فوائد التأمل للعلاج من الإدمان

فوائد التأمل للعلاج من الإدمان

التأمل هو طقس عبارة عن  ممارسة يقوم فيها الفرد بتدريب عقله لتحفيز الوعي الداخلي لديه ، و يحصل في المقابل على عدد من الفوائد المعنوية و الذهنية. ويعد التأمل في كثير من الأحيان  تمرين هام ومفيد جدا للجسم والعقل والروح إذا مارسته بطريقة صحيحة فقد يقودك إلى التخلص من الكثير من المشاعر السلبية لديك ويجعل منك إنساناً صادقا مع نفسك ومع الآخرين والمحيطين بك. وفي إطار ذلك فقد أثبتت العديد من البحوث ان التامل له علاقة وطيدة بعلاج الإدمان، بل وأنه سبيل من سبل معالجة الإدمان على المواد المخدرة والإدمان على الإلكترونيات والإدمان على أي شيء آخر أيضا، أي أنه يساهم في علاج الإدمان بكافة أنواعه. ومن هنا اعزائنا متابعين يسعدنا ان نقدم لكم هذا الموضوع الهام عن العلاقة بين التأمل والعلاج من الإدمان ، فوائد التأمل للعلاج من الإدمان.

كما نعلم جميعا فإن الإدمان يؤدي إلى  حدوث اختلال التوازن في الجهاز العصبي لأي إنسان ،  أي أن الإدمان في الأصل يؤدي إلى سيطرة المواد المخدرة على الجهاز العصبي والمستقبلات العصبية لدى الإنسان، وقد ثبت أن هذا الخلل في الجهاز العصبي لدى الإنسان هو المسؤول الرئيسي عن الكثير من الأمراض العقلية والنفسية والجسمانية،  ومنها مشاكل في الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب واضطرابات المزاج التى تحدث بشكل متقطع ايضا.

فماذا لو قلنا لك أن التأمل اليومي يمكن أن تجعلك أكثر مرونة وأكثر صحة؟ ماذا لو كان صفاء  الذهن الناتج عن التأمل يمكن أن يحسن صحتك البدنية والعقلية أيضا؟ هل يمكن أن يكون التأمل حقا “تذكرة ذهبية” للتعافي من كل الأمراض النفسية التي تواجهنا؟

 

ماذا يفعل التأمل في عقولنا و أذهاننا؟

تحدث الكثير من التغييرات العقلية والدماغية في جهازنا العصبي عند  ممارسة رياضة التأمل . ويمكن ايضا ان نقول ان ممارسة التأمل بشكل يومي  يعمل على تقوية عضلاتنا العقلية والدماغية ، وهناك عدد من الفوائد للتأمل،

  • يجعلك التأمل تدرك ذاتك و أفكارك وعواطفك وذلك يعزز القبول الذاتي لديك ويحسن أدائك وشعورك بذاتك ، ويجعلك تفكر بشكل إيجابي تماما. كما نبدأ في حب ذاتك وفهمها بشكل أوضح .
  • يؤثر التأمل  بشكل إيجابي على الجسم والعقل. حيث أشارت البحوث أن التأمل من الممكن أن يحد من تواجد الأمراض النفسية لدى الفرد ويقلل بشكل كبير من مستويات القلق ومستويات التوتر أيضا، وفي الوقت نفسه يقلل التأمل من خطر الإصابة بالأمراض الجسدية الخطيرة، ومنها  السرطان.
  • تساعد ممارسة التأمل أيضا  على تحسين نوعية انتباهك وتجعلك منتبها لكل ما يدور حولك بشكل أفضل وأكثر فاعلية وتفاعلاً. ويساعدك التأمل على صفاء الذهن ومعرفة  نقاط القوة لديك للعمل على تطويرها

من الجدير بالذكر هنا أن هناك  أنواع مختلفة من التأمل البوذي، والهدف منها ليس فقط لتخفيف المعاناة الناجمة عن الضغط اليومى والنفسي، ولكن لزراعة بعض القيم والأصول الإنسانية والشخصية الأساسية  مثل الرحمة والقوة والحب والتعايش والأمل وما الى ذلك من القيم الإنسانية المرجوة.

يساعد التأمل أيضا في الحفاظ على الدماغ من الشيخوخة، حيث وجدت إحدى الدراسات أن أدمغة من يقومون بممارسة التأمل  لفترات طويلة أكثر نشاطاً من غيرهم، وأكدت الدراسة أن أولئك ممن استمروا في التأمل لمدة 20 عاماً، توجد في ادمغتهم   نسب أعلى من المادة الرمادية التي تتواجد في الجهاز العصبي المركزي للإنسان.

قد اثبتت ايضا ان التأمل يقلل من النشاط في الجزء المسؤول عن معالجة المعلومات الشخصية في الدماغ: حيث وجدت إحدى الدراسات العلمية الحديثة أن التأمل يقلل من النشاط في شبكة الدماغ المسؤولة عن الأفكار المتعلقة بالذات، وتأمل أيضا عدد من  التأثيرات التي تنافس مضادات الاكتئاب والقلق التي يستخدمها العديد من الناس، حيث يساهم التأمل في تقليل أعراض الاكتئاب والقلق والألم الذي ينتاب الانسان، وقد يؤدي التأمل أيضا إلى إحداث تغييرات كبيرة في مناطق رئيسة من الدماغ البشرية، حيث  وجد بعض الباحثين أن التأمل قد يغير من بنية الدماغ الرئيسية للانسان، فهم يرون أن اتباع برنامج التخفيف من التوتر يتطلب في الأساس الاعتماد على التأمل لمدة لا تقل عن 8 أسابيع على التوالي.

يقلل التأمل من حدة القلق، حيث  يبدأ العديد من الأشخاص بممارسة التأمل، لما له من منافع في تقليل التوتر، وهناك العديد من الأدلة على صحة ذلك الأمر ؛ فقد أظهرت البحوث أن ممارسة تقلل من القلق.

ممارسة التأمل للعلاج من الإدمان

يساعد التأمل بالتأكيد  في علاج الإدمان، وذلك حسب ما  أظهرته الدراسات الحديثة، ويمكن اختصار ما قامت هذه الدراسات باثباته في أن التأمل يؤثر على مناطق التحكم بالنفس في دماغ الإنسان، وبالتالي يساعد  التأمل الناس على التخلص من الإدمان على اختلاف أنواع، اى إدمان المواد المخدرة وإدمان الالكترونيات وإدمان أي شيء آخر؛ بحيث يؤدي ممارسة التأمل إلى  تخليصهم من شعور التوق الشديد لما يدمنون عليه كالتدخين مثلاً، وقد أثبتت الدراسات ذلك عقب عمل الكثير من البحوثات على أنواع متعددة من الأشخاص الذين يعانون من الإدمان بشتى أنواعه.

هل يكفي التأمل وحده للعلاج من الإدمان؟

ومن الجدير بالذكر أن ممارسة التأمل وحدها لوقت قصير او طويل بشكل يومي او بشكل دوري لا يمكن ان تكون وحدها علاج الشخص من الإدمان، وخاصة إدمان المواد المخدرة، حيث أن علاج إدمان المواد المخدرة يتطلب المرور بعدد من المراحل، وقد ذكرناها مرارا وتكرارا في عدد من المقالات السابقة إلا أن التأمل أحد الطرق التي تساهم في العلاج والتي من الممكن أن يكون لها دور رئيسي وهام في علاج إدمان المواد المخدرة والكحوليات، كما أن ممارسة التأمل دور فعال في مساعدة الإنسان في التخلص من أي عادة سلبية أو سيئة يقوم بها، ويساعدك ايضا في التخلص من الافكار السلبية كما ذكرنا من قبل في فوائد التأمل.

يجب ان نذكر ايضا ان التأمل ليس علاجاً لجميع الأمراض، لكن هناك العديد من الأدلة التي تبين فوائد ممارسته بانتظام وتأثير ذلك في علاج بعض الأمراض.

تهدف العديد من الشركات مثل: أبل وغوغل، إلى إدخال هذه الممارسة إلى أنشطتها.

لكن حذر بعض العلماء أن هذا قد يؤدي إلى بعض التأثيرات السلبية في ظروف معينة، بالرغم من كونه مفيداً لأغلب الأشخاص ومفيد في اغلب الاحيان ايضا وعليه، لا ضرر من ممارسة التأمل لدقائق قليلة في الصباح أو في المساء او عندما ترغب انت في فعل ذلك، بدلاً من تصفح هاتفك الذكي أو القيام بأي نشاط آخر متكرر او روتيني، واعلم أن ممارسة التأمل لا يمكن أن تقودك إلى أي شيء سلبي، بل إن فوائد ذلك العمل بالتأكيد ستكون ايجابية ومحببه لديك.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here