حقائق ومعلومات هامة قد لا تعرفها عن الإدمان الرقمي وخطورته

الإدمان الرقمي.. هل سمعت هذا المصطلح من قبل؟ ربما تعرفه من خلال مصطلح أكثر شيوعًا مثل “إدمان الإنترنت”، أظن أنك تعرفه جيدًا وربما تعتقد أنك أحد الذين يعانون منه، أو تعرف شخصًا تشك أنه يعاني من الاستخدام المرضي للإنترنت؟ ولكن كيف تتأكد من ذلك؟ سوف يساعدك هذا المقال على معرفة علامات إدمان الإنترنت وما هي أسبابه وكيفية علاجه، والعديد من المعلومات الهامة حول إدمان العصر الجديد وهو إدمان التكنولوجيا.

ما هو الإدمان الرقمي أو إدمان الإنترنت؟

الإدمان الرقمي أو إدمان الإنترنت هو أحد أنواع الإدمان السلوكي، ويعني اعتماد الشخص نفسيًا على استخدام الإنترنت أو أحد الأشياء المرتبطة به، واعتباره طريقة للتكيف مع ظروف الحياتية الصعبة

وأصبح الإدمان الرقمي مشكلة نفسية معترف بها في العديد من البلدان التي أصبح إدمان الإنترنت شائعًا بأعداد كبيرة بين الناس، مثل كوريا الجنوبية، وكذلك أصبح مصدر قلق في آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا.

وينطوي الإدمان الرقمي على قضاء الكثير من الوقت أمام الكمبيوتر لدرجة إهمال الأشخاص المصابين به لـ مناحي الحياة الهامة وجعل الإنترنت مركز حياتهم، ولهذا تأثير ضار على الصحة النفسية والأداء العقلي وفقًا لدراسات علمية أجريت منذ أغسطس 2017، قدمت أدلة كافية على ضرورة الانتباه لهذه المشكلة وإدراجها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، إذا أنه لم يتم الاعتراف به كـ اضطراب نفسي رسميًا حتى الآن.

ومن الأسماء الأخرى التي تطلق على إدمان الإنترنت “استخدام الكمبيوتر القهري، الاعتماد على الإنترنت، الاستخدام المرضي للإنترنت”.

أنواع الإدمان الرقمي وما هي أعراضه؟

أنواع الإدمان الرقمي التي تم تحديدها تشمل ثلاثة فروع، تغطي الطرق الأساسية لاستخدام الإنترنت، تعرف عليهم بالتفصيل فيما يلي:

• الألعاب الإلكترونية

تعد الألعاب الإلكترونية من أكثر المجالات شيوعًا التي تجعل البعض يقضي معظم الوقت على الإنترنت، دون أن يشعر بذلك.

• تصفح المواقع الإباحية

بعض الألعاب الإلكترونية تحتوي على عناصر إباحية، مما يجعل الشخص يشعر بالفضول تجاه هذا المجال، وينسحب تدريجيًا إليه، حتى يصبح مدمنًا على المواد الإباحية عبر الإنترنت، مما يؤثر على العلاقات الطبيعية في الحياة الواقعية.

• وسائل التواصل الاجتماعي

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “فيسبوك” تعد وسيلة لإنشاء علاقات بديلة للعلاقات الواقعية مع العائلة والأصدقاء، وتؤدي لتدميرها أيضًا.

أيضًا توجد طرق إدمان أخرى للإنترنت، تشمل:

• الرسائل النصية

إرسال الرسائل النصية والتي من بينها نصوص جنسية صريحة، كذلك إرسال الصور الإباحية، أدى ذلك إلى تعرض العديد من الأشخاص لمشاكل قانونية، من بينها تهمة استغلال الأطفال في المواد الإباحية.

• المقامرة عبر الإنترنت

بعض الألعاب عبر الإنترنت تتضمن المقامرة المالية، والتي أصبح البعض يمارس هذا النوع من المقامرة قهريًا وقضاء معظم الوقت على الإنترنت دون أن يشعر.

• التسوق عبر الإنترنت

التسوق عبر الإنترنت وسهولة البيع والشراء وأنت جالس في منزلك، جعل الكثير من الناس لديهم هوس الشراء وعدم التوجه للمتاجر أو الأسواق الواقعية، والإفراط في إنفاق المال على مواقع البيع الإلكترونية والتعرض للكثير من عمليات النصب والأضرار الأخرى.

إذن.. هل هناك علامات تعرف بها إذا كنت مدمن إنترنت أم لا؟ إليك الإجابة..

أعراض الإدمان الرقمي

أعراض الإدمان الرقمي هي مجموعة من السلوكيات والأعراض الجسدية التي يمكنك من خلالها معرفة إذا كنت أنت أو أحد أحبائك يعاني من إدمان الإنترنت، وتتضمن هذه العلامات:

الأعراض الجسدية التي تكشف إدمان الإنترنت:

• آلام في الظهر.

• الصداع.

• زيادة\ فقدان الوزن.

• تشوش الرؤية.

• اضطرابات في النوم.

أيضًا هناك استبيان لكشف السلوك الإدماني، وضعته الطبيبة كيمبرلي يونغ، يطلق عليه اختبار إدمان الإنترنت، يتضمن 20 سؤالًا، مثل:

• كم مرة قضيت على الإنترنت وقتًا أطول مما حددت مسبقًا؟
• هل أخبرك الآخرين أنك تستغرق وقتًا طويلًا جدًا في استخدام الإنترنت؟
• كم مرة شعرت بالاشتياق للانتهاء مما تفعل حتى تعود سريعًا للإنترنت؟

ويمكن للشخص الاختيار من الإجابات التالية: “غالبًا، نادرًا، دائمًا، أحيانًا” ولكل إجابة قيمة عددية يتم من خلالها قياس مدى شدة إدمان الإنترنت.

ومن الأعراض الأكثر شيوعًا لإدمان  الإنترنت التي يمكنك من خلالها معرفة إذا كنت مدمنًا أو لا، ما يلي:

1. حالة انتظار دائمة لـ الجلسة القادمة على الإنترنت.

2. الحاجة لقضاء وقت أطول على الإنترنت حتى تشعر بالرضا.

3. تبذل جهد كبير حتى تتحكم في استخدام الإنترنت لكنك تفشل.

4. استغراق وقت أطول على الإنترنت من المقصود في البداية.

5. تكون سريع الانفعال ومضطرب مزاجيًا ومكتئبًا إذا تم فصل الإنترنت أو أثناء محاولات خفض أوقات استخدامك.

6. التعرض للخطر أو فقدان الوظيفة أو العلاقات الواقعية نتيجة استخدام الإنترنت.

7. الكذب على أفراد أسرتك أو المحيطين بك حول الوقت الذي تستغرقه في استخدام الإنترنت.

8. استخدام الإنترنت كوسيلة للهروب من المشاكل أو الضغوط النفسية أو تحسين حالتك المزاجية.

مقالة مميزة عن :11 من أعراض إدمان الإنترنت و7 من أضرار إدمان الإنترنت

تعرف على أسباب الإدمان الرقمي

أسباب الإدمان الرقمي متعددة وعادة ترتبط بالصحة النفسية والمشاكل في التواصل الاجتماعي الواقعي، وبعض السمات الشخصية، نتعرف عليها بالتفصيل كما يلي:

• فقدان الثقة

الاختفاء خلف شاشة الكمبيوتر أو الهاتف الخلوي يجعل من السهل على الأشخاص الذين يعانون من فقدان الثقة بالنفس التواصل مع الآخرين والظهور بهوية وهمية.

• تحسين الحالة المزاجية

الألعاب الإلكترونية أحد مسببات المتعة، التي تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية عن طريق زيادة إطلاق مادة الدوبامين في الدماغ، مما يسبب تكرار التجربة مرة أخرى وخاصة عند المراهقين.

• الإصابة بالقلق أو الاكتئاب

يلجأ بعض الأشخاص المصابين بالقلق أو الاكتئاب إلى لـ استخدام الإنترنت كوسيلة للتخفيف من المشكلة النفسية التي يعانون منها.

• القلق أو الخجل الاجتماعي

أحد الأسباب الأساسية لـ الإدمان الرقمي هو الإصابة بالخجل الاجتماعي، الذي يدفع المصابين به إلى تكوين علاقات بديلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقضاء معظم الوقت على الإنترنت بدلًا من الواقع.

هل الإدمان الرقمي أخطر من إدمان المخدرات؟

الإدمان الرقمي وإدمان المخدرات، كلاهما يحمل العديد من المخاطر، ولكن التأثيرات والأضرار مختلفة، نظرًا لتأثير إدمان المخدرات على كافة الأجهزة الحيوية في الجسم، مثل القلب والدماغ والكبد والكلى والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، إلا أن خطورة الإدمان الرقمي تتعلق بالمشاكل النفسية التي قد تحدث، مثل:

• العزلة الاجتماعية.
• زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
• الإصابة بالقلق الاجتماعي وضعف القدرة على التواصل الاجتماعي في الواقع.
• إهمال الواجبات الاجتماعية والمهام الوظيفية أو الأسرية.

تعرف علي : 5 من أسباب إدمان المخدرات – إحصائيات إدمان المخدرات في مصر

خطورة الإدمان على الأطفال وطرق علاجه

خطورة إدمان الإنترنت على الأطفال تفوق خطورته على البالغين، ذلك لأنهم يفتقرون إلى الوعي اللازم لإدراك كيفية استخدام الإنترنت بشكل صحيح، ولا يملكون فكرة حول الأضرار التي قد تنتج عن استخدامه، ومن أهم مخاطر استخدام الأطفال للإنترنت، ما يلي:

• فصلهم عن العالم المحيط، وفقدان التفاعل مع البيئة والأشخاص حولهم.

• زيادة خطر مشاركة الأطفال في “التسلط عبر الإنترنت” سواء أصبحوا ضحايا أو جناة.

• استخدام الإنترنت في المشاركة بالمواد الإباحية أو التعرف عليها بصورة خاطئة أو نشر صور إباحية أو رسائل نصية، مما قد يعرضهم لـ إدمان الجنس والعديد من المخاطر الجنسية.

• زيادة خطورة إدمان الألعاب الإلكترونية.

• فقدان التنمية الصحية للعلاقات الاجتماعية، وتعزيز العزلة والشعور بالوحدة.

إدمان الإنترنت لدى المراهقين وما هي أسبابه:

كشفت الأبحاث أن هناك 92 بالمائة من المراهقين يستخدمون الإنترنت بشكل يومي، من بينهم 24 بالمائة يبقون متصلين على مدار اليوم، ومن أهم عوامل الخطر التي تفسر إدمان الإنترنت لدى المراهقين، ما يلي:

• إهمال الأبوين أو التعرض لسوء المعاملة.

• المراهقين الذين يعانون من القلق الاجتماعي.

• الحاجة الملحة للتعرف على مناحي جديدة في الحياة.

• المراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

• الإصابة باضطرابات أخرى، مثل الوسواس القهري والاكتئاب.

 شاهد فيديو مميز عن علاج إدمان الموبايل والألعاب الإكترونية لدي الأطفال والمراهقين

كيفية التخلص من إدمان الانترنت بخطوات بسيطة

التخلص من إدمان الإنترنت بخطوات بسيطة عن طريق التوجه إلى الطبيب النفسي أو إحدى مستشفيات الطب النفسي، ويتضمن علاج الإدمان الرقمي، الطرق التالية:

• العلاج السلوكي المعرفي

 أو ما يطلق علي العلاج السلوكي المعرفي  العلاج بالكلام، هو الطريقة الأكثر فعالية في علاج أنواع الإدمان السلوكي، وهو عبارة عن مجموعة من الجلسات مع الطبيب النفسي، تهدف إلى تعلم إدارة الأفكار والمشاعر وذلك لتعديل السلوكيات، وتعلم كيفية السيطرة على وقتك الذي تقضيه في استخدام الإنترنت، واكتساب مهارات للتعامل مع الوقت بصورة إيجابية، والتحدث عن مخاوفك وأسباب إدمان الإنترنت، ويقوم الطبيب بعلاجها وتوجيه أفكارك بطريقة صحية.

• العلاج الدوائي

لا يستخدم عادة العلاج الدوائي في حالات الإدمان السلوكي مثل الإدمان الرقمي، ولكن يلجأ له الطبيب في حالات الإدمان التي تنطوي على الاكتئاب أو اضطرابات القلق، ومن أكثر الأدوية شيوعًا مضادات الاكتئاب، ومضادات القلق.

أهم الأسئلة الشائعة

كيف أعرف عدد ساعات إدمان الإنترنت؟

عدد ساعات إدمان الإنترنت الذي يشير إلى زيادة الوضع سوءً هو قضاء ما يزيد عن 4 ساعات يوميًا على الإنترنت.

هل يمكن الوقاية من إدمان الإنترنت؟

نعم، يمكن الوقاية من إدمان الإنترنت عن طريق تنظيم الوقت وتعديل أنماط الحياة، وممارسة الرياضة يوميًا، وتحديد جدول زمني لكافة المهام اليومية التي تقوم بها ومن بينها تصفح الإنترنت.