في الواقع تشمل معالجة الإدمان الكثير من الأدوية وعدد من الاختبارات الجينية التي تقوم بدور التعرف على مدى انتشار المواد المخدرة وتغلغلها في الدم. وتقوم هذه الاختبارات الجينية ايضا بدور اختيار الدواء المناسب للفرد المدمن، أي اختيار الدواء الذي يحتوي على مواد مناسبة الإنزيمات المتواجدة عند المريض، وذلك في سبيل تخفيف الألم الناتج عن إنسحاب المادة المخدرة من الجسم وتقليل مدة العلاج من الإدمان.
ويذكر انه تستخدم المؤسسات المتخصصة ومستشفيات علاج الادمان الكثير من أنواع الأدوية لإتمام علاج الإدمان بشكل صحيح، حيث أصبحت الأدوية جزء لا يتجزأ من برنامج العلاج الناجح من الإدمان، لذلك ومن خلال هذا المقال نناقش تفاعل الأدوية مع بعضها البعض حتى تتكامل مهمة علاج الإدمان، وأهمية اختيار الدواء المناسب في علاج الإدمان حتى يكون هذا العلاج فعال وسريع التأثير على المدمن.
مراقبة الأدوية التي تستخدم في علاج الإدمان
يجب ان تعلم اولا انه عند معالجة شخص ما من الإدمان، فمن الأهمية بمكان أن تراقب جميع الأدوية التي تتناولها في سبيل العلاج من الإدمان. ويجب أن تتحقق من كيفية تفاعل هذه الادوية مع بعضهم البعض. ويجب ان تكون هناك رعاية او حماية دورية لك ضد أي ردود فعل سلبية لهذه الادوية المستخدمة في علاج الإدمان ، تلك المضاعفات السلبية التى من الممكن أن تحدث في كثير من الأوقات.ويجب أن نؤكد هنا ان لكل شخص حالة خاصة تتطلب معاملة فريدة من نوعها.
حيث ان هناك اشخاص يعالجون من الإدمان وحده، وهناك آخرين يعالجون من الإدمان مع وجود حالة نفسية اخرى تصاحب الإدمان مثل الاكتئاب أو الإضطرابات الاخرى التي تصاحب الادمان،وفي هذه الحالة الثانية يجب عليك التأكد من أن الأطباء والأطباء المساعدون مدربين تدريبا عاليا ولهم الأحقية في الإشراف على الأدوية التي تعمل على معالجة الإدمان والامراض النفسية الأخرى المصاحبة له.
أهداف وأسباب علاج الإدمان بإستخدام الأدوية المتعددة
هناك العديد من الأسباب التي تقود الى استخدام الأدوية أثناء العلاج من الإدمان. في حين ان اهم هذه الاسباب التي تؤدي الى ان يصف الطبيب لك ادوية محددة للعلاج من الإدمان هو الانسحاب، أو تعرض المريض لأعراض الإنسحاب القاسية التي تأتي عقب المرور بمرحلة سحب السموم الناتجة عن تناول المواد المخدرة أو الكحوليات من الجسم، وي هذه الحالة سوف تتلقى أدوية محددة للمساعدة في تخفيف ألم الإنسحاب للمواد المخدرة أو الكحول، وتتضمن أهداف تناول الدواء في حالة تعرض المدمن أعراض انسحابية خطيرة ما يلي:
- يذكر انه تعمل الادوية في هذه الحالة على الحد من الرغبة الشديدة الفسيولوجية في تناول المادة المخدرة او الكحولية مرة أخرى.
- وتساهم الادوية المستخدمة في علاج الإدمان ايضا في منع النوبات الصعبة والضغوطات التي من الممكن أن تسيطر على المريض أو المدمن في أثناء رحلته في علاج الإدمان.
- تعمل الادوية المستخدمة في علاج الإدمان على الحد من سيطرة المواد المخدرة على الدماغ والعمل على تقليص هذه السيطرة وجعلها تنتهي بشكل تام.
- تساهم هذه الأدوية التي تستخدم في علاج الإدمان بشكل كبير وملحوظ في التخلص من السموم المتواجدة في دم وجسم الانسان، واثبتت الدراسات ان الادوية التي تستخدم في علاج الإدمان هي وسائل ناجحة إلى حد كبير، وتعد أيضا بداية جيدة للشفاء المبكر من إدمان المواد المخدرة أو الكحوليات.
الأدوية المستخدمة في علاج الإدمان
هناك بعض الأدوية المضادة للإدمان او التي تستخدم في المستشفيات أو المراكز المتخصصة في علاج الادمان، والتي يصفها الأطباء عادة للمرضى المدمنين.
يذكر ايضا ان هذه الأدوية لها العديد من الفوائد وأهمها أنها تساعد على زيادة تخفيف الرغبة الشديدة لدى المدمن في العودة الى طريق الإدمان، وتشمل الأدوية الموصوفة من قبل الاطباء والمستخدمة للتحكم في الأعراض المتعلقة بالإدمان ما يلي:
- دواء أنتايوس (ديسفلفرام).
- النالتريكسون.
- سوبوكسون (البوبرينورفين).
- فيفيترول (حقن النالتريكسون).
- مسكن الألم ايبوبروفين.
- مسكن الألم نابروكسين.
- دواء روباكسين (ميثوكاربومال).
وبالاضافة الى ما سبق فان انواع الادوية التي تستخدم في رحلة العلاج من الادمان هى بالطبع تتعدى الادوية التي ذكرناها من قبل، حيث انه يمكن ان يقوم الطبيب بتشخيص العديد من المرضى، وخاصة الذين يعانون من اضطرابات ادمان المخدرات مع وجود أمراض نفسية وعقلية كامنة، على أنهم مرضى نفسيون في حاجة الى تناول دواء مضاد للاكتئاب أو غيره من الادوية التى تعالج الامراض النفسية.
نحن نسمي في عالم الطب هذا الدواء الذي يستخدم للعلاج النفسي مع مداومة الشخص المريض على الإدمان على احد المواد المخدرة والكحوليات بالعلاج المزدوج، وهو ذلك العلاج الناتج عن ما يسمى ب التشخيص المزدوج. وتشمل أدوية العلاج المزدوج هذه الأدوية التي توصف في سبيل السيطرة على القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب أو غيرها من الأمراض السلوكية أو النفسية التى تصيب المريض، كما أنه يجب أن ننوه أنه ليس هناك حل واحد يناسب الجميع، وليس هناك دواء واحد يناسب جميع الناس.
الاختبار الجيني كعنصر من علاج الإدمان
مع استمرار العلاج في مركز الرعاية الصحية أو المستشفى المتخصص الذي تتلقي العلاج به، ومع الدخول والالتزام بمراحل علاج الإدمان، فإن هناك بعض المرضى المدمنين الذين لا يحصلون على الفائدة الكاملة والكافية من الأدوية الخاصة بعلاج الإدمان، وهنا يدرك الأطباء المتخصصون أن هذا الشخص المدمن يحتاج إلى مساعدة إضافية، أي مساعدة جانبية بجانب تناول الأدوية لعلاج الإدمان، ومن الممكن أن تكمن هذه المساعدة في عمل الاختبارات الجينية الفعالة بشكل محلوظ في بعض الأحيان.حيث أنه مع عمل تلك الاختبارات الجينية يتأكد الأطباء من الادوية المناسبة التي من الممكن أن يعطيها الأطباء للمريض المدمن في رحلة علاجه من الإدمان، وهذا هو الهدف النهائي من الاختبار الجيني،كما قال أحد الخبراء في مجال العلاج من الإدمان، وهو تمكين المريض المدمن في رحلة علاجه من الإدمان من الحصول على الدواء المناسب لمساعدته على التغلب على أعراض انسحاب المادة المخدرة ومواصلة رحلة العلاج من الإدمان بشكل سليم، وبالتالي الحصول على أكبر قدر من الفائدة مع تناول أقل جرعة فعالة ممكنة من الدواء المناسب للمريض ذاته.
يجب أن ننوه هنا أن اختبار وضبط الأدوية التى يتناولها المرضى للعلاج من الإدمان، من الممكن أن يقلل من خطر الإفراط في أو نقص العلاج الذي يتعرض له الكثير من المرضى، ويساهم ايضا في تقليل مدة العلاج و انجاز مهمة العلاج من الإدمان بسرعة وسهولة ويسر ايضا.