إستخدام الدواء EMDR في علاج ادمان المخدرات

إستخدام الدواء EMDR في علاج الادمان

 

قد ذكرنا من قبل أن علاج الأدمان على المخدرات بشتى أنواعها قد يتطلب استخدام بعض الأدوية لإتمام العلاج بشكل سليم ومتطور ودون الحاجة الى إطالة فترة العلاج وإضاعة الوقت والجهد. في الواقع هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج الإدمان ومنها الدواء الذي يسمى امدر، وفي إطار ذلك قررنا ان نناقش معكم في هذا المقال تعريف هذا الدواء ومدى انتشاره وكيف يعمل في سبيل معالجة الإدمان والتعافي منه بشكل نهائي.

 

ما هو دواء EMDR، وكيف يعمل؟

يؤثر هذا الدواء بشكل مباشر على الطريقة التي يعالج الدماغ بها المعلومات الواردة للإنسان وكيفية تخزين الدماغ للمعلومات إلى الذاكرة البشرية، وهذا يقود الى اذالة المشاعر السلبية  المزعجة المرتبطة بحادث تصادم للإنسان، حيث يعمل هذا الدواء على إعادة معالجة تلك الذكريات إلى شيء أكثر إيجابية، حيث أنه في الأساس، فان دواء إمدر يمكن أن يساعد في حل المشاكل المعقدة المختزنة في مشاعرنا حول حدث ماضي مؤسف محدد لأنه يتعامل بشكل مباشر مع الذاكرة.

ومن الجدير بالذكر هنا أنه عندما يكون الشخص مستاء جدا من موقف ما، فإن الدماغ لا يعالج المعلومات بشكل طبيعي ولا يختزنها بشكل طبيعي ايضا، وهذا يعني أن تذكر حدث صادم، مهما طال أمده، من الممكن أن يكون قريب من ذهن الإنسان كما لو كان حدث للتو، وبالطبع فإن  هذه التجارب المؤلمة التي نمر بها في حياتنا يمكن أن تطغى على قدرة الدماغ الطبيعية في التعامل مع الإجهاد اليومي والمشاكل اليومية الحياتية العادية، وهنا غالبا ما تقود هذه الضغوط الشخص إلى تبني استراتيجيات التكيف مع هذه الأمور بشكل ضار.

 

EMDR وعلاج الإدمان

يساعد دواء إمدر في علاج الإدمان، حيث انه يعمل على الدخول إلى المستقبلات الحسية في دماغ الإنسان ويتحكم بها، ويجعل الإنسان يفكر بشكل جيد، وبشكل أكثر إيجابية، ومن الممكن أن يساهم ذلك الدواء في جعل الذاكرة تتجاهل بعض الذكريات المؤلمة ولا تفكر فيها طويلاً.

كما لا تتم معالجة الذكريات الصادمة بشكل طبيعي، ولكن العلاج EMDR من الممكن أن يسمح للمريض بإعادة  معالجة هذه الأحداث الصادمة وذلك عن طريق تغيير الطريقة التي يفكر بها الإنسان وتغيير الذاكرة على حد سواء بشكل عاطفي وفسيولوجي ايضا.  ويتم خلال جلسة العلاج بإستخدام دواء إمدر على النحو التالي:

  1. يدعو الطبيب  المريض إلى تذكر الأفكار المزعجة له،والتي سببت له الألم أو الصدمة  واستحضار الأحاسيس السلبية التى يشعر بها ، وما إلى ذلك ويدعو الطبيب المريض الى استحضار الماضي وما به من ذكريات مؤلمة، حتى يستطيع معالجتها والعمل على تفريغها من دماغ وذكريات المريض.
  2. وبعد ذلك يقوم الطبيب  المعالج بعمل حركة ثنائية أو جانبية إلى جانب عين المريض المدمن في سبيل التحفيز المزدوج للفت انتباه   الدماغ في حين يطلب من المريض أن يركز على الذاكرة.
  3. في هذه المرحلة، يقوم  المعالج بمساعدة الطبيب على التركيز على المعتقدات الإيجابية  في الذاكرة الخاصة بالمدمن، وذلك مع استمرار الحركة الجانبية التي يقوم  بها الطبيب.
  4.  في هذه المرحلة الرابعة يستمر الطبيب في عمل المؤثرات الخارجية المذكورة من قبل، حتى تصبح ذاكرة المدمن خالية تماما من أي أفكار سلبية، وتجعل المريض المدمن يفكر في عدد من الأفكار الإيجابية والمعتقدات الايجابية.

والهدف من هذه الخطوات السابقة هو جعل المريض يفكر في الأفكار الإيجابية  لتحل محل الأفكار السلبية، وتبني لدى المريض عدد من المعتقدات الإيجابية عن  نفسه، وعندما يتحقق ذلك الهدف، فإن الذاكرة الصادمة لن تتحكم في المريض بعد ذلك ولم تعد تحبط المريض أو تتحكم في السلوك الذي يسلكه.

وخلال جلسة EMDR، قد یواجھ  المريض المدمن العديد من الصعوبات منها التفكير في المشاعر الشديدة أو القاسية، ولکن بحلول نھایة الجلسة، یبلغ معظم المرضى الهدف المرجو من الجلسة، حيث يشعر المريض  بتغيير ملحوظ ، ويشعر المدمن أنه قد تعافى ولم يعد يعاني من الاضطراب.

ذلك بعد نجاح دورة دواء إمدر، وبعد الجلسة يعود دماغ المدمن إلى المعالجة العادية  للأمور دون الرجوع الى الافكار السلبية، حيث لم يعد يشعر المريض بالقلق والتوتر، ولا يعنى ذلك أن المريض لم يعد يتذكر المواقف السلبية او الصادمة، بل ان المريض لا يزال يتذكر ما حدث، ولكن الذاكرة الآن قد أصبحت أقل إثارة لهذه المواقف السلبية والصادمة.

 

العلاج EMDR كعلاج فعال لتناسي الصدمات الجارحة التي تعرض لها الفرد

وقد أظهرت عدة  دراسات أن المدير هو علاج فعال لما يلي:

  • الإدمان.
  • تناسي خبر فقدان أحد أفراد أسرته.
  • علاج مضاعفات ما بعد الصدمة أو الإجهاد وجعل الإنسان يتناسى المخاوف الهائلة التي تحيط به.
  • يجعل الانسان يتناسى صدمات الطفولة أو سوء المعاملة من قبل بعض الناس.
  • نسيان لحظات الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
  • يقلل من اضطرابات الأكل وبعض الاضطرابات الانفصامية.
  • تجعل الانسان ينسى اضطرابات تشوه الجسم وما شابه ذلك من أمور مقلقة.

 

وفي اطار ذلك فقد اعترفت الجمعية الأمريكية للطب النفسي ومنظمة الصحة العالمية والإدارات الأمريكية  لشؤون المحاربين القدامى والدفاع والصحة والخدمات الإنسانية بأن EMDR يستخدم بالفعل كعلاج فعال للصدمات النفسية التي تسيطر على الإنسان، وذلك بعد أن تم  فحص عدد من الأشخاص، وأثبتت الدراسات الحديثة بعد إتمام هذا الفحص أن إمدر يقلل بشكل فعال أو يزيل أعراض الإجهاد التي تحدث للإنسان ما بعد التعرض لصدمة أو حدث مؤسف ما.

وتوفر العديد من المراكز المتميزة  نهجا شاملا ومتكاملا طبيا لعلاج الإدمان.

لتحقيق الانتعاش والشفاء  الدائم، حيث يجب معالجة جميع الأسباب الكامنة وراء الإدمان، بما في ذلك الصدمة، ولذلك تستخدم هذه المراكز الدواء إمدر في علاج الإدمان، حيث أنه إذا استمرت الصدمة دون علاج، فإن السبب وراء إدمان الشخص ما زال قائما.

هذا هو السبب الذي جعل هذه المراكز إلى استخدام إمدر وقد أصبح جزء لا يتجزأ من علاج الإدمان. في النهاية يعد دواء إمدر هو العلاج الفسيولوجي  الذي يساعد على شفاء الناس من الأعراض الناجمة عن الصدمة النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الإنسان، ويعمل هذا الدواء على حل مشكلة الضائقة العاطفية التي تنتج عن تجارب الحياة السلبية.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here