بات العالم اليوم مصدرا للعديد من المشاعر المضطربة والسلبية، فضلا عن تنامي وانتشار العديد من الأشياء التي تسلب الإنسان طاقته وإرادته.
إدمان المخدرات هو أحد تلك الأشياء التي تجعل الإنسان يبتعد تماما عن طريق الصواب ويفعل عده أشياء قد تنتهي به إلى قتل الآخرين او حتى الانتحار.
تتعدد أسباب إقبال الآخرين على تناول تلك المواد المخدرة، و بالتأكيد كلها أسباب وهمية ولا تمس الواقع.
إنما يتجه إليها الشباب بغرض الحصول على سعادة وهمية ولذة كاذبة.
في هذه المقالة سوف نتحدث عن إدمان المخدرات، والأسباب التي تدفع الشباب إلى تناولها، فضلا عن إعطاء بعض الإحصائيات والأرقام التي تخص إدمان المخدرات في مصر.
تعريف إدمان المخدرات
يمكن تعريف إدمان المخدرات بأنه احتياج الشخص لتناول مادة ما أو عقار معين، بحيث يصبح تأثير تلك المادة ظاهرا على كافة سلوكياته حياته اليومية المعتادة.
بمرور الوقت يتخيل هذا الشخص انه لا يستطيع ان يستغنى تماما عن تلك المادة، وبمجرد أن ينتهي تأثير مفعولها فإنه يبحث مرة أخرى عن تناول المزيد منها.
ويمتد تأثير إدمان المخدرات على حالته النفسية والمزاجية والجسدية، ويصبح غير قادر على القيام بكافة الأعمال والمسؤوليات التي تطلب منه سواء من ناحية المنزل أو العمل.
إذا تصادف نقصان تلك المادة المخدرة فانه يقوم بالبحث عنها بكافة الطرق والأساليب لتناولها مرة أخرى، وحتى لو اضطره ذلك إلى القيام ببعض الأعمال التي يجرمها القانون كالسرقة والقتل وغيرها من الأفعال المشينة.
إحصائيات وأرقام تخص إدمان المخدرات في مصر
في أحدث الدراسات التي قامت بها وزارة الصحة لمعرفة نسبة إدمان المخدرات بين طلاب المدارس الثانوية لعام2017/2018، وجدوا أن هناك بعض الأرقام والنسب المخيفة بين هؤلاء التلاميذ.
تمت تلك الدراسات على مختلف محافظات مصر ووجدوا أن نسبة من يقوم بتدخين مخدر الحشيش تمثل 0.5% من إجمالي طلاب مصر، أما هؤلاء الذين يتناولون الأقراص المهدئة فقد بلغت النسبة 0.45%.
أحد أشهر تلك الأقراص هو عقار الترامادول والذي بلغت نسبة إدمانه بين طلاب مصر حوالي 0.34%، أما مخدر الأفيون فقد بلغت نسبة إدمانه 0.24%.
ربما تتخيل عزيزي القارئ أن مثل هذه النسبة نسب صغيرة ولكن طبقا للأبحاث والنسب العالمية فإن هذه الأرقام تعتبر مخيفة بالنسبة إلى طلاب ما زالوا في المرحلة الثانوية.
من المعروف في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية يحذر ويجرم على هؤلاء الطلاب ان يتناولوا المواد الكحولية أو المخدرات بوجه عام.
5 من أسباب إدمان المخدرات
أسباب إدمان المخدرات متعددة ومتنوعة، بعضها يرجع إلى عوامل داخلية أو نفسية والبعض الأخر يرجع إلى عوامل خارجية.
في هذه الفقرة سوف نقدم بعض من المؤثرات أو المسببات التي تدفع الشباب إلي إدمان المخدرات وهي:
البعد عن الله وضعف الوازع الديني لدى المتعاطي:
بالتأكيد إذا كان الشخص مقربا إلى الله فإن ذلك سوف يساهم في في عدم تعاطيه للمخدرات.
بالعكس سوف يفكر مرات عديدة قبل أن يقبل على الانغماس في هذا الطريق مهما كانت الدوافع أو الأسباب.
التعاليم الدينية التي يتم غرسها منذ الصغر لدي الأطفال تساعدهم كثيرا على مواجهة مثل تلك الأنواع من الضغوطات وطرق الشر.
أصدقاء السوء:
كلما كانت الدائرة المقربة للشخص ناجحة وأكثر تفوقا في المرحلة الدراسية، كلما تأكدنا أن هذا الشخص محصن أمام هذه الإغراءات.
وهناك العديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية التي تم إجراؤها على عدد من المتعاطين.
توصلت أن من أسباب إدمان المخدرات لأول مرة هو إلحاح أصدقاء السوء على المتعاطي كنوع من أنواع المشاركة في ما بينهم.
عادة ما يتم تناول هذه المخدرات على سبيل التجربة ولو لمرة واحدة حتى يتعود عليها وتصبح المخدرات بالنسبة له عادة.
الفراغ:
يلعب الفراغ دورا كبيرا في إدمان المخدرات وخصوصا في الوقت الحالي.
عدم توفر الأماكن المناسبة والاجتماعية والتي تساعد الشباب على إطلاق طاقاتهم المكبوتة في الأعمال المفيدة.
كلما كان وقت الفراغ كبيرا بالنسبة إلي الشاب كلما كان طريق إدمان المخدرات سهلا.
لذلك يجب علينا تدريب الأطفال منذ الصغر أن يقوموا باستغلال أوقات فراغهم الاستغلال الأمثل للحفاظ على حياتهم.
الربط بين المخدرات والقدرة الجنسية:
هناك اعتقاد شائع ومنتشر بين أوساط الشباب بأن للمخدرات القدرة على تحسين الحياة الجنسية والرفع من كفاءتهم الزوجية.
يظهر ذلك من خلال بحوث الاستقصاء التي تم إجراؤها على عدد من متعاطي التامول والترامادول. حيث دائما ما كانت إجاباتهم بأن تلك المخدرات لها القدرة على إطالة فترة الجماع والوصول الى أقصى لذة الجنسية.
الواقع أن هذا الربط بين إدمان المخدرات والقدرة الجنسية ما هو إلا بدعة.
ما يحدث هو العكس تماما، وتؤدي تلك الممارسات إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض الجنسية.
التعرض إلى مجموعة من الضغوط النفسية والاجتماعية:
قد يكون ذلك أحد أسباب إدمان المخدرات.
حيث أن المتعاطي دائما ما يعتقد أن إدمان المخدرات سوف يدفعه إلي النسيان والبعد عن تلك المشكلات والهموم الاجتماعية.
لكن على النقيض تماما فإن تلك المخدرات تجعله يبتعد عن التفكير السليم لحل تلك النوعية من المشكلات، وتدفعه إلي الخطر الأكبر وهو إدمان المخدرات.
تلك كانت مجموعة من أسباب إدمان المخدرات الشائعة، ولكننا نذكرك عزيزي القارئ أنه لا يوجد سبب حقيقي يدفع الشخص إلي تناول تلك المواد المخدرة.
