قد يكون من الصعب الى حد ما معرفة الفرق بين تعاطي المخدرات أو إساءة إستخدامها والإدمان، ولكننا سوف نلقي نظرة على التعريفات الحقيقية لكل منهما، حيث نستعرض عدد من العلامات الرئيسية والأعراض التي يمكنك البحث عنها في أحد أفراد أسرته (أو في نفسك) لمعرفة ما إذا كنت مدمناً أم أنك تسيء استخدام شيء ما فقط. وأخيرا، نلقي نظرة على بعض الأساطير والخرافات والإشاعات التي تنتشر حول معالجة الإدمان، وكما هو الحال دائما، نرحب بالأسئلة التى تقدم من حضراتكم بخصوص هذا الموضوع في نهاية المطاف.
تعريف إساءة الاستخدام
من الممكن أن نعرف إساءة استعمال المواد، ببساطة، على أنها هي استخدام أي مادة بطريقة غير صحيحة او مبالغ فيها أو بطريقة ونهج مفرط ومزمن الى حد كبير. ومن الأمثلة التى تحضرنا هنا هي استخدام البعض منا دواء مسكن الألم بشكل دوري حتى يشعر بالسعادة أو النشوة لفترة من الوقت، فضلا عن تناول المشروبات الكحولية لذات الغرض المذكور ومع ذلك، في مرحلة الإساءة لإستخدام أى مادة يمكن للشخص أن يفهم أن هناك مشكلة ويدركها ويمكن التوقف عن فعل ذلك ايضا بطرق بسيطة وسهلة الى حد كبير..
تعريف الإدمان
ويعني مصطلح الإدمان كما ذكرنا في مقالاتنا السابقة، المواظبة على فعل شيء بشكل مبالغ فيه وقيام هذا الشيء بالسيطرة الكاملة والتامة على حواسنا وادراكنا وطريقة حياتنا بالكامل، حيث يجعل ذلك الشيء الإنسان عبداً له يسيرة متى وأينما شاء.
هناك العديد من أشكال الإدمان، منها إدمان الالكترونيات وإدمان الألعاب وإدمان مشاهدة التلفاز وإدمان المخدرات وما إلى ذلك من أنواع الإدمان، والإدمان يصاحبه عادة عدد من إصابات الدماغ وعدد من الأمراض العقلية و النفسية ايضاً، ويسبب الكثير من الضرر، حيث أن أعراض الإدمان يمكن أن تكون جسدية أو عقلية وعادة ما تكون مزيج من الاثنين معا وتؤثر على حياة الإنسان كلها بشكل جذري وتغيرها إلى الأسوء دائماً.
ولكن العلاقة بين سوء الإستخدام والإدمان لا تزال قائمة حيث أن فمعظم الناس يتجهون إلى الإدمان بعد المرور بمرحلة سوء الإستخدام، حيث ان سوء استخدام إلى شيء أو استخدامه بشكل مفرط هو ما يقود إلى الإدمان عليه، حيث يصبح العقل مبرمج على ذلك ويصبح لا يمكن الاستغناء عن فعل ذلك الشيء، وهذا هو الإدمان في حد ذاته.
العلامات الشائعة وأعراض إدمان المخدرات/ الكحول
- إهمال المسؤوليات سواء كانت في المدرسة أو العمل أو المنزل (على سبيل المثال، فشل الطالب في المرحلة الدراسية، وإهمال الواجبات المنزلية ايضا) بسبب تعاطي المخدرات / الكحول.
- الشعور بتقلبات المزاج الدائم.
- وضع نفسك في مواقف خطيرة أو الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل القيادة أثناء تناول المخدرات أو الكحول.
- الوقوع في بعض المشاكل القانونية وتهم ال سلوك غير المنضبط، والقيادة تحت تأثير المخدرات أو سرقة الأموال للحصول على المخدرات.
- حدوث مشاكل في العلاقات الشخصية، مثل حدوث معارك وخلافات مع شريك حياتك أو أفراد الأسرة، تلك المشاكل التى تؤدى الى التعاسة وفقدان الاحبة.
- الإهمال التام أو التخلي عن ممارسة الأنشطة مثل الهوايات والرياضة والتنشئة الاجتماعية بسبب تعاطي المخدرات/ الكحول.
- فقدان السيطرة على تعاطي المخدرات، حيث تصبح عبدا لهذه المواد المخدرة، لانها هى التى تتحكم بك وليس العكس، فقد ترغب في التوقف، ولكنك تشعر بالإكراه والقهر لمواصلة التعاطى لهذه المواد المخدرة.
في الغالبية العظمى من الحالات المدمن للمواد المخدرة، تعد العلامة الأولى والأكثر وضوحا للتعرف عليهم هي عدم القدرة على التوقف عن استخدام هذه المواد، ولسوء الحظ، فإن الشخص الذي يسيء استعمال المخدرات أو الكحول لا يدرك تقريبا أنها ستقوده إلى الإدمان.
كيف يكون الاستخدام الآمن للمواد المخدرة؟
الجواب هنا، يتوقف على الدافع الذي أدى الى الإدمان والأمور التي أجبرته على الوقوع في هذا الفخ.
حيث ان هناك بعض المواد المخدرة التى لا تعتبر مواد ضارة عندما تؤخذ بطريقة مناسبة وكمية محدودة، ولكن كثيرا ما يساء استخدامها عن طريق الاستخدام المفرط أو غير اللائق. وتشمل هذه المواد أدوية مثل الوصفة الطبية (مثل زاناكس، أوكسيكودون، اديرال، وما إلى ذلك) والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (أدوية البرد والسعال في المقام الأول).
وبالاضافة الى ذلك فان هناك بعض المواد المخدرة غير الآمنة ابدا باى كمية ولأي سبب من الاسباب (بالإضافة إلى كونها غير قانونية)، واستخدام هذه الأدوية في أي ظرف من الظروف يعتبر إدمان. وتشمل هذه العقاقير أدوية مثل الهيروين و الكوكايين والميثامفيتامين – يشار إليها عموما باسم “عقاقير الشوارع”، تشمل الأدوية الإضافية التي تدخل في هذه الفئة مواد مثل مدا (الإكستاسي)، وغب و “أملاح الاستحمام” (المنشطات الاصطناعية غير المنظمة) ويشار إليها باسم “العقاقير المصممة”.
وكلتا الفئتين من هذه المواد المخدرة لا يمكن أن تخدم أي غرض مشروع من أي نوع، وتشكل خطرا جسيما على الصحة والسلامة الشخصية حتى ولو كان استخدامها بشكل بسيط ومحدود.
الأساطير الشائعة حول الإدمان
إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أفراد أسرته قد وقع في خطر نتيجة لاستخدام وتعاطي المخدرات، لا تتردد في الحصول على مساعدة من المتخصصين في أقرب وقت ممكن، دون السماع الى الخرافات والترهات التي يطرحها عليك العديد من الناس غير الخبراء، حيث ان هناك بعض الأفكار السيئة أو السلبية التي تنتشر حول الإدمان، ومن هذه الأساطير الشائعة التي تنتشر حول الإدمان ما يلي:
- يرى بعض الناس أن الإدمان جريمة يجب ان يعاقب من يرتكبها بالرفض من المجتمع ومن المحيطين به، وهذا المعتقد بالطبع هو معتقد غير صحيح لأن الإدمان هو مرض مثل الكثير من الأمراض ويجب أن يعامل من يعاني منه على أنه مريض ويحتاج الى تلقي العلاج والمثول للشفاء حتى يتعافى من جديد.
- هناك من يقول ان الادمان لا يعد خطرا على المجتمع، وأنه لا يمثل شيئا على المجتمع بل إنه خطر على الفرد ذاته فقط، وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ لأن الإدمان يؤثر على حياة الشخص المهنية والعملية أيضا، ويجعله يؤثر على دوره في المجتمع ويجعل منه انسانا مهمشا، وذلك بالطبع يؤثر على المجتمع ككل، ويجب أن نذكر هنا ايضا ان المواد المخدرة هى السم القاتل للمجتمعات والأمم المتقدمة، فإذا دخل الإدمان الى مجتمع دمره وجعله ضعيفاً وهشاً.
- بعض الناس يرى أن سوء استخدام طفله للكمبيوتر او الهاتف المحمول أو أى وسيلة من وسائل التكنولوجيا لا يمكن أن تقوده إلى الإدمان، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذا التعامل الخاطيء مع أي جهاز أو وسيلة تكنولوجية حديثة يؤدي بالطبع إلى إدمانها وسيطرتها على مراكز الحس الدماغية ويصبح من الصعب التخلي عنها بسهولة بعد ذلك.