أسباب الوقوع في مصيدة الإدمان وطرق الوقاية والعلاج

الإدمان هو عبارة عن حالة تصيب الفرد عند التعرض إلى تناول أى من المواد المخدرة سواء كانت تلك المواد في هيئة أدوية أو عقاقير أو حبوب مخدرة ، وهذه الحالة تعمل على السيطرة المباشرة على الجهاز العصبي وخلايا المخ و الأعصاب ، مما ينتج عن هذه السيطرة الكثير من الأعراض الجانبية والأضرار التي تصيب الجسم بصفة عامة وتؤثر تأثيرا كاملا على التصرفات التي تصدر من ذلك الشخص المدمن ،

ولذلك فانه يجب العمل من جانب أيا من الأفراد الطبيعيين ومن يكون مسئولا عنهم على الاحتراز والحذر الشديد في اى شئ يمكن أن يتم تناوله وذلك خوفا من الوقوع في خطر ذلك الإدمان والتعرض إلى النتائج السلبية والضارة التي تؤثر على الإنسان من ذلك الإدمان وهو ما يسمى بكيفية الوقاية من الإدمان ، كما أنه في حالة الوقوع الفعلي في تلك المصيدة والخوض في الإدمان الحقيقي لأي من المواد المخدرة فإنه في تلك الحالة يجب اللجوء إلى علاج ذلك الإدمان والذي يكون عن طريق العديد من الطرق العلاجية .   

خطر الإدمان يواجه كافة الأعمار ومختلف فئات المجتمع

الإدمان كما قد تم التعريف به وما يعمل عليه من تكوين حالة من السيطرة على الجسم بحيث لا يستطيع المدمن الخروج منها والإقلاع عنها إلا بصعوبة بالغة وعن طريق التعرض إلى آلام كثير وأعراض جانبية قد تضر الجسم كله ، هذا الإدمان لا يقتصر على سن معين فهو في ذلك يصيب الأطفال والكبار معا ،
إلا أنه ينتشر انتشارا واسعا بين فئات المراهقة والشباب وذلك لما يكون في هذه الفئات من حب الاستطلاع والرغبة في التجربة والتي تؤدي إلى أخذ الحبوب أو المواد المخدرة مرة  تلو الأخرى حتى الوصول إلى مرتبة الإدمان والتي يمكن الوصول إليها فور تناول جرعة واحدة من بعض تلك المواد وذلك في العديد من هذه المواد المخدرة مثل الشبو والكوكايين وما إلى ذلك من أنواع الحبوب المخدرة ، كما أنه في هذا الصدد أيضا  نجد أن الإدمان انتشر انتشاراً واسعاً  بين كافة الطبقات  والفئات المجتمعية إذ أن إدمان المواد المخدرة لا يقتصر على طبقة بعينها ولا على وسط بذاته ولا يفرق أيضا بين الغنى وما دون ذلك ، إذ أن الخطر الخاص بالإدمان ينتشر بين  الفئات  والطبقات كافتها على حد سواء .

كيفية الوقاية من الإدمان عند الأطفال

فإننا نجد في الكثير من المجتمعات أن الأطفال وهم ما دون سن الشباب يتعاطى كل منهم للمواد المخدرة بكميات كبيرة ، وذلك بكافة طرق ذلك التعاطي والتي يكون منها التدخين أو الشم وأيضا طريق البلع عن طريق الفم ، مما يعرض هؤلاء الأطفال إلى كافة مخاطر تلك المواد المخدرة والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى الوفاة لهؤلاء الأطفال في سن مبكرة ، ومن هنا فإنه قد قامت بعض الدراسات والأبحاث العلمية  بدراسة كيفية وقاية الأطفال من هذه الأخطار وعدم دخولهم في دائرة الإدمان المتوحشة وذلك عن طريق عدد من الطرق اللازمة لتلك الوقاية والتي يكون منها :

  1. تكون أهم الطرق الخاصة لوقاية الأطفال من الدخول في عالم إدمان المخدرات هي طريقة التواصل والتي تتطلب التحدث إلى الأطفال بصفة مستمرة  والتعرف على المشاكل الخاصة بهم التى تشغل تفكيرهم ، ومن المهم عدم التحقير من شأنهم من قبل الكبار وعدم الاستهزاء بهم،  ويجب على المدرسين والمدرسات في المدارس العامة والخاصة  في شتى المراحل التعليمية أن يلتزموا بذلك.
  2. القيام بتوجيه الأطفال على الالتزام بالقيم الدينية والمبادئ العامة الصالحة والتي يكون من أهمها عدم الخوض في مجال تناول المواد المخدرة ، وإبداء النصائح التي تكون في هذا الشأن وذلك عن طريق الأسلوب اللين والهادئ تارة والتخويف تارة أخرى ، حتى يبتعد الأطفال عن هذه المواد وكافة السبل التي تؤدي إليها .
  3. كما يعتبر أسلوب القدوة من الوسائل التي يكون لها ثمارا إيجابية في ذلك المجال والذي يتمثل في بعد الأطفال عن الإدمان وذلك الأسلوب يكون عن طريق عدم دخول الأب أو الأم في ذلك المجال ذلك  كي يكونوا قدوة لأبنائهم ، إذ انه قد أثبتت التجارب والدراسات العلمية أن أكبر نسبة من مدمني المواد المخدرة من الأطفال يكونوا من عائلات يتسرب إليها إدمان المخدرات سواء من ناحية الأب أو الأم أيضا .
  4. ضرورة أن يكون هناك علاقة قوية بين رب الأسرة والطفل ، حيث أن هذه العلاقة تعتبر الأساس في الابتعاد عن كل ما هو قبيح وضارا بالمصلحة العامة لهؤلاء الأطفال والتي يكون من أهمها إدمان المخدرات بكافة أنواعها ، وتكون هذه العلاقة عن طريق الاتصال المستمر بين الأكبر من الأسرة للأصغر والاستماع له وتوجيه النصائح المناسبة وبطريقة  تتناسب مع شخصية كل من هؤلاء الصغار .

علامات الإدمان الظاهرة

يمكن لكل من الأسر بصورة ميسرة جدا التعرف على ما إذا كان يوجد بها شخص يصيب بالإدمان من عدمه ، وتلك المعرفة تكون عن طريق ظهور علامات معينة على الشخص تعمل بشكل عام على الإثبات والتأكد من وجود إدمان لهذه المادة المخدرة ، لأن هذه الحالة من الممكن أن  تصبح مدمرة في عاجلاً أو آجلاً  لذلك الشخص المدمن  ولكافة من حوله نتيجة لإدمان المواد المخدرة أو تناول الكحوليات بشكل مستمر  أيضا ، وما إلى ذلك من المسكرات التي تعمل على تغييب العقل و الوصول بالإنسان المريض بالإدمان إلى أقصى درجة من درجات المرض سواء ذلك المرض العضوي أو المرض النفسي أيضا ، ومن تلك الأعراض  ما يلي:

  1. وجود تغير ملحوظ  في طباع وسلوك الفرد بصورة مفاجئة هو  من أقوى علامات الإدمان الظاهرة.
  2. الغياب المتواصل عن المنزل أو عن العمل والدراسة أيضا يعد علامة واضحة من علامات الإدمان.
  3. نجد أن الإنسان المدمن كثير الطلب على النقود ويمكن أن يصل إلى مراحل إجرامية خطيرة من أجل الحصول على تلك النقود مثل السرقة بكافة أنواعها وربما القتل أيضا.
  4. كما أن الهروب الدائم من المسئولية وعدم الاستماع إلى أى من المشاكل التي تدور من حوله يكون من العلامات الظاهرية للإدمان .
  5. التغير في مستوى الشهية التي تكون على الطعام سواء بفقدان تلك الشهية وعدم القدرة على الطعام بطريقة ظاهرة تؤدي إلى الخسارة المفاجئة في الوزن ، وسواء أيضا  بالزيادة المبالغ فيها في الإقبال على الطعام والتي تؤدي إلى الزيادة المفاجئة في الوزن يكون من أكثر ظواهر الإدمان مشاهدة بين متعاطي هذه المواد المخدرة .

أنواع الإدمان

و الإدمان أنواع كثيرة تعمل كل منها على إحداث أضرار بالغة على شخص الإنسان المدمن سواء كانت هذه الأضرار على الأجزاء الداخلية من جسم هذا الإنسان والتي تتمثل في الأجهزة التي تعمل من أجل بقائه على قيد الحياة والتي تكون منها الجهاز التنفسي و الجهاز العصبي أو ما إلى ذلك ، وسواء كان هذا التأثير أيضا على الأجزاء الظاهرية من الجسم مثل تغير لون الجلد أو التهابات الأنف المزمنة أو ظهور بقع جلدية في الكثير من الأحيان أو ما إلى ذلك من أضرار الإدمان ، وهذه الأنواع تختلف بحسب القوة التأثيرية التي تكون لكل مخدر عن الآخر ، بالإضافة إلى طريقة العلاج من كل منها ، ومن هذه الأنواع ما يلي :

  1. إدمان الحشيش والمار جونا وما إلى ذلك من المخدرات الدارجة في الكثير من المجتمعات والتي تعد من أخف أنواع المواد المخدرة تأثيرا على الصحة العامة وذلك بالرغم من خطورتها الواضحة .
  2. المخدرات المهدئة والتي تتمثل في المهدئات النفسية بأنواعها والتي يكون بالرغم من ما بها من صفات علاجية إلا أنها تؤدى إلى الإدمان بكل الخطورة التي تعود إليه والأضرار التي تتسبب فيها .
  3. من أنواع الإدمان : المخدرات المنشطة للإنسان ، التي تؤدي إلى الإدمان بكافة صوره و منها مادة الكوكايين .
  4. الإدمان الذي يكون عن طريق الاستنشاق والذي يؤدي إلى نفس ذات الأنواع السابقة التي قد تم الإشارة إليها للإدمان والتي يتم تناولها عن طريق البلع ، وهذا النوع للإدمان يعرف بالإدمان العطري أيضا ويكون من أمثلته الصمغ .

ا5.الإدمان عن طريق المسكنات وهو ما يكون من أكثر أنواع الإدمان من حيث الانتشار وذلك يكون مثل إدمان المورفين والترامادول وغيرها من قائمة المسكنات من الآلام المختلفة .

أسباب الإدمان

و الإدمان أسباب عديدة يجب معرفتها والاهتمام بها والعمل على عدم الوصول إلى أى من هذه الأسباب وذلك منعا للدخول في مصيدة الإدمان والتي يكون من الصعب الخروج منها وإحداث أضرار كبرى لكل من يدخل في تلك المصيدة السامة ، ومن أهم هذه الأسباب :

 

  1. الجلوس مع متعاطي المخدرات بأي من أنواعها المختلفة يعمل على ذلك الإدمان، وهذا يكون بسبب عدد كبير من العوامل يكون منها حب التقليد والرغبة في التجربة والتي تؤدي في النهاية إلى الإدمان المحقق .
  2. كما أن التفكك الأسري يكون من العوامل والأسباب الرئيسية التي تعمل على التأثير المباشر في الدخول إلى حالة من الإدمان بكافة الأنواع السابق الإشارة إليها ، وذلك لما يكون من تأثيرات هذا التفكك من حدوث اضطرابات نفسية عند كافة أفراد الأسرة والتي تعتبر هذه الاضطرابات من أكثر العوامل التي تؤدي إلى الدخول في عالم المخدرات وذلك بسبب الرغبة التي تكون عند هؤلاء الأفراد في الالتحاق بعالم الخيال وتغيب العقل والهروب من عالم الواقع وما به من مشكلات
  3. انشغال الأب أو الأم عن الأبناء والاهتمام بالعمل في مقابل الأولاد يعد أيضا من بين الأسباب الهامة التي تؤدي إلى الإدمان بكافة صوره .
  4. ضعف الوازع الديني وعدم إثبات العقائد الدينية في القلوب يعد وسيلة هامة من وسائل انتشار المخدرات والتي يحرمها كافة الشرائع والعقائد الدينية المختلفة.
  5. كما يوجد سبب آخر غير ما سبق من الأسباب المذكورة سالفا يكون للإدمان ويمثل خطورة كبرى على الإنسان في كافة النواحي وهو سبب الفراغ وذلك لما يكون في ذلك الفراغ الذي يمكن أن يشعر به الإنسان من إحداث أضرار كبرى تكون من أهمها مجالسة أصحاب السوء وتعاطي المواد المخدرة وما إلى ذلك من العوامل التي تعمل على ضياع الوقت .
  6. وبالإضافة إلى ما سبق من أسباب هامة فإن الحرية المطلقة والتي تكون غير مقيدة  بأي من الأوامر الدينية أو التعاليم الصحيحة والمبادئ القيمة والتي يمكن أن يعطيها ولى الأمر إلى من يعول ، تتسبب  هذه الحرية مع عدم وجود تربية سليمة  على القيم والمبادئ السابقة،  بطريقة مباشرة فى جعل الإنسان يفكر فى الإدمان . وفى نهاية المطاف يسبب الإدمان فى تلف  العقل والمخ،لأن هذه المواد المخدرة  تعمل على الإطاحة بالجهاز العصبي ، بالإضافة إلى الكثير من الأجهزة الأخرى .

عوامل نجاح علاج الإدمان

يكون العلاج من الإدمان في كافة صوره من أكثر الأشياء التي يحرص عليها كل من يعانى من حالات الإدمان المختلفة وذلك بكافة الصور والشكل التي تكون لمثل هذه الحالات ، وهذا سواء كان هذا الحرص من جانب المرضى المصابين بالإدمان أنفسهم أو سواء كان أيضا من المقربين من هؤلاء المرضى والتي يتأثر كل منهم بوضع المريض بالإدمان وما يعانى منه كل منهم من أضرار وخطورة على كافة المستويات ،

ولذلك فان علاج الإدمان بكافة الصور التي تمثله يعد ضرورة حقيقية وحتمية يحتاج إليها الكثيرون ويعمل على نجاحها عوامل تتعلق بكافة أطراف العملية العلاجية والتي تتكون من كل من المريض بالإدمان نفسه والذي يجب أن يكون لديه الرغبة الحقيقية في العلاج ، وأقارب ذلك المريض والمحيطين به والذين يجب أن يقوم كل منهم بمساعدة المريض على الخروج من تلك الأزمة والتصدي للعلاج ، بالإضافة إلى الفريق الطبي المعالج لحالة الإدمان والذي يجب أن يكون في حالة يقظة دائمة وعين ساهرة على المريض .

طرق العلاج من الإدمان

إما عن طرق العلاج من الإدمان فإنها تتمثل في الكثير من الطرق والتي تعمل جميعها على تكوين بوتقة واحدة متكاملة يكون عن طريقها نجاح ذلك العلاج ، حيث تكون تلك الطرق مكملة لبعضها ولا يعمل اى طريق منها منفردا في نجاح عملية علاج الإدمان بالصورة المطلوبة ، وتتمثل تلك الطرق في :

  1. طريق العلاج الدوائي والتي تتمثل في العلاج باستخدام العقاقير والأدوية المختلفة ، وتكون هذه هي الطريقة أو الوسيلة الأولى في العلاج إذ يتم وضع مريض الإدمان في تلك الطريقة تحت رعاية طبية متخصصة في ذلك المجال من أجل البدء في عملية سحب السموم التي قد عمل على دخولها في داخل جسم الإنسان هذا الإدمان بكافة صوره ، وتكون هذه الطريقة عن طريق إجراء التحاليل اللازمة وإعطاء المضادات الحيوية المطلوبة في ذلك الشأن .
  2. طريقة العلاج النفسي والتي تكون مرحلة تالية مكملة لطريقة العلاج الدوائي ، حيث يدخل في تلك المرحلة أو الوسيلة الخاصة بعلاج الإدمان مجموعة من الأطباء النفسيين ، وذلك من أجل العلاج من المضاعفات التي يمكن أن تحدث نتيجة للعلاج الدوائي والتي يكون منها الاكتئاب والرغبة المستمرة في الانتحار .
  3. طريقة التأهيل وهي تمثل المرحلة الثالثة من مراحل العلاج من الإدمان ، ومن خلال هذه المرحلة أو الطريقة الهامة يتعلم المريض كيف يكون مؤهلا للعودة إلى أرض الواقع والخوض في العمل بصورة عادية كغيره من الناس ، وهذه الطريقة لابد أن تكون في أعقاب الانتهاء من الطرق السابقة الذكر وسحب سموم الإدمان من الجسم لإتمام المعالجة النفسية له ، حيث يكون المريض في تلك الطريقة أو المرحلة مؤهلا بطريقة علمية في أن يقوم بمواجهة الحياة .

 

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here