وجود مدمن في الأسرة: هل يؤثر على الأطفال؟

تأثير إدمان أحد الآباء على الاسرة

إذا كنت على علاقة مع مدمن، إذا كنت قد بدأت التفكير في الامر، “أنا متزوج/ متزوجة من مدمن!”، فاعلم أنه قد لا تنتهي التأثيرات النفسية والسلوكيات المكتسبة التي مررت بها مع المدمن، لأنها  قد تصل إلى نسلك.

 

سيف الإدمان يهدد مستقبل الأطفال

قد يكون أطفال المدمنين مهيئين جينيا سلوك الإدمان وخاصة إذا كانت الأم مدخنة في أثناء حملها،  ذلك يؤدي الى ان ينال الجنين بعضا من الجينات الملوثة بالإدمان من الأم المدمنة، وذلك يتسبب في خروج جيل من المدمنين بالوراثة.

أما إذا تواجد في العائلة مدمن نشط، فيمكن اعتبار تلك الأسرة في أزمة،  على الرغم من إمكانية التغلب على تلك الأزمة، إلا أنه يمكن أن تدوم هذه الأزمة أحيانًا لأسابيع أو شهور أو سنوات أو حتى تمتد الى كامل حياة الطفل وتسبب العديد من الأزمات في حياة الأطفال المستقبلية.

 

قصة واقعية..

غادرت أخيراً وتركت زوجي المدمن، وذهبت مع ابنتي البالغة من العمر خمس سنوات،  انتقلنا من منزل مساحته خمسة وسبعون قدم مربع مع خمس غرف نوم وستة حمامات، إلى غرفة نوم واحدة، وحمام واحد،  كانت الحياة مختلفة ليس فقط من الداخل بل من الخارج أيضًا، وتزوجت، وبدأت في بناء عائلة جديدة رائعة، و شعرت بالحرية لأول مرة، لم يكن لدي أي اتصال مع زوجي السابق، وبالتالي، لم يعد لديه أي تأثير على ابنتي بعد الآن،  لقد غيرت أنماط حياتى غير الصحية. ابنتي لم تتحدث ابدا عن والدها وتتفوق في المدرسة. بدت سعيدة ويبدو أنها مزدهرة. اعتقدت أن كل شيء على ما يرام. لقد حققنا النجاح اخيراً…ولكن السؤال هنا هل تأثرت طفلك بسلوك أباها المدمن قبل أن أغادره؟.

إن تحديد المسار الجيد والمضي قدمًا هو أفضل طريق لكسر دورة الإدمان، ولكن قد تكون هناك ندوب نفسية وفراغات عاطفية وأنماط سلوك غير صحية قد لا يزال طفلك يعيش معها.

 

6 أشياء يمكنك القيام بها لطفلك لتجنب التأثر:

1. كن صريحا:

كن صريحا مع طفلك دون الكشف عن كل التفاصيل السيئة،  وتأكد من أنهم يوقنون أن خطوط الاتصال مفتوحة، واظهر دائما  أنك تهتم بهم وبما يشعرون، أنها طريقة رائعة لدعمهم، ومن المرجح ان تؤدي إلى إعادة بناء الثقة والإيمان بينكم.

 

2. الحفاظ على الصداقة:

حاول ان تحافظ على صداقتك معهم، وحاول أن تجعلهم أطفال طبيعيون، وقم باللعب وممارسة الأنشطة معهم، والأهم من ذلك كله، ان تحاول ان تجعل طفلك يتصرف مثل الأطفال، وتحافظ على صداقتك معه حتى تظل حبال الثقة والأمل دائمة ومستمرة بينكما.

 

3. البحث عن دعم المجتمع:

هناك عدد لا يحصى من البرامج المعدة للأطفال في مراكز علاج الإدمان، ويمكنك ان تحصل على مساعدة لذاتك ولطفلك في هذه المراكز، فقد تم تصميم هذه البرامج لمعالجة قضية الإدمان بلطف والسماح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم حول ما لديهم من خبرة في بيئة آمنة، تستطيع هذه البيئة أن تمحو آثار الإدمان على الطفل.

 

4. البحث عن العلاج:

حتى إذا كنت تعتقد أن طفلك غير متأثر تمامًا بموقفك الإدماني، فمن الأفضل في بعض الأحيان إجراء فحص مزدوج محترف،  في كثير من الأحيان ، سيكون الأطفال أقوياء ولن يخبروا والديهم بما يشعرون، ولكن قد تعلم الكثير وقد تنكشف الكثير من الاسرار عند عرض طفلك على طبيب مختص.

 

مشكلة إدمان الأطفال

بالطبع قد يؤثر إدمان أحد افراد العائلة على الأطفال ويؤدي الى اتجاههم الى تجربة المواد المخدرة والوقوع في فخ الإدمان، ومن هنا جاءت مشكلة إدمان الأطفال وأصبحت مشكلة عالمية.

تعد مشكلة ادمان الاطفال الصغار كارثة عالمية انتقلت الى مختلف الاقطار العربية متأثرة بالقرية الكونية التي نعيش في ظلالها، وتنتشر بشكل أكبر في الدول الأوروبية، فبعدما كان الخطر محدق بطلاب المدارس المراهقين بات الان الخطر ينال من الأطفال الصغار وخاصة أطفال الشوارع والأطفال العاملين في مهن مختلفة أيضا، وذلك بحكم ظروفهم الاقتصادية القاسية وحياتهم الصعبة التى أدت الى جعلهم يبحثون عن اى شيء للهروب من عالم الواقع الى عالم أخر.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here