ولكني أستطيع أن أعدكم بأنه، مع مرور الوقت، فإن احترام الذات المبني على وجود هذه المكونات في حياتك سيعوضك أكثر عن غياب المواد التي كنت تستخدمها لتدمير نفسك، لأنه في النهاية كل شيء يتعلق بالشعور بالرضا عن نفسك.
- قوة الإرادة الخاصة بك. تظهر الدراسات البحثية أن قوة الإرادة يمكن أن تكون محدودة، ولكن فقط إذا كنا نعتقد أنها محدودة، والحقيقة هي أن الإغراء في كل مكان حولنا، ومع ذلك، عندما تقاوم إغراء واحد، يمكنك مقاومة الإغراءات الأخرى بسهولة أكبر، وفي كل مرة تترك فيها الرغبة تمر دون أن تستسلم لها، فإنك تقوي علاقاتك العصبية بحيث يصبح من الأسهل، مع مرور الوقت، مقاومة تلك الحوافز، ومن هنا نقول: أنت قوي بقدر ما تسمح لنفسك أن تكون.
- كن استباقياً وإيجابياً، ليس من السهل الحفاظ على موقف إيجابي في جميع الأوقات، ولكن هناك أشياء يمكنك فعلها للابتعاد عن الاستحواذ على فكرة سلبية، ومنها استدعاء الراعي الخاص بك أو المعالج.، اطلب من هذا الشخص الاتصال السريع بك، لأن معرفة أن الدعم موجود في متناول يدك يمكنه بناء قدرتك على البقاء إيجابيًا.
- اليقظة هي المفتاح، ولا يمكنك أن تكون متيقظًا إذا كنت تزين الرومانسية بالماضي، معظم ثقتك بنفسك ستأتي من التعافي والعيش في حياة صحية والعمل من أجل البناء، ولكن لا تأخذ نفسك الجديدة كأمر مسلم به، إذا كنت تشعر بالثقة الزائدة، فتأكد من أننا نفهم أن كل لحظة تقضيها في تمجيد ماضيك أو الهوس على مستقبلك هي لحظة تقلل من قوتك في الوقت الحاضر؛ واليوم، نحن الآن بصدد استعادة حياتنا الجديدة، بحيث لا يحكم حياتنا إدمان الكحول أو إدمان المخدرات.
- البقاء في العلاج، الآن بعد أن تعافيت من الإدمان، لديك عالم جديد يقتضي بذل الجهد لمواجهة وكلاء المخدرات والكحول، قد تواجه علاقات عائلية أو رومانسية تسبب مشاكل لك، ونحتاج جميعًا إلى تعلم كيفية حل النزاعات بطرق صحية، لكنك أنت المفتاح، وأنت وحدك من يستطيع التغلب على هذه المشاكل، عن طريق مواصلة المواعيد الأسبوعية مع المعالج الخاص بك (لمدة سنة على الأقل أو سنتين بعد الحصول على الشفاء) وكذلك اجتماعات المجموعة، هذا سوف يتم شفاءك ويكمله.
- هل لديك الصبر، يحتاج المرضى وعائلاتهم إلى الكثير من الصبر وهم ينتظرون الشفاء والتعافي، وفي هذه الاثناء تكون العواطف متقلبة، والأرق مستمر، والمرضى يبدأون في الشعور كما لو أنهم سيكونون بائسين لبقية حياتهم، كما يبدو أن أحباءهم يراقبونهم دائمًا، وهم يفكرون دائمًا، “هل تأخّر لأنه يخرج للشرب؟”، ولكن في الواقع لا يحتاج أي شخص افتراض أن الانتكاسة ستحدث، وليس هناك ما يدعو إلى القلق باستمرار بشأن ذلك، وعليك بالصبر دائما.
- النوم، من المؤكد أننا بحاجة إلى تناول الأطعمة الصحية، وبالاضافة الى ذلك نحن بأشد الحاجة الى النوم الصحى، حيث ان لدينا أنماط نوم عامة من الممكن أن تبقينا أصحاء لمدى الحياة، و مدمنين، بطبيعة الحال، فقد العديد منا القدرة على الحصول على ما يكفي من الراحة، لأننا عبثنا بكيمياء الدماغ، ففي أثناء النوم العميق نوم حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement)، ينظم الدماغ جميع المواد الكيميائية ويعيد ضبط أنظمة الناقل العصبي، التعليل الوحيد الذي أملكه بشأن النوم هو أنك لا يجب أن تنام أثناء النهار وعزل نفسك عن بقية العالم الذي يستيقظ، لأنه، بصراحة،ذلك لا يؤدي إلى نتائج صحية وسليمة.
- تجنب التعرض للكحول والمخدرات، لا يزال بإمكانك أن تكون مجنونًا ومضحكًا وجريئًا وباردًا، حياتك لا تزال كاملة – في الواقع أكثر من ذلك بكثير- من الأوقات العظيمة والأشخاص والأماكن التى لا تنسي، هذا جنون جيد ربما يكون المدمنون الذين يتعافون ويحصلون على الشفاء الكامل يتمتعون بنجاح كبير من خلال البقاء بعيدا عن طريق الأذى، وخاصة في البداية، يشعرون بالسعادة عند النجاح في الابتعاد عن الحانات أو النوادي الليلية أو الأحياء أو البيئات التي اعتادوا على شرب واستخدام المخدرات فيها… يجب أن يكون لديك خيارًا واعًيا لتجنب هذه الأماكن حتى تطور قوتك وتستطيع التغلب على الانتكاس.
- إدراك أن الرغبة الشديدة والأعراض الصعبة طبيعية، حيث ان عواطفك لا تزال حساسة بعد التعافي، لأنها لم تعد مغطاة بسبب تعاطي المخدرات، قد يكون هذا ساحقًا عندما لا تعتاد على التعامل مع مشاعرك، قد تصاب بالاكتئاب أو تفكر في اشياء تبعث على الاستياء، من الطبيعي أن تشعر بهذه المشاعر، ولكن في نهاية المطاف ستبدأ مشاعرك بالهدوء.
هل سيكون الانتكاس جزءًا من قصتك؟ لكن الحقيقة المؤسفة هي أنك لا تستطيع أن تنجو من هذا الانتكاس بسهولة، ولكن صدقوني، أعرف الكثير من الناس الذين لم ينجوا من انتكاسة لانهم فقط لم يفعلوا ذلك، إنه واقع رهيب ومأساوي لمرض الإدمان.
لكن إذا سمحت لنفسك بالتفكير، فقد تجد نفسك ليس فقط نظيفًا ومتعافي، بل مغمورًا في حياة تستحق البقاء نظيفًا ورزينًا.
