الأمراض النفسية لزعماء العالم

الأمراض النفسية قد تقود صاحبها إلى الجنون، واتخاذ قرارات خاطئة ومتسرعة تؤذي كل من حوله، وتتعدد الأمراض النفسية وأعراضها، وأضرارها الجسدية والنفسية على صحة الإنسان، ويتحكم “المزاج” فى بعض من هذه الأمراض والاضطرابات النفسية.

وهناك زعماء وشخصيات على مر التاريخ حكمت شعوبها طبقًا لـ”المزاج”، أو الحالة النفسية، لأنهم بشر فى المقام الأول، وقد تكون مرحلة الطفولة فى الغالب هى الفيصل فى ذلك بسبب التعرض لعدوان أو إهانة أو عنف أو كراهية أو تهميش، وارتباط الحالة المزاجية بالأشخاص ذوي السطوة، يعتبر نوع من أنواع النرجسية، والأنا، وجميعها أمراض نفسية شائعة عند بعض الأشخاص الذين يسعون للنفوذ والتسلط.

نابليون بونابرت “ساديزم”

نابليون الأول، إمبراطور فرنسا، والقائد العسكري والسياسي المخضرم فى أوائل القرن التاسع عشر، وقائد الحملة الفرنسية على مصر كان مُصابًا بمرض “السادية” أو “الساديزم”، ويرجع هذا المرض النفسي الخطير إلى حب الشخص للسطوة من خلال السيطرة والمال والقسوة على الناس، وينعكس كل هذا على الشخص بـ”السعادة”.
وتُعرف السادية بأنها نمط شخصي تغلفه “العجرفة”، ويكون الفرح فى الحزن، والبحث عن إيذاء الآخرين هو الملاذ الآمن للشعور بالسعادة والنشوة تجاه الآخرين، ويكون الضيق والقلق صديقين متلازمين لمن ينتابه هذا المرض النفسي، فلا يهدأ له بالاً إلا وأن يُحدِث “إيلام” للناس، ويتطور الأمر مع الوقت إلى “موهبة” فى التقليل من شأن الآخرين تمامًا، وأنهم بلا قيمة من غيره، وأنه هو الشخصية الوحيدة التى لها قيمة ووزن.

السب والقذف والضرب والعنف أحد سمات الشخصية “السادية” أيضًا، فهو لا يعرف للمشاعر طريقًا سوى تعذيب الآخرين حتى وإن كانوا أقرب الناس إليه الوالدين أو الزوجة أو الأبناء، كلهم قد يقعوا فى كفة” واحدة دون تفريق.
ومع هذه التركيبة النفسية أصبح نابليون من القادة السياسيين “قساة” القلب الذين زرعوا البلادة فى نفوس الزعماء الذين جاءوا من بعده، ناهيك عن التفنن فى خوض المعارك بغريزة انتقامية، وانعدام الضمير تمامًا فى التعامل مع الخصوم والأعداء بطريقة دموية بسبب هذا المرض.
ويقول الدكتور مصطفى محمود: “نابليون خرب الدنيا.. لأن الحرب كانت مزاجه.. وقد دفعنا جميعًا ثمن هذا الأفيون النابليونى.. ودفع هو أيضًا الثمن مضاعفًا فى النهاية.. إنه المزاج نقطة ضعفنا جميعًا.. لأنه الثغرة التى يدخل منها الإغراء ولا يحرسها العقل ولا يُجدي فيها العقل.. ولهذا نهانا القرآن عن الهوى والمزاج”.

أدولف هتلر “سيكوباتي”

هتلر، اسم حفر اسمه بحروف من دماء ونار من خلال حروبه على مر التاريخ، فهو قائد الحزب النازي الألماني، وتسبب فى مقتل ما لا يقل عن 10 ملايين إنسان أثناء الحرب العالمية الثانية، منهم 6 ملايين يهودي، بما هو معروف “محارق اليهود” أو “الهولوكوست” فى صورة دموية سُميت بـ”الإبادة الجماعية”.
هتلر الفاشي أو الاضطهادي كما يلقبه المؤرخين، يُعد من أبرز الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية والأكثر تأثيرًا بين 5 رؤساء وسياسيين فى العالم، بحسب الخبراء والمحللين.

هتلر الذى عاش طفولة معذبة بسبب والده، وقسوته عليه هو وأمه، جعلت منه شخص عصبي، ويتحكم المزاج فى أفكاره وقراراته، والانحراف السلوكي عن المجتمع والناس صار منهج حياة لدى هذا الطفل الذى أصبح من أكبر أعداء البشرية منتصف القرن العشرين.
“الهستيريا” التى أصابت هتلر بعد خيبات ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حولته إلى وحش كاسر يحرق ويقتل ويدمر دولاً ويبيد مناطق بأكملها، فقد تحول الخوف والتوتر والحذر إلى غضب وقسوة وعنف بصورة هستيرية، خلفت ورائها ملايين القتلى، وتشريد ملايين أخرين.
ونشرت بعض المواقع تقارير تفيد بأن هتلر كان يُعاني من مشكلات نفسية حادة، وكان ينهار تحت أية ضغوط، وقد ينهار بالفعل، وهذه المعلومات كانت تعرفها أجهزة الاستخبارات الأمريكية، عام 1943.

وقد قاموا بدراسة شخصيته نفسيًا، ومحاولة التنبؤ بسلوكه، وبالفعل أصدر عالم نفس أمريكي يُدعى هنري موراي، كتابًا حمل اسم “تحليل شخصية أدولف هتلر”، وذكر فيه أن “هتلر كان الأكثر وحشية فى التاريخ، وأنه يعاني من عدة أمراض نفسية، منها الفصام، جنون العظمة”.
ووفقًا لموراي، فإن دورة حياة هتلر من اليأس المطلق وصولاً إلى رد الفعل، جاءت على النمط التالي: “فورة عاطفية ونوبة من الغضب والسخط.. تنتهي بالبكاء والشفقة على الذات، تليها فترات من الجمود والإرهاق والحزن والتردد، ثم ساعات من الاكتئاب الحاد والكوابيس المزعجة، وكل هذا يؤدي إلى ساعات من التأمل، وأخيرًا، يأتي القرار الواثق والحازم بشن هجوم مضاد بقوة وقسوة كبيرتين”.
كما ذكر مواري أن هتلر أنه كان مُصابًا بـ”عقدة أوديب”، وتعني التعلق بالأم والنفور من الأب”.

كيم جونج أون “جنون العظمة”

زعيم كوريا الشمالية، صاحب الـ32 عامًا، والذي يصفه أعدائه بـ”الزعيم المجنون” أو “المختل عقليًا” لما تمثله قراراته العنترية بـ”الغرابة”، والتى لا يستوعبها عقل الإنسان العادي، فهو يضحك تارة مع من حوله، ثم يتخذ قرارًا بقتل أقرب الناس إليه لأنه لم يصفق أثناء حديثه باهتمام، وقد يُعِدم ضابطًا كبيرًا فى جيشه لأنه لم يهتم بمظهره، وأشياء كثيرة من هذا القبيل.
الحيرة التى تراود علماء النفس فى هذا الشأن لا تكفي، فقد يحاولون تحليل تلك الشخصية تارة، وقد يقفون موقف المتفرج لاندهاشهم من قرار ما، وآخرها أصدر زعيم كوريا الشمالية، قرارًا غريبًا فى بلاده، حيث أعلن حظر “المرح واللهو” فى البلاد مثل الغناء والرقص والخمر، ويأتي الحظر بعد أشهر قليلة من إلغاء مهرجان”البيرة”.

الخريطة النفسية لزعيم كوريا الشمالية أصبحت من أهم الملفات التى تهم الاستخبارات الأمريكية بالتحديد، لما تمثله كوريا الشمالية من تهديد مباشر عليها، وعلى حلفائها، وبالتالي فإن الوقوف على دراسة شخصية مثل كيم أون تحتاج إلى تأني وحذر.
ومن المعلومات المثيرة أن هناك وحدة متخصصة تسمى وحدة دراسة الشخصية فى السياسة “USBB”، ويترأسها أستاذ علم نفس أمريكي يُدعى “أوبري إملمان”، لتحليل شخصية كيم جونج أون، والمفاجأة أن التقارير الأولية قامت بتقييم مبدئي للزعيم الكوري عام 2013 بأنه شخص متعاون ويحظى بقبول دولي، وأشار علماء النفس فى هذه الوحدة بأن كيم أون شخصيته لا تتسق مع استمرار كوريا الشمالية فى القتال!، ولكن هذه التقارير كانت قبل صعود دونالد ترامب إلى سُدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد الهجوم الكاسح على ما آلت إليه التقارير النفسية، تغيرت التقارير بتحديث هذا الملف، بأنه “فى أسوأ الأحوال.. كيم أون ليس لديه سوى استعداد معتدل للسلوك العدواني”.
ولكن خلص علماء آخرون إلى أن كيم هو شخص عدواني ومريض بجنون العظمة، ولا يلتفت لأحد فى قراراته، وأنه كتلة من الأمراض النفسية التى تسير على الأرض، والشواهد عديدة.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here