متى تتحول المهدئات من علاج إلى ادمان؟

    ادمان المهدئات


    من المعروف أن المهدئات هي أحد الأدوية الطبية الشائعة المنتشرة بين الناس والتي يتم تناولها لعلاج الاضطرابات النفسية المختلفة من قلق واكتئاب ونوبات عنف وهياج، ولكن مع استمرار التعاطي بشكل واسع ودون رقابة طبية فإنها تسبب إدمان المريض بالإضافة إلى حدوث إنتكاسة في حالته المرضية السابقة التي كان يعمل على علاجها وتظهر عليه أعراض نفسية وجسدية تشمل خلل في ثبات الجسم و تباطؤ في دقات القلب والجهاز التنفسي وهلاوس سمعية وبصرية تحتم عليه اللجوء إلى المساعدة الطبية للتوقف عن التعاطي تدريجيا دون مضاعفات أخرى.

     

    ما هي المهدئات؟

    تعد المهدئات أحد العقاقير الطبية المستخرجة من مادة الباربيتورات المخدرة والتي تعمل على السيطرة على الجهاز العصبي وتثبيطه وتترك آثار نفسية وجسدية خطيرة إذا تم استخدامها خارج الإرشاد الطبي لما تسببه من اعتماد نفسي يدفع بالمتعاطي الى الدخول في دائرة الإدمان، و تستخدم المهدئات في علاج الأمراض النفسية وحالات اليقظة وانعدام النوم والقلق الشديد نظرا لأنها تعمل على إعادة توصيل الشحنات الكهربائية إلى المخ فتدخل المريض في حالة من الثبات والهدوء ولكن باستمرار التعاطي و بجرعات كبيرة فإن تأثيرها العلاجي يختلف لينقلب بشكل عكسي ويزيد من سوء الحالة المرضية.

     

    هل يؤدي تعاطي المهدئات إلى الإدمان؟

    لا شك أن أحد الآثار الجانبية المترتبة على تعاطي المهدئات خارج الإرشاد الطبي هو تسببها في إدمان المريض إذا تم تناولها بجرعات عالية ولفترات طويلة نظرا لوجود المادة الفعالة المخدرة المحدثة للإدمان التي تسيطر على الجهاز العصبي وتعمل على تسكينه، بالإضافة إلى عدم قدرة المدمن عن التوقف عن تعاطيها إذا أراد وتدخله في أعراض انسحابية تحتاج إلى تدخل طبي وعلاج متكامل.

     

    اعراض ادمان المهدئات:

    نتيجة التعاطي المفرط للمهدئات الذي يؤدي إلى الاعتماد النفسي والجسدي و ينتج عنه ظهور أثار جانبية خطيرة على الصحة العامة للمريض لا يستطيع التخلص منها تظهر أعراض جانبية ملموسة أبرزها:

    • اضطراب النوم الذي يتخلله الكوابيس.
    • اختلال في ثبات الجسم.
    • تشوش في التفكير.
    • ضعف في الذاكرة.
    • انخفاض في كفاءة الأداء.
    • الشعور بالدوخة.
    • عودة الأعراض الطبية السابقة لتناول العقار.
    • النوم المستمر.
    • القلق والارتباك.
    • تباطؤ في دقات القلب والتنفس.
    • خلل في التركيز والحكم.
    • تأرجح في المزاج والقيام بسلوكيات غير ملائمة.
    • الاعتماد النفسي والإدمان.
    • الوفاة نتيجة تناول جرعات زائدة.
    • التحدث بشكل غير مفهوم (غمغمة الحديث).
    • تضخم في بؤبؤ العين.
    • ارتعاش اليدين.
    • عدم القدرة على تحديد الاتجاه.
    • الاكتئاب.
    • الهلاوس.


    أعراض انسحاب المهدئات:


    تظهر اعراض انسحاب المهدئات على المدمن بعد التوقف عن تعاطي الجرعة المعتادة أو تقليلها بعد 12 إلى 24 ساعة من تعاطي آخر جرعة وقد تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام، ماعدا بعض الادوية مثل الفاليوم أو الليبريوم التي تبدأ الأعراض الانسحابية خلال يوم إلى يومين وقد تستمر إلى 8 أيام وأبرز تلك الأعراض:

    • النوبات الصرعية.
    • المشاعر الاضطهادية.
    • ازدياد القلق والأرق.
    • الميل إلى الاستثارة.
    • الغثيان
    • الرعشة.
    • التوتر العضلي.
    • الصداع.
    • الالتواء العضلي.
    • اختلال الشعور بالواقع.
    • الغضب والتهيج.
    • اضطراب في النوم يتخلله كوابيس.
    • فقدان الشهية.
    • ارتفاع في ضربات القلب ومعدل التنفس.
    • ضغط دم غير طبيعي.
    • ارتفاع في درجة الحرارة.
    • الهلاوس التي تؤدي الى نوبات قلبية وسكتات دماغية.
    • آلام في الرأس والجسد.
    • حساسية من الضوء والصوت.
    • مشاكل في الذاكرة.
    • عدم القدرة على التركيز.

     

    تأثير المهدئات على الحمل والرضاعة:

    لا ينصح دائما باستخدام المهدئات خلال فترة الحمل والرضاعة وخاصة في الثلاثة أشهر الأولى التي يتكون فيها الجنين إلا للضرورة القصوى وبإشراف طبي دقيق للغاية، وذلك نتيجة للآثار الجانبية التي تترتب عليها أبرزها انتقال المخدر إلى الجنين عبر المشيمة سواء في فترة الحمل أو بعده عن طريق الرضاعة، فتعرض الطفل لخطر أعراض الانسحاب التى يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.


    كيفية علاج إدمان المهدئات؟

    نتيجة للآثار الجانبية الخطيرة التي تترتب على إدمان المهدئات وما تتركها من نتائج سلبية على الصحة العامة للمدمن، فإن ضرورة التوقف عن التعاطي يصبح أمر في غاية الأهمية ويستدعي ادرج المدمن في أحد مصحات علاج الإدمان وذلك نظرا للخطورة الشديدة لأعراض الانسحاب التي تستوجب رقابة طبية مستمرة ودعم بالأدوية والعقاقير لمساعدة الجسم على التحمل والمقاومة

    تليها مرحلة العلاج النفسي التي تهتم بعلاج الأمراض النفسية المترتبة على تعاطي المخدر والأسباب التي دفعت المريض إلى الإدمان،

    تاتى بعدها مرحلة التأهيل الإجتماعي وفيها يستعد المريض المتعافي للعودة إلى الحياة الاجتماعية مرة اخرى قبل الادمان مع دعمه المستمر بالنصائح والإرشادات التي تؤهله إلى التعامل والعودة إلى وضعه الطبيعية حتى لا يتعرض إلى الإنتكاسة مع مساعدته لإصلاح حياته العملية والأسرية التي اعتراها القصور والانهيار.

     

    اترك تعليقك

    يرجي كتابت تعليقك
    Please enter your name here