بيوت إعادة تأهيل المدمنين وعلاجهم من الادمان

بيوت إعادة تأهيل المدمنين

قبل أن نبدأ في تعريف بيوت تأهيل المدمنين أحب أن أعرف مرض الإدمان أو السلوكيات الإدمانية:  مرض الإدمان يصيب الإنسان في جميع جوانب شخصية وهنا لا نتكلم عن النتائج أو آثار المرض مثل العلاقات الاجتماعية والخسائر التي تسببها في حياة المدمن من فشل في العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية وآثاره الجسيمة على الصحة ولكن أحب أن أوضح أن مرض الإدمان مرض يجعل المدمن يفكر بطريقة معينة تجعله دائماً يشعر بالنقص، يشعر بالخوف والقلق والاكتئاب، يحتقر نفسه… يشعر أنه أقل ممن حوله مما يجعله بطريقة غير واعية ينظر ويتعامل مع المجتمع حوله بنظره أو بطريقة معادية.

لذا لا بد أن نعي حقيقة مهمة جداً جداً: المدمن إنسان مريض….لابد أن يفهم المدمن ذلك ونتمنى أن يخضع المدمن للعلاج قبل أن يحاكم إذا تورط في امر قانوني لابد من علاجه قبل محاكمته بواسطة مجتمع علاجي تأهيلي وبعدها يخضع للمحاكمة هذا ليس كلاماً غريباً………. هذا ما يتم في معظم بلدان العالم التي فهمت نفسية المدمن وتسعى في صلاحها لا التخلص منها.

يجب أن تفهم الجهات المسئولة هذا الأمر…….. المدمن مريض وليس مجرما… حالات الإدمان التي تخضع للسجن تحتاج إلى العلاج أولاً ثم بعد ذلك تخضع للمحاكمة إن لم يتعاونوا في العلاج

لذا يتطلب الأمر إلى الكثير والكثير من مراكز علاج الإدمان، والكثير والكثير من بيوت تأهيل المدمنين حتى تتوفر الفرصة لكل مدمن للعلاج، فالشخص المدمن إنسان ذكي ونحن نحتاج إلى ذكائه…. فلابد من إعطائه الفرصة… وعندها قد يصبح شخصاً آخر ناجح بين أسرته ومجتمعه

لقد أردنا بهذه الكلمات المختصرة إختيار أفضل طريقة للعلاج.
إن طريقة تفكير المدمن تولد مشاعر سلبية قوية جداً لا يستطيع أن يتعامل معها فيكبتها وهذه المشاعر لها قوة وطاقة فتتحول إلى سلوكيات تدفع المدمن أن يسلك سلوكيات قهرية، وهذه هي التي تجعل المشكلة تتفاقم لأنها سلوكيات قهرية بما فيها من تعاطي المواد المخدرة وغيرها من السلوكيات مثل العزلة بالاندفاعية والغضب الشديد والكذب والمراوغة……إلخ، ولكن ليس معنى قهرية أن المدمن غير مسئول عن سلوكياته بل مسئول، والمعنى أن تناول المخدرات يجعله يسلك سلوكاً معادياً للآخرين ولكن لديه البصيرة لطلب العلاج والتعافي.

هذا مما يدخل المدمن في حلقة مفرغة، فهذه السلوكيات كما قلنا قهرية يندم المدمن على فعلها فهو لا يريد أن يفعلها أو على الأقل يصل في مرحلة ما يريد أن يتوقف عن هذه السلوكيات فلا يستطيع فيرى أنه لا أمل له ثم يعتقد أن المجتمع يرفضه ولا يقبله فيزيد شعوره بالرفض والإختلاف والعزبة وعدم القبول وفقدان إحترامه لنفسه وعدم تقدير الذات مما يجعله ويدفعه لتكرار نفس هذه السلوكيات بل تتفاقم هذه السلوكيات.

ومع أن هذا السلوك هو الذي أظهر (فضح) مرض الإدمان فهو مجرد جانب من جوانب المرض وليس التعاطي هو المرض، فالمرض موجود حتى قبل البدء في التعاطي للمخدرات.
وهنا تجد كثيراً من أهل المدمنين من يحمل نفسه عبء أو يتحمل مسؤولية مرض المدمن أو يرى نفسه هو السبب، ويشعر بالذنب ويلوم نفسه، ولكن لو لاحظنا الحياة التي مر بها المدمن قبل التعاطي ستجد أشياء في شخصية المدمن هي سلوكيات إدمانية أبرزها أنه غير اجتماعي. إنه مثلاً لو جلس في أي مناسبة تجده يحس بالوحده لا يندمج بسهولة مع من حوله، يتهرب من أي مناسبات إجتماعية.

أيضاً تجده عندما يطلب شيئاً تقف حياته كلها حتى يحقق رغباته. إذا أراد مثلاً لعبة أو عجلة أو أو أراد أن يشتري سيارة (عندما كبر)…إلخ، تجده لا يستطيع أن يعيش حياته العادية إلا إذا حقق رغبته وكأنه حياته توقفت على هذه الرغبة وهذا ما نسميه بالرغبة الملحة.
تجد البعض منهم أيضاً يميل إلى المغامرات وعمل أعمال بطولية يتميز بها عن أقرانه ومعظمها تمثل خطورة.
وتجد الكثير منهم ليست شخصية مستقلة فإذا تقابل مع المثقفين تحول إلى مثقفاً ومع المستويات الاجتماعية المنخفضة تحول مثلهم وبنفس لغتهم، وهذه ليست مهارات اجتماعية لأنه لا يملك مهارات اجتماعية، وإن دل هذا السلوك فهو يدل على الذكاء المفرط للمدمن وقدرته على التلاعب على من حوله ويجب أن نعي هذه النقطة جيداً لأنه من الممكن استعمالها في العلاج حيث يتم توجيه هذا الذكاء للتعافي بدلاً من المرض والتعاطي.


والمدمن بداخله قوة لا يعرف التعامل معها تدفعه لهذه السلوكيات. إن بداخله شعور بالاختلاف وهو يبحث دائماً عن شيء يمنحه الشعور بأن كل شيء على ما يرام، ودائماً ما يشعر المدمن بعد التعاطي بأن كل شيء على ما يرام وهو شعور كاذب، وأصبحت المخدرات هي المشكلة بعد أن كانت هي الحل لكل المشاكل، وما أن يترك المخدرات حتى يعود الشعور بالخواء مرة أخرى بل أقوى كثيراً، هذا الخواء الذي دفع المدمن إلى السلوكيات التي ذكرناها قبل التعاطي وتم حلها بالتعاطي.

إن المدمن في مرحلة ما قبل طلب العلاج أو قبوله يكون في حالة إنكار تام لمسؤوليته عن إدمانه ويُرْجِع كل سلوكياته الخاطئة إلى كونها رد فعل لرفض المجتمع له، فظاهرياً يتعامل بتكبر وعنف وعنجهية ويتظاهر بقدرته على التوقف عن التعاطي في أي وقت ولكن داخلياً فهو يعاني من الخوف والوحدة وعدم الأمان فيدخل في حلقة مفرغة فهو يرفض المجتمع والمجتمع يرفضه.

وهناك محاولات لتحقيق رغباته مستغلاً كل من حوله من أشخاص أو أشياء أو أماكن فيصل إلى (التمحور حول الذات) وكأنه هو محور الكون وكل من حوله وُجِدُوا لتحقيق رغباته واحتياجاته وتظهر الأنانية الشديدة عنده دون أن يراها هو.

لا نريد أن نظلم المدمن ونصفه كأن لديه قصور أخلاقي أو قلة تربية، كلا أنه بالفعل يحتاج إلى المساعدة مثله مثل أي مريض لأننا كما ذكرنا بداخله قوة لا يسيطر عليها هي التي تدفعه لهذه السلوكيات وكما ذكرنا هو يشعر بالخواء الشديد وقد وجد بالتجربة أن المخدرات هي الشيء الوحيد الذي نجح للتعامل مع هذا الخواء أو هذه القوة الداخلية المدمرة العنيفة التي يخدرها بالمخدرات أين كان نوعها فنحن لا نهتم بنوعية المخدرات أو بالكمية التي يتعاطاها لكن أحب أن أشير أن هذه الشخصية التي ذكرناها لو عاشت بدون مخدرات (خاصة بعد أن تعودت أن تتعامل مع هذه القوة الداخلية العنيفة المدمرة بالمخدرات) كيف تعيش هذه الشخصية؟

هناك مقولة تقول (مدمن بدون مخدرات كالكلب المسعور) نعم تجد شخصية غريبة تعيش معك؛ إما انطوائية ، شعور بالوحدة حتى لو كان وسط جمع من الناس، تقلبات مزاجية سريعة، إرضاء الآخرين على حساب نفسه، عدواني أو مكتئب….إلخ. أو ربما تكون ظروف الحياة حوله تساعده أن يستقر نسبياً فإذا جاءت هذه الظروف عكس هواه تجد الوحش الذي بداخله –النائم- استيقظ وهاج وعاد إلى نفس الشخصية القديمة!!

إذاً إذا قلنا إن مرض الإدمان عبارة عن وحش بداخل كل مدمن بدأ صغيراً وتربى بداخله لأنه أطلق له العنان والذي ساعد في نموه السريع بإعطائه الغذاء (المخدرات) مما يسارع في نموه وقوته بداخله.

إن من الصفات المشهورة لمرض الإدمان أنه متفاقم؛ يبدأ صغيراً ثم يكبر, والدليل على أن مرض الإدمان هو وحش لا يموت داخل المدمن لكنه يُحاصَر هو الانتكاسات الكثيرة التي يتعرض لها المدمنين فهو مرض مزمن لكن يمكن محاصرة سلوكياته وتعديله.

بعد هذا الكلام عن المرض هل ترى أن الحل هو أن نكرس كل جهودنا ألا تصل المخدرات المدمن هل هذا هو الحل؟! لا ليس وحده باستعمال العقاقير وتركيب الكبسولات في الجسم…..إلخ. أو بالتغير الجغرافي….إلخ هل هذا هو الحل؟! عذراً أنا لا أحب أن أحكم على طرق العلاج المختلفة مثل الريفية أو تركيب الكبسولة, إنها من يمكن أن يستعان بها وبالفعل قد استفاد منها البعض,
لكن أتكلم هنا هل هذا هو الحل؟ إذا اقتصرنا على هذا الحل فعذراً فهذه نظرة ضيقة جداّ كما قلنا فإننا نتعامل مع عرض من أعراض مرض الإدمان وهو تعاطي المخدرات وتركنا المرض كله, كما قلنا إنه مرض يصيب كل جوانب الشخصية, إنه بدخل كل مدمن وليس في المخدرات.

عندما نتكلم عن حل المشكلة فهي في الشخصية نفسها في طريقة تفكير المدمن في تعامله مع مشاعره في ردود فعله في سلوكياته. إذا لم تساعد المدمن على تعديل نقاط الضعف في شخصيته فإن الشخصية التي تعودت أن تتعاطى المخدرات لازالت موجودة ومهما منعتها عن المخدرات ومهما طالت الفترة فلابد في أول فرصة سينتكس إلا إذا تغيرت هذه الشخصية وحاصرنا هذا الوحش المدمر بداخل كل مدمن بعد نمو الشخصية الجديدة وهنا أحب أن أقول أن النمو والنضوج لا يمكن أن يتوقف في حياة المدمن لأنه لو توقف لن يثبت ويتراجع، وإذا تراجعت هذه الشخصية لابد أن يستيقظ الوحش من مرقده ويفك قيوده ويخرج ويفرض سيطرته بعنف.

إذن الحل هو برنامج نمو مستمر في حياة المدمن طيلة حياته يحميه من الانتكاسة،ويستمر في نمو ونضج شخصيته ولا يهم سرعة أو بطء هذا النمو بقدر أنه يستمر في النمو، فنحن نمشي في مسيرة النضج والنمو ثلاث خطوات للأمام وخطوتين للخلف.


لذلك لابد أن نتشارك معاً في البحث والتفكير للوصول للحل الأمثل فالموضوع جد خطير وهو من أكبر المشاكل التي تؤثر على شباب العالم أجمع.
ألم يكن جُل تفكيرنا ومعظم جهودنا في التعامل مع أعراض انسحاب المخدر فقط؟… هل هذا الإهتمام أثمر أي نتائج إيجابية؟ نحن لا نريد أن نقلل من شأن التعامل أو علاج أعراض انسحاب المخدر، فهي مرحلة مهمة جداً في علاج الإدمان ولكن ليس هو العلاج كله، فهي أول مرحلة والتي تكون بالترتيب مع الطبيب المعالج ثم بعد فترة يحددها الطبيب يتم تحويله للمكان العلاجي الذي يراه الطبيب مناسباً له وهنا تبدأ مرحلة التأهيل، البعض يسمي مرحلة التأهيل (إعادة تأهيل) ولكننا نذهب مع الرأي بأن المدمن لم يؤهل من قبل حتى يعاد تأهيله، إنها بداية تأهيل المدمن.
إذا السؤال ما هي بيوت إعادة التأهيل؟ وما هي طريقة العلاج؟ وما هو البرنامج اليومي الذي يطبقه المدمن يومياً وما هي المراحل التي يمر بها؟ وما هي فلسفة العلاج الموجود بالبيت وماهي الخدمات المتاحة للمدمن؟ وما هي المدة التي يمكث فيها النزيل في بيوت التأهيل؟ وتكلفة هذه البيوت؟ وكيف يمكن الوصول إلى بيوت التأهيل؟

إذن هيا بنا ندخل سوياً بيت من بيوت التأهيل.

نتعرف عليه، إذا كان لديك ابن، ابنه، اخ، اخت…إلخ.
يعاني من مرض الإدمان فإن أول خطوة هي الذهاب به إلى الطبيب المعالج، ومن خلال الطبيب يتم تحويله إلى مكان علاجي يتعامل مع أعراض الانسحاب Detox والطبيب يتابع حالته حتى يرى أنه بالفعل مستعد للالتحاق ببيت من بيوت التأهيل.
يبدأ بيت إعادة التأهيل بعمل التقديم لهذا النزيل يتم فيه تعريف المدمن ما هو بيت التأهيل وما هو البرنامج،فهذا من أهم نقاط فلسفة العلاج في بيت التأهيل وهو أن المدمن يلتحق به حسب رغبته ومن المتوقع جداً كما تتساءل أنت بداخلك الآن؛ ماذا لو رفض؟ أشعر بقلق ولكن أحب أن أوضح أنه من الممكن عمل جلسات فردية لدفع –أي زيادة- الدافعية عنده إلى أن يوافق على الإلتحاق.


ما هو البرنامج العلاجي؟

البرنامج عبارة عن فلسفة علاج جديدة في مصر بالنسبة لعلاج الإدمان، اُدخلت منذ حوالي عشر سنوات ويسمى بالعلاج الجمعي أو الجماعي وهو بمعنى أن العلاج يقوم بواسطة مجموعة يشتركون في نفس المشكلة وهي إدمان المخدرات، ويحاولون سوياً بمساعدة بعضهم البعض أولاً الإمتناع عن التعاطي ثم مساعدتهم لبعضهم البعض في تغيير طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع مشاعرهم وتغيير سلوكياتهم التي تجعلهم يرجعوا إلى مرة أخرى والتي تجعلهم يعانون في حياتهم، وأن يتعلموا طريقة جديدة للعيش دون تعاطي مخدرات وأن يقبلوا الحياة بشروطها تحت إشراف الطبيب والمعالج وبقيادة المجموعات العلاجية. أن هذه الطريقة (العلاج الجمعي) حققت أكبر نسبة تعافي على مستوى العالم.

يظهر دور الأطباء والمعالجين في المكان العلاجي بتوفير جو التعافي وهو جو القبول الغير مشروط وجو الأمان ورغم أن المريض قد وافق على الالتحاق وأن المدة لا تقل عن ثلاثة شهور وتتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر أو أكثر قليلاً حسب الاستعداد وشغل النزيل واستجابته للنظام العلاجي وتطبيق الخطة العلاجية، فإنه من الممكن أن يغير رأيه بعد الالتحاق بقليل أو بعد فترة وهذا متوقع جداً ومحتمل لوجود ما نسميه (ازدواجية الوجدان) وهو وجود صراع داخلي أو صوتين بداخله؛

صوت يرغب في إكمال العلاج والامتناع عن التعاطي، والصوت الآخر يطلب منه أن يغادر المكان العلاجي ليرجع للتعاطي (قلب الترابيزة). ولا نتوقع أن يقول لك ذلك صراحة حتى هو نفسه يصدق نفسه (لا يكذب بالعقل) لكن ما نسميه –نحن- الإنكار (خداع المرض)، فتراه يقدم لك من التبريرات المقنعة (و أؤكد لك مقنعة) لمغادرة المكان وأن يكمل العلاج بنفسه أو أنه بالفعل تعافى وسوف يؤكد لك أنه لن يتعاطى مرة أخرى، هذا كما قلنا ما نسميه خداع المرض أو الإنكار، مريض الإدمان له دفاعيات يدافع بها عن نفسه.

وهنا تبرز أهمية دور الأسرة فنحن فريق متكامل لمساعدة المدمن يتكون من الأطباء والمعالجين أو الفريق العلاجي والأسرة وكل من يريد أن يقدم مساعدة له. كما ذكرنا أن المرض يتصف بأنه ماكر مخادع خبيث لدرجة أنه يقنع صاحبه أنه تعافى ولا يريد أن يرجع لهذه الحياة، وأنه يشعر بالتحسن ولن يرجع إلى المخدرات مرة أخرى. أحب أن أكرر هو لا يكذب ولكنها كذبة كبيرة هو يصدقها وهو ما نسميه إنكار وهو من أخطر ما في المرض وهي حيلة دفاعية يدافع فيها المرض عن نفسه حتى لا يقاومه صاحبه فيخدعه،

وهذا الخداع على مستوى التفكير وأيضاً الإحساس مثلاً: أنه كَرِه المخدرات تماماً وان يرجع لها. يالها من كذبة كبيرة يصدقها وربما الأهل أيضاً يصدقونها. لكن كيف؟ والتجارب تشير بكل قوة أنه عاجز تماماً على أن يتحكم بمفرده في الإمتناع عن المخدرات!! كيف وهو لا يعرف أي شيء عن طريق التعافي؟!! أم أن المرض رُفِع عنه فجأةً بعد كل هذا العناء!! قلنا أنه مرض مزمن، لكن من الممكن محاصرته، فأين تعلم كيف يحاصر هذا المرض؟!!


هنا يأتي دور الأسرة. لا بد من الوقوف بموقف حازم. أننا هنا لمساعدته كي يتجاوز هذه المحنة، رسالة تعلمه بأي أسلوب أننا على استعداد لمساعدتك، لكن إذا رفضت المساعدة فان نقبل أن تخرب حياتك وحياتنا في وسط العائلة، اختر طريقاً بعيداً عنا. لابد أن يشعر المدمن بالجدية لأنه من داخله يشعر بل يتأكد (وذلك من تجاربه السابقة) بقوة تأثيره على من حوله خاصة من يحبونه، وطالما أن المدمن يجد بصيص من الأمل بأن يستمر في التعاطي فلن يفوت هذه الفرصة، فمهما قال من قصص وأشعار وقصص لابد أن يعترف أن الإمتناع عن المخدرات ليس باليسير خاصة في المرحلة الأولى.


لا بد من وقفة من الأهل، وألا يعتمدوا على الفريق العلاجي فقط، أقول: إن دوركم مهم جداً جداً في إنقاذ ابنكم أو أخيكم. أرجو لتسهيل الأمر الرجوع دائماً للفريق العلاجي لمعرفة كيف التصرف معه، مهما قال المدمن الذي تريدون مساعدته، اسمع منه كما تحب لكن لا تتخذ أي قرار ولا تتصرف إلا بع الرجوع إلى الفريق العلاجي.

دور الأسرة: إننا في المكان العلاجي نحدد يوماً أسبوعياً لعمل اجتماع الأهل family meeting لمقابلة أسر المدمنين فيها لزيادة الوعي، وأيضاً من أجل شيء مهم جداً؛ الإدمان مرض معدي ينتقل لكل من تعامل المدمن معه. فمن يتعامل مع المدمن تجده دائم القلق مكتئب لفترات ليست قصيرة، ينتابه شعور بالحزن الطويل، يتعرض مضطراً للكذب والمراوغة (أي: كما يفعل المدمن) للخروج من المأزق الذي يضعه فيه المدمن…إلخ حتى تتفاقم الحالة فينسى فيها كل نشاطاته الحياتية وهواياته وينسى نفسه وينشغل كل الإنشغال بإصلاح هذا المدمن وتغييره، حتى يصل لحاله لا يكون فيها سعيداً،

أو لن يرتاح أو يشعر بالتحسن حتى يشفى هذا المدمن وهذا ما نسميه بـالإعتمادية المتواطئة. أريد أن أوضح أن هذا التصريح يكون بوعي أو بدون وعي، فأي محاولات للتحكم في الاستقرار الداخلي للإنسان بأشياء خارجية مهما كانت فهي إعتمادية تحتاج الشفاء والتعافي، وهذه المجموعات أو اللقاءات الأسبوعية تساعد أهل المدمن على الشفاء من الآثار السلبية التي خلَّفها وجود مدمن يعيش معهم، وأيضاً تلقى المعلومات لمساعدته في الحياة الجديدة في التعافي وهذه من الخدمات التي يقدمها المكان العلاجي مجاناٍ لأسر المدمنين.

عندما يلتحق المدمن بالمكان فأول مرحلة نساعد النزيل في التأقلم على المكان وعلى المجموعة وأن نساعده على إزالة هذه الدفاعيات ونهيأ له جو القبول والأمان ليبدأ في الشغل الحقيقي في المجموعات العلاجية بالتكلم والمشاركة بما يدور بداخله من أفكار ومشاعر. هذا هو بداية شغله ولن يبدأ بذلك إلا بعد أن يطمئن للجو حوله من المجموعة والأطباء والمعالجين، ودفاعيات المرض لا تنتهي فهي من وقت لآخر ومن مواقف يتعرض لها تأتيه مرة أخري،

فبعد أن يبدأ في التكلم عن نفسه نساعده على التكلم عن أسرار هو نفسه لا يحب أن يسترجعها، ربما في طفولته ليس له دخل بها لكنها تؤلمة ربما هو نفسه فعلها في مرحلة من مراحل عمره وتشعره بالندم والخزي والعار والإحساس بالذنب، إنها مؤلمة حقاً، فبعد تهيئة جو القبول والأمان والحب يبوح بهذه الأسار ويتكلم بها أمام المجموعة أو أمام الطبيب أو المعالج ربما هذا يجعله يشعر بالراحة سريعاً أو ربما يمر بمشاعر مؤلمة تستمر فترة لمواجهته لهذ الأحداث واسترجاعها قبل أن يشعر بالراحة.


في هذه المرحلة يحتاج المدمن لمساندة وتقديم العون من الفريق العلاجي فهنا تكمن الخطورة، فأنا أعتبره كمن دخل لعمل عملية جراحية وبعد أن بدأ الجرَّاح بفتح بطنه أو صدره وقبل أن يُكمل الجراحة أفاق من المخدر وأراد أن يغادر غرفة العمليات بل المستشفى كلها. أرى أن ما يتعرض له المدمن أو النزيل لا يقل خطورة عن الجراحة، لأننا نساعده في أن يكشف ويواجه بأسرار ومواقف أمضر سنسن عمره في إخفائها وحتى الهروب منها بينه وبين نفسه،

إنها بالنسبه له مؤلمة جداً فكيف نتركه وهو بهذه الحالة. هذا ما جعلني أهتم بإتمام البرنامج العلاجي كله، وعدم مفاجئة الفريق العلاجي أو الطبيب المعالج برغبة النزيل وإتخاذه قرار نهائي بمغادرة المكان، فنحن أولاً: نجلس مع النزيل قبل أن أوضح المراحل الأربعه التي سيمر بها قبل تخرجه من المكان، يتم التأكيد على فكرة أننا أسرة واحدة تعمل لإنقاذه ومساعدته من هذا المرض الخطير الذي أودى بحياة الكثير من أصدقائنا وأقاربنا ومعارفنا،

وأن هذه الأسرة تتكون من هذا النزيل وأسرت والفريق المعالج وأيضاً المجموعة التي ينتمي إليها community فأي قرار بما فيه قرار مغادرة المكان يجب أن تجتمع هذه الأسر لأخذ مثل هذا القرار وليس وحده فقط إلا إذا اختار هو أن يتخلى عن الفريق العلاجي فهناك ترتيبات أخرى.
بعد أن عرفنا طريقة العلاج الجمع، عن طريق المجموعة أو المشاركة بما يدور بداخله ، والاسئلة التي يجيب عنها عند بدأ إلتحاقه (التقييم الشخصي- تشخيص الإعتماد الكميائي-قصة حياته-خطوة أولى تمهيدية)


يتضح لنا كفريق معالج جوانب من حياته للتعامل معها ومساعدته على مواجهتها وإجتيازها بنجاح بمساندته وتقديم العون من المجموعة والفريق العلاجي، ومازالت الرحلة العلاجية تأتي بثمارها بتعلمه مبادئ روحانية يبدأ في تطبيقها في حياته مثل الأمانة فهي العمود الفقري للبرنامج، فأول ما يبدأ به ألا يكذب مهما كان وإذا وقع في الكذب أو فعل ما ينافي الأمانة يعترف سريعاً ويحاول إصلاح ذلك سريعاً،

ويتعلم قبول النقد من المجموعة لمعرفة عيوبه ويتلقى المساعدة من الأطباء والمعالجين لإعطاء المعلومات النافعة اللازمة لتعريف هذا السلوك ومضاره وتأثيره على حياة المدمن ومساعدته في كيفية التخلص منه. وهكذا يستمر في التغيير، تغيير الشخصية الإدمانية التي أن لم يغيرها فلابد أن يتعاطى المخدرات مرة أخرى لأن هذه الشخصية القديمة – بطريقة تفكيرها ومشاعرها وبسلوكياتها- اعتادت أن تتعاطى المخدرات فلابد من تغييرها، وبالفعل فالنزيل ببيت إعادة التأهيل يستمر في التغيير والنضوج والنمو وتطبيق مبادئ روحانية جديدة في حياته،

والتخلص من العيوب في شخصيته مثل الإندفاعية والغضب والوحدة والعزلة وإرضاء الآخرين على حساب نفسه والأنانية والإنحرافات الجنسية وكثير من العيوب. أيضا يتعلم مهارات إجتماعية جديدة فكيف يتعامل مع الشعوذة (الرغبة المُلِحّة لتعاطي المخدرات) كيف يتعامل مع مشاعره؟ كيف يتعرف عليها ويسميها ويقبلها وكيف يستغلها إيجابياً….إلخ؟. يتعلم كيفية إتخاذ القرار الناضج وتوكيد الحقوق بطريقة إيجابية، الفِخاخ النفسية، المواقف عالية الخطورة وكيفية التعامل معها وكيفية التعامل مع الإكتئاب والقلق والخوف وتعلم إتزان الحياة الكبرى والصغرى…إلخ.

أيضاً من طرق العلاج التي يتلقاها النزيل في المكان العلاجي السيكودراما psychodrama وهي من طرق العلاج التي تثمر نتائج سريعة وتغير ملموس خاصة في المشاكل الأسرية في مراحل العمر المختلفة أو في الوقت الحالي، وتحل كثير من المشاكل في العلاقات الأخرى التي يمر بها النزيل أو حتى مشاكل مع نفسه، وأيضاً نستخدمها في توديع المخدرات لمساعدة النزيل في تقليل الإنشغال والإشتياق للمخدرات…إلخ.

ومن الطرق العلاجية أيضاً برنامج صحة العلاقات نوضح فيها الأسر السوية والأسر المضطربة والأسر التي نشأ فيها والأدوار التي فرضت علينا لتمثيلها في الأسرة، وأيضاً العلاقات الصحية والغير صحية وكيفية وضع الحدود الصحية في العلاقات ، ودراسة الإعتمادية…إلخ.

من البرامج التي يتعلمها النزيل البرنامج الذي سيستمر عليه بقية حياته وهو من أهم البرامج التي أثمرت أفضل النتائج عالمياً للتعامل مع مرض الإدمان وهو برنامج الـ12 خطوة فنساعد النزيل في حضور 90×90 إجتماع ومساعدته في الإتصال بزملائه ومساعدته في دراسة هذه الخطوات ومناقشتها والإنتقال من خطوة إلى خطوة حتى الوصول إلى مشاركة الخطوة الخامسة فيكون مستعداً للتخرج من المكان وهو يشارك الخطوة 5 ويكمل باقي الخطوات مع مُشرفِهِ عند التخرج وذلك عندما يكون قد وصل إلى آخر المرحلة 4.

قبل أن أبدأ في شرح المراحل العلاجية أحب أن ألفت نظركم إلى شيء مهم أرى أن هذا المفهوم قد إندثر وسط مفاهيم مغلوطة البعض يظنها جاءت من زمالات الـ12 خطوة وبيوت التأهيل بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب، هذا المفهوم الخاطئ هو ما يظنه البعض–وللأسف بعض منهم معالجين وأيضاً مشرفين في زمالة الـ12 خطوة- أن التعافي والتبطيل قائم على أن يتم تسليم المدمن الذي يريد أن يتعافى عقله تسليماً تاماً إلى مشرف أو معالج أو طبيب!!!

هذا المفهوم غير موجود في برنامج الـ12 خطوة ولا في أي منهج من مناهج بيوت التأهيل. إننا نوضح للمدمن أن أفكاره القديمة هي السبب في كل النتائج التي وصل إليها الآن وهو يحتاج إلى تغييرها ونساعده أيضاً لإعتناق مبدأ مهم جداً هو التفتح الذهني وهو فتح عقله لمفاهيم وأفكار جديدة ، ومبدأ التسليم هو التسليم لمبادئ روحانية جديدة يعتنقها ونحن نشجع على ذلك لكن لا نشجع أن تنعدم شخصيته لمجرد أن عنده مشكلة مع المخدرات ونفرض عليه أن يتخلى عن شخصه تماماً حتى يكون مثلنا.

هذه الفكرة خطيرة وليس لها أصل في علاج الإدمان لأنني أؤكد لكم من خلال ما تعلمته ومن خلال خبرتي أننا لو فرضنا على أي مدمن أن ينفذ كل قرارتنا وألا يأخذ أي قرار في حياته إلا بعد الرجوع إلى طبيبه أو معالجه أو مشرفه واستمر الترهيب والتخويف دون أن يستعمل عقله أو بأخذ أي قرار فبذلك نجعله شخصية مهزوزة لا يثق بنفسه تماماً. المطلوب أن يفتح عقله لأفكار جديدة لا أن يسلم عقله، هناك فرق أن نعلمه كيفية إتخاذ القرار الناضج ونعلمه مهارات الحياة وبين أن نلغي شخصيته بل انسانيته وهذا ما نسميه إنتهاك روحي spiritual abuse ، وكما في المثل(لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمكة).

هذه هي الفلسفة العلاجية لبيوت التأهيل؛ مساعدة المدمن أن يعود إلى التفكير السليم وتحمل مسئولية قرارته وأن يشارك ويشاور ويأخذ الآراء ويفكر بعدها ما يناسبه ومالايناسبهمما جمعه من مشاركات ومشاورات. نحن نريد شخصية جديدة ولا نريد نسخة أو صورة طبق الأصل من المعالج أو المشرف، ولو طبقنا هذا الأسلوب العقيم (فرض الآراء وإتخاذ القرارات بالنيابه عنهم) نكون قد ظلمناهم وحرمناهم أن يكونوا شخصيات فريدة. نحن نؤيد أن يكون لنا قدوة ولكن نحذر من أن نكون صورة طبق الأصل ونعدم شخصياتنا.

نحن نطبق فلسفة الـ12 خطوة ضمن برامج عدة ذكرناها من قبل في أول التقديم. نؤكد أن زمالة الـ12 خطوة ليس لها أي علاقة بأي مكان علاجي ولا تعطي اسمها أبداً لأي مكان، أذكر هذا حتى يتضح للقارئ مفهوم بيوت التأهيل. قد يختلف البرنامج من مكان لآخر وهذا لا يؤثر أبداً في نظام العلاج فالكل يجتمع على نفس الفلسفة العلاجية.

المراحل العلاجية


ماهي المراحل العلاجية؟

المراحل العلاجية هي المراحل التي يمر بها المدمن في المكان العلاجي وهي تؤهلة لمواجهة الحياة تدريجياً فمثلاً عند إلتحاق النزيل بالمكان يمر بأول مرحلة وفيها يتمتع النزيل بإقامة كاملة مع حضور جميع المجموعات العلاجية والجلسات الفردية ويتبع قوانين وإلتزامات المكان ولا يحق له أي نقود أو حمل تليفون ويُمنع من استعمال تليفون المكان مدة الخمسة عشر يوماً الأولى فقط ولا يغادر المكان بمفرده إلا بإذن وبصحبة المشرف أو من بمرحلة 3 بالمجموعة،

و يُسمح للنزيل باستقبال الزيارة من الأهل والأقارب على شرط أن لا يكون لهم علاقة بالمخدرات. ويخرج النزيل بصحبة المجموعة مع المشرف لعطة نهاية الأسبوع على الخطة التي خططوا لها للاستماع بهذا اليوم مع المشرف وهذا يكون أول إحتكاك له مع الحياة وفي هذه المرحلة يُعطى له أسئلة تسمى التقييم الشخصي ثم الاعتماد الكيميائي وكتابة قصة حياته ثم حل أسئلة خطوة أولى تمهيدية وهذه الأسئلة تساعده لأن يريى ما فعلته المخدرات وسلوكياته في حياته وتبرز لنا أيضاً كمعالجين نقاط هامة تساعدنا في وضع الخطة العلاجية وكيفية مساعدته ثم ينتقل إلى الخطوة الأولى في برنامج الـ12 خطوة وبعد مناقشتها والتأكد من أنه قد فهما فهماً صحيحاً وطبقها بالفعل في حياته اليومية بعد مناقشتها معه في المجموعة وحل أسئلة step working guide .

ثم ينتقل إلى الخطوة 2 وإلى المرحلة الثانية وهذه المرحلة تختلف عن الأولى أو يزيد عنها بأنه يسمح له بحمل نقود على أن يسلمها بمجرد انتهاء اليوم وأن يبدأ بنزول أجازة (زيارة منزلية) بمفرده بدون مشرف مرتين في الشهر عند نهاية الأسبوع، و إذا رأى الفريق العلاجي أنه بالفعل يحتاج تليفون خاص به يسمح له بذلك، ويسمح له بالذهاب للاجتماعات في الـ12 خطوة وبدء عد الـ90 اجتماع يومياً حسب الاجتماعات الرسمية فقط وفي هذه المرحلة يدرس الخطوتين 2 و 3 ويَعِدْ أن يجتازهما في مجموعات المناقشة لينتقل إلى المرحلة الثالثة.

هذه المرحلة عبارة عن إعداد للنزيل لمواجهة الحياة فيُسْمَح له بحمل النقود والهاتف الخاص به والترتيب مع الأسر أن كان متاح له بركوب سيارة وأيضاً نزول أجازة أسبوعياً وتطبيق الخطة العلاجية من نزوله للعمل لساعات محدودة تدريجياً كما هو متفق عليه في الخطة العلاجية أو أخذ كورسات دراسية أو كمبيوتر أو تحسين علاقات أسرية أو علاقة زوجية…إلخ فيكون الاهتمام في هذه المرحلة بالحياة الخارجية.

أما عن المكان العلاجي فيحضر النزيل المجموعات العلاجية لإعطاء خبراته للمجموعة ولتلقي المساعدة أيضاً ومواجهة المشاكل الجديدة التي تقابله في احتكاكه بالحياة الجديدة بدون تعاطي مخدرات ومساعدته لمواجهة المشاكل وحلها حتى يتلافى الوقوع في أي انتكاسات، وأيضاً إعطاء مهام قيادية له في المكان للشعور بقيمته الذاتية والانتماء للمكان وأيضاً مساعدة باقي أفراد المجموعة ومساعدة أفراد المراحل الأولى عند الخروج لأمور شخصية خارج المكان، وفي هذه المرحلة يعمل كتابة الخطوة الـرابعة إلى أن ينتقل إلى الخطوة الخامسة وهنا ينتقل إلى المرحلة الرابعة وهي مرحلة المتابعة فيكون متواجداً في المكان ثلاثة أيام أو يومين في الأسبوع على الأقل،

وبالفعل يكون قد بدأ بمشاركة الخطوة الخامسة من برنامج الـ12 خطوة مع مشرفه مع استمرار متابعته حتى ينتهي منها وهنا يكون قد وصل لنهاية البرنامج العلاجي ويحق له التَخَرُّج، ويحق له طلب المساعدة من المكان في أي وقت يحتاج فيه إلى مساعدة واللجوء إلى المكان ويسمح له بالمبيت فيه أيضاً تحت إشراف الفريق العلاجي. يحق له أيضاً أن يعمل كمتطوع إن أراد بأجر رمزي، وبعد مرور سنة على امتناعه عن التعاطي يُسمح له بالاشتراك في العمل في الفريق العلاجي كمشرف بعد تلقي التدريب اللازم.

نظام الجزاءات Awareness system

ماهو نظام الجزاءات؟
من النظم العلاجية التي أراها تثمر ثماراً طيبة هي awareness system وهو من الأنظمة التي يضعها المكان وهي كما تعني كلمة awareness وعي. هو نظام يوضع لإثارة الوعي المخدر عند المدمن وتنشيطه ليتحمل مسئولية أفعاله بعد أن كان يعيش سلوكاً قديماً بأن يفعل ما يحلو له ولا يتحمل أي من عواقب أفعاله, هنا في المكان العلاجي يوضع نظاماً حازماً صارماً لمن يخالف قواعد وقوانين المكان لتحمل مسئولية عدم الخضوع لهذه القوانين أو أي من إلتزامات المكان ومع الفريق العلاجي

والمجموعة نختار ما يناسب الموقف أو ما يناسب القانون الذي انْتُهِك وحالة المريض ومرحلته ومكانه في البرنامج وأيضاً قدراته وأيضاً حالته الصحية فيتحمل نتيجة أخطائه مما يساعده أن يقلل من أخطائه ويزيد عنده الوعي والتحقق قبل البدء في عمل أي فعل والتخلص من الاندفاعية, ويعلمه أيضاً تحمل المسئولية ويساعده أيضاً في التحكم في ردود أفعاله وفي مشاعره لمعرفته أنه سيتحمل عواقب أي فعل سيقدم عليه، مما يزيد من وعيه وسيطرته على نفسه وأفعاله ويساعده على الإلتزام، وبداية نمو صوت الضمير الداخلي بمنعه عن الإقدام إلى الأفعال التي تؤدي إلى ضرره.
هذا من الأنظمة المساعدة في تقويم السلوك التي تنتهجها في المكان العلاجي.

هذا تصور مبسط عن بيوت اعادة التأهيل والمراحل المتبعه فيها .

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here