تعرف على علاج ادمان المخدرات في دول أوروبا

علاج ادمان المخدرات في دول أوروبا

نعلم جميعاً أن لكل بلد في العالم نهج مختلف لمعالجة المشاكل بشتى انواعها  الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تنشأ نتيجة لاستخدام المخدرات غير المشروعة، والإفراط في شرب الكحوليات، وإساءة استعمال المواد الطبية بشتى انواعها. وتتراوح المناهج التى تتبعها الدول في مواجهة مشاكل الإدمان، من عدم تجريم  حيازة المخدرات في إسبانيا والبرتغال إلى الحرب الشرسة على المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن، كيف تواجه أوروبا مشكلة الإدمان؟ وهل يمكن مراكز علاج الإدمان في أوروبا أن تفتح أبوابها لتقديم خدماتها الراقية للمواطنين حول العالم؟

من خلال هذا المقال نتحدث حول تحديات علاج الإدمان  واحتياجات الأفراد المتضررين.

اولا  إذا نظرنا إلى إدمان الكحول و مستويات الشرب، فهناك حوالى 23 مليون من  الأوروبيين يعانون من مشاكل بسبب تناول الكحوليات، و تشكل النساء 1٪ من هذه النسبة المذكورة، وعلى المستوى العام، في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي،  أصبحت المشروبات الكحولية هى المسيطرة ويتناولها الناس وكأنها مشروبات عادية في الشوارع في وضوح النهار أيضا، ويتناول البيرة حوالى 44٪ من سكان أوروبا، ولعل نسب استهلاك النبيذ في هذه الدول تتخطى النسب المعقولة والتى يمكن لك تخيلها.

 

إنتشار الكحوليات والمواد المخدرة في دول أوروبا بوجه عام

وقد وجدت الدراسات الحديثة  أن الأشخاص ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض هم الأكثر استخداما للمواد الكحولية، حيث  اتضح أن الشرب، للحصول على حالة السكر والهذيان وعدم الوعى، والاعتماد على الكحول منتشر بشكل اكبر  بين ذوي الدخل المنخفض أو محدودى الدخل، وقد ازداد عدد السكارى البالغين في معظم البلدان في قارة أوروبا بين  الشباب منذ التسعينيات بشكل مخيف وملحوظ، ومن المرجح أيضا أن يكون الشباب أكثر تواترا على تعاطي المخدرات من أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 35 عام.

بالتالي فإن نسبة الشباب البالغين من العمر 16-24 سنة الذين يتكرر تعاطيهم للمخدرات تبلغ حوالي 6 في المائة، أي ضعف نسبة البالغين الذين يتعاطون  المخدرات التي تصل إلى 59 سنة من العمر، وفي كثير من الأحيان تكون مسببات إتجاه الشخص إلى الإدمان هي أسباب نفسية قاسية مثل تعرض الشخص الى صدمة نفسية حادة او فقدان احد الاشخاص المقربين له بشكل مفاجيء وما الى ذلك…

أما فيما يتعلق بنوع المخدرات التي يتعاطاها هؤلاء، هناك تقرير يبين أن ما يقرب من ربع السكان البالغين في دول الاتحاد الأوروبي (الذي يمثلون  أكثر من 80 مليون نسمة) استخدموا المخدرات غير المشروعة والمسكرة في مرحلة ما من حياتهم. وفي أغلب الأحيان من الممكن أن يكونوا يستخدمون:

  • القنب – 73 مليون الأوروبيين.
  • الكوكايين – 14 مليون من الأوروبيين.
  • الأمفيتامينات – 11 مليون الأوروبيين.
  • النشوة – 10 ملايين الأوروبيين.

لكن يعد الكوكايين  في الواقع هو أكثر المنشطات غير المشروعة استخداما في دول  أوروبا.

حيث يستخدم الكوكايين، في معظم الأحيان، في الجنوب وفي بلدان الغرب من القارة الاوروبية بشكل كبير بين الشباب  الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 عاما، وقد انتشرت المنظمات غير الشرعية التى تعمل على الترويج لمثل هذه المواد المخدرة والمسكرة في دول الاتحاد الأوروبي.

 

منظمات علاج الإدمان في أوروبا

هناك الكثير من الهيئات التطوعية شبه الحكومية  في بعض دول أوروبا. لذلك، وتتلقى هذه الهيئات قدرا من التمويل من قبل الحكومة حتى تستطيع أن تكمل مسارها في علاج الإدمان، وهناك عدد من الهيئات والمنظمات والمؤسسات التى تعمل بشكل منفرد أي انها تعمل بشكل  مستقل الى حد كبير ويتم تمويل هذه الهيئات والمنشأت من خلال اموال الجمعيات الخيرية، والعديد من المنح.

هناك أيضا عدد من المؤسسات والمنشآت التى تعمل على معالجة المدمنين على المواد المخدرة  التى يقوم عليها عدد من رجال الأعمال والعاملين في الجهات الخاصة والمستثمرين ايضا.

من الجدير بالذكر انه تختلف البرامج التى تعتمد عليها هذه المنشأت والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والخاصة ايضا، وعندما يدخل المريض إلى أحد هذه المنشآت يتم اختيار البرنامج المناسب له من قبل الطبيب المختص في علاج الإدمان والأطباء المساعدين له، وتتشابه برامج العلاج التى تنتهجها هذه المنشآت فيما بينها، حيث انها تعمل على تحقيق الهدف ذاته وهو علاج الإدمان والقضاء على مشكلة الإدمان.

 

الخدمات التي تقدمها مؤسسات العلاج في أوروبا

تقدم منشآت العلاج من الإدمان في دول الاتحاد الأوروبي العديد من  الخدمات العامة للمريض المدمن في رحلة علاجه من الإدمان، وتشمل هذه المؤسسات على عدد كبير من المتخصصين في علاج الإدمان، حيث انه لا يمكنك العمل في خدمة عامة لعلاج المدمنين دون أن تكون مؤهل بشكل كامل  للقيام بهذه المهمة . بالإضافة إلى ذلك، فإنك بالطبع تكسب الكثير من الخبرة داخل هذه المؤسسات، حيث يمكنك هناك التعامل مع أشكال وأنواع مختلفة من الأفراد، ومن خلال معاملتك معهم تجد نفسك قد أصبحت خبيرا في التعامل مع الناس بشكل كبير. وتقدم هذه المراكز الكثير من الخدمات للمحتاجين، وتعمل على بناء ثقة وطيدة بين المريض المدمن في رحلة العلاج من الإدمان والطبيب المعالج له، وتكون هذه الثقة هي حجر الأساس في رحلة العلاج من الإدمان بعد ذلك.

من ناحية أخرى، هناك بعض الأشياء الإيجابية التي اتخذتها  المؤسسات الاوروبية لعلاج الادمان من النماذج الأمريكية في هذا الشأن، وأهم هذه الأشياء هو وجود كمية  كبيرة من الخيارات المتاحة أمام المريض المدمن.

ذلك  من حيث المنهجيات وطرق العلاج من الإدمان، حيث تتعدد البرامج التى من الممكن ان يحتاج اليها المريض المدمن للتعافي من الإدمان تماماً.

من الجدير بالذكر أن هناك عدد كبير من مراكز علاج الإدمان في أوروبا ومن الممكن أن نؤكد أن الصفة المشتركة بين هذه المراكز هي الالتزام بالدقة والأمانة في العمل، حيث تتميز هذه المراكز المتخصصة في علاج الإدمان في دول أوروبا بالخبرة العالية، لأنها تجمع عدد من الخبراء والمتخصصون في هذا المجال من دول العالم كله، وتقوم هذه المراكز والمؤسسات ايضا بعمل دورات تدريبية لتدريب العاملين بها على استخدام الوسائل الحديثة في العمل على علاج المدمنين أفضل وأبسط الطرق الممكنة، وتقوم هذه المراكز بالاستعانة بأطباء من الولايات المتحدة الامريكية  حتى تجمع بين الخبرات المتنوعة من الدول المختلفة والمتعددة.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here