تأثير الاضطرابات النفسية على العلاقة الحميمة

 الاضطرابات النفسية، هو مرض عقلي له علاقة بالصحة العقلية، ويترتب عليه تشويش فى التفكير، المشاعر، والسلوكيات، العجز أو الشعور بالضعف وقلة الحيلة، ومن ثم ألم نفسي شديد، ويترتب على ما سبق نوع من أنواع اللامبالاة وقلة الاستجابة للمؤثرات الخارجية والتفاعل معها، ويأتي على رأس الاضطرابات النفسية الاكتئاب، الفصام، اضطرابات الأكل، وما يسمى سلوكيات الادمان، واضطرابات العلاقة الحميمة، وغيرها من الاضطرابات النفسية الشائعة.

لا تتعارض أسباب الاضطرابات النفسية مع الجين الوراثي، فهو أول الأسباب التى تقتحم الصحة العقلية للإنسان من خلال التاريخ العائلي للإصابة بهذه الاضطرابات، ما يسمى العوامل البيولوجية هو سبب أخر فى الإصابة بهذه النوعية من الاضطرابات، خاصة فى فترة الحمل من مواد كيميائية سامة، أو تعرض الأم لفيروسات، وقد يرجع سبب الإصابة بالاضطرابات النفسية إلى تناول عقاقير غير مشروعة أو مواد مخدرة.

 

أعراض نفسية شائعة

عندما تشعر بأحد هذه الأعراض فهذا يعني أنك بكل أسف قد وقعت تحت طائلة أحد أمراض الاضطرابات النفسية، والتى منها اضطراب العلاقة الحميمة، ومن هذه الأعراض الشعور الدائم بالحزن، والابتعاد عن المقربين والأصدقاء، والميول الانتحارية، والإجهاد بصورة مفرطة، والهروب من المشكلات والهموم اليومية، تغيرات فى العادات والسلوكيات خاصة الاعتيادية كالطعام والشراب والنوم والزيارات والتواصل، كذلك ينتابك الغضب وأحيانًا العنف والعداء على عكس طباعك الحميدة، والخطر الأكبر هو الانجرار نحو طريق تعاطي المخدرات أو شرب الكحول والخمور من باب “شماعة” الهروب من كل هذه الأعراض، كذلك قد يكون الخوف من الفشل فى إقامة العلاقة الجنسية نتيجة صدمة قد تعرض لها الزوج/ة.

 

أعراض جسدية نفسية

أما الأعراض الجسدية فهى خير شاهد على اضطرابك النفسي، صداع مستمر، ألم أسفل الظهر خاصة فى الفقرات القطنية، وقد يصاحب ذلك آلام متفرقة فى الجسم، ناهيك عن آلام المعدة المتكررة.

العلاقة الحمية لا تعترف إلا بالأجواء الحميمية، فمهما حاولت أن تتجمل سينعكس ذلك على علاقتك الجنسية بشريك الحياة، والعكس صحيح تمامًا، وقد تكون العلاقة الحميمة نفسها حلاً سحريًا لعلاج تلك الاضطرابات النفسية، ولكن عليك/ي أن تتعرفي عن قُرب ما مدى تأثير تلك الاضطرابات النفسية على تلك العلاقة الوجودية.

 

أسرار زوجية أثناء العلاقة

الزوج يبحث عن الاهتمام، والاهتمام هنا يعني المظهر الجيد، والجاذبية، والتألق بكل ما هو مسموح، ومرغوب فيه لدى الرجال، كما أن هذا الشق لا يكون هو كل شيء، فعليكي أن تصدري له “طاقة إيجابية”، وأن تتخلصي من الروتين اليومي، خاصة فى العلاقة الخاصة بينكما، وعليكي أن توفري له قدرًا كبيرًا من الراحة، وأن توصلي له أن علاقتكما هى علاقة متعة واستمتاع، لا علاقة زوجين “والسلام”.

التوتر والضغوط قد تكون مدخل غير جيد للزوجة عند إقامة العلاقة الحميمة معها، فعليك عزيزي الزوج أن “تفصل” عن الواقع العملي الذى تصدره لك يومياتك فى العمل، والشارع، والمجتمع والناس، فكن حذر قدر المستطاع فى التعامل مع زوجتك.

أما الزوجة فعليها أن تتعامل مع الزوج سييء المزاج، باحتوائه بإقامة علاقة حميمة لتهدئة الأجواء، و”ترطيب” النفسية، لأن ممارسة الجنس تساعد الجسم على إفراز ما يسمى هرمون تحسين الحالة المزاجية “الأوكسيتونين”، الذى يساعد على الاسترخاء والخلود للنوم العميق، وبالتالي تتحسن الحالة المزاجية تلقائيًا، ومن هنا نقلل المشكلات التى يتعرض لها الزوجين من توتر وضغوط نفسية.

 

الضعف الجنسي

يبدأ الزوج فى التعرض لما يسمى ضعف الانتصاب، وبالتالي يحدث ما يسمى الاكتئاب السريري لدى الزوج، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على العلاقة الجنسية، والضعف الجنسي الذى يُصيب الرجال يكون أحد أهم أسبابه بحوالي 20% من حالات ضعف الانتصاب تكون نتيجة الاضطرابات النفسية، منها وجود مشاعر سلبية أو تجيش عاطفة أو صدمة نفسية من الحبيب، بجانب تعاطي المخدرات أو الكحول، أو تناول عقاقير ومنشطات جنسية، أشهرها وأكثرها شيوعًا الفياجرا والترامادول.

 

الاكتئاب والجنس

الاكتئاب هو مرض العصر، ويأتي على رأس الاضطرابات النفسية، وتعرض الزوجين أو أحدهما للاكتئاب يؤثر على العلاقة الحميمة بكل تأكيد، وتكمن خطورة الاكتئاب فى هذه الحالة أنه لا يجعل الجنس لدى الزوجين محل اهتمام، ومن هنا يكون الفتور الجنسي حالة مزدوجة بينهما.

 

العقاقير والاضطرابات النفسية

بعض العقاقير والأدوية التى يتناولها أحد الزوجين لعلاج الاضطرابات النفسية تؤثر بكل تأكيد على الحالة الجسدية، وبالتالي تتأثر العلاقة الحميمة بينهما، منها ضعف الانتصاب لدى الرجال، وقلة الرغبة لدى النساء.

أدوية الاكتئاب تحفز الدماغ على إفراز هرمون السيراتونين، والذى يسبب البرود الجنسي، وأدوية الضغط تسبب جفاف المهبل عند السيدات، وأدوية البروستاتا تضعف الدورة الدموية لدى الرجال، وارتجاع السائل المنوي أثناء عملية القذف.

أما أدوية الصرع تسبب آلام أثناء الجماع، بينما أدوية الحساسية تسبب ضعف الرغبة الجنسية، وأدوية القلب تخفض الهرمون الذكوري لدى الرجال، ومثبطات البيتا تسبب انخفاض الرغبة لدى النساء، كذلك أدوية المعدة تقلل الحيوانات المنوية.

 

نصائح علاجية

التقرب إلى الله عز وجل

تخلص من الاكتئاب فورًا

ممارسة الرياضة

تحديد أهداف جديدة فى الحياة العملية

التواصل مع شريك الحياة فى كل شيء

مصارحة الزوج/الزوجة بالمشكلات النفسية

الاهتمام المتبادل بين الزوجين

علاج المشكلات الجنسية

الابتعاد عن أدوية الاكتئاب

 

وإذا واجهتك الاضطرابات النفسية وصارت مهددة للعلاقة الزوجية، فعليك أن تستشير طبيب نفسي متخصص فى العلاقات الزوجية، ولا تتردد فى البحث عن مركز علاج نفسي يساعدك فى التخلص من آثار ومشاكل الاضطرابات النفسية التى تؤثر على العلاقة الحميمة أو العلاقة الجنسية بين الزوجين.

 

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here