علاج الأعراض الانسحابية

علاج اعراض الانسحاب

تعد الأعراض الانسحابية من أهم  المشاكل التي تواجه القائمين على علاج الاشخاص المدمنين  وهذه الأعراض تحدث للشخص المدمن نتيجة التوقف عن تناول الشخص للمخدر ومنها الصداع والقلق وغيرها من الأعراض القاسية التي تستلزم التدخل للعلاج ومحاولة السيطرة على هذه الأعراض.

الاعراض الانسحابية التي تحدث للشخص المدمن:

أولى تلك المشاكل هي الرغبة الملحة في العودة للمخدرات و يستمر هذا الشعور عدة أشهر بعد العلاج . ويكون هذا الإحساس والرغبة في العودة للمخدرات نتيجة لتعوده لمدة طويلة على تعاطي تلك المخدرات وعلى الأصدقاء والرفاق الذين كانوا يرافقونه في التعاطي والأماكن التي كان يذهب إليها مما يجعله في احتياج شديد قطع العلاقة نهائيا بهؤلاء الأصدقاء وتلك الأماكن التي لها علاقة بالإدمان كما ولابد أن تكون لديه إرادة قوية لمقاومة تلك الرغبات الملحة وهذه الإجراءات المحيطة به .

حتى لا يستسلم لها مرة أخرى ، حيث يظهر هنا  وقت الأسرة ومدى الرقابة الصارمة على الشخص المدمن والالتزام التام والكامل بالعلاج وأوقاته والالتزام بحضور الجلسات المخصصة للعلاج وعدم العودة مرة اخرى الى الاسباب التي دفعت هذا الشخص للاتجاه إلى الإدمان ،كما ينبغى ضرورة دفع الشخص المدمن إلى الالتزام الدينى والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من خلال المداومة على الصلاة وقراءة القرآن والبعد عن أصدقاء السوء ومن كانوا فى السابق سببا فى ادمان هذا الشخص

وبالطبع يجب محاولة قتل الوقت من خلال ممارسة الرياضة ومحاولة العودة الهوايات المفضلة لديه فى السابق على سبيل المثال الذهاب إلى مشاهدة مباراة كروية لفريقه المفضل او الذهاب الى السينما لمشاهدة عمل سينمائي لنجمه المفضل أو أي هواية مفيدة تساهم فى قتل الوقت والقضاء على الفراغ حيث أنه يعد العدو الأول لأى شخص ،فى هذه المرحلة يكون الضغط كبيرا جدا على الشخص المدمن وبالتالى يجب ان تكون الدافعية الذاتية لدى الشخص المدمن كبيرة جدا حتى لا بعود الى ادمانه مرة اخرى ونسأل الله السفاء لجميع المرضى.

كما تتطلب منه تلك المرحلة التعرف على أصدقاء جدد يدفعوه للإصلاح ويأخذون بيده لمواجهة تلك المرحلة ، وأن يستطيع الاستغناء بها عن رفقاء السوء القدامى، ولكنه للأسف قد يجد صعوبات في تكوين صداقات جديدة من هذا النوع نظرا لسمعته القديمة وادمانه.

 

أعراض الادمان

يتعرض المدمن للعديد من الأعراض الظاهرة التي يلاحظها الناس من حوله مثل التغير في السلوك وتضارب الانفعالات ما بين الشعور بالنشوة والسعادة بعد أخذ الجرعة والتوتر والعصبية الزائدة قبل الحصول عليها  ، كما يظهر عليه أيضا إحمرار العينين وكثرة الاستنشاق وسيلان الأنف و يشعر بالصداع المستمر   

والأرق  ، وعدم الرغبة في الطعام ، ومن الأعراض التي تظهر لأهل المدمن يلاحظونها في المنزل الطلب المستمر للمال دون مبرر ، أو غياب المتعلقات من المنزل ، والغياب خارج المنزل بصفة مستمرة ، وانسحاب المريض بالإدمان من جو الأسرة ويصبح له عالمه الخاص .

أما عن الأعراض المرضية أو الامراض التي قد تصيب مدمني المخدرات فهي عديدة وخطيرة ومنها :

  1.  اختلال التوازن الحركي
  2.  مشاكل في الجهاز العصبي والدماغ
  3.  مشاكل في الإدراك بصفة عامة إدراكه للأحجام والزمن والأطوال .
  4.  قد يصاب پاحدى الأمراض المعدية الخطيرة كالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي.
  5. اضطرابات القلب، وارتفاع ضغط الدم ،ما قد يسبب  حدوث انفجار الشرايين والموت المفاجئ.
  6.  الإصابة  بالتهابات في المخ ،وتآكل الملايين من الخلايا العصبية المكونة للمخ ، مما يؤدي إلى الشعور بالهلوسة الفكرية والسمعية والبصرية وضعف أو فقدان الذاكرة.
  7.  اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يترتب عليه نقص في الوزن يصاحبه احمرار أو اسوداد في الوجه.
  8.  الصداع المزمن ، وطنين الأذنين ، واحمرار العينين .
  9.  ضعف النشاط الجنسي .
  10.  تسبب المخدرات زيادة نسبة السموم في الجسم ، ما يساعد على الإصابة بتليف الكبد ،في الأفيون على سبيل المثال يحلل خلايا الكبد ويصيبها بالتليف وزيادة نسبة السكر
  11.  التعب والهزال وفقدان الإتزان .
  12.  ضعف جهاز المناعة .
  13.  كما يسبب الإدمان أضرارا بالغة للمرأة الحامل حيث يسبب لها فقر في الدم ،والإصابة بمرض السكر والقلب والكبد والتهاب الرئتين وإصابة الأجنة بعيوب خلقية  أو الإجهاض.

اساليب علاج الادمان المختلفة:

التقييم من قبل الأطباء

حيث يتم بداية ذهاب المدمن إلى أحد مستشفيات علاج الإدمان طلبا للعلاج ، وهناك يتم  عرض المريض على الأطباء والخبراء المتخصصين لأخذ الإجراءات اللازمة للتقييمات الصحية الشاملة ، ويتم هذا التقييم لتوضيح خطة العلاج المناسبة لكل مريض بناء على نتيجة تلك التقييمات.

العلاج النفسي

يتم استخدام مجموعة من التقنيات العلاجية لعلاج المشاكل النفسية للمريض والتي أدت بدورها أو كانت سبب من أسباب انزلاق المدمن في حفرة الإدمان ، ويمكن لتلك المشكلات أن يكون لها علاقة بعدة عوامل مثل العائلة أو نمط الحياة ،والعوامل النفسية أو الشخصية، أو ظروف محيطة بالمريض ، و يشمل  العلاج النفسي ما يلي

ومن أهم خطوات العلاج النفسي:

الإقناع :

ويعني إقناع المريض بمرضه ، ومواجهته بضعفه تجاه تلك المواد المدمرة وأن حياته بوجود المخدرات لا تتجه الا الدمار والموت وأنه على تلك الحال يسير في طريق خسارة نفسه وعمله وأهله وأصدقائه .

الثقة بالنفس

حيث يتم العمل على تقوية ثقة المريض بنفسه وبصفته الإيجابية وتذكيره بها بأهميته لدى أسرته ومدى سعادتهم بشفائه، وقدرته على الخروج من تلك المحنة والتغلب عليها.

وكذلك  من أساليب العلاج النفسي الإستشارة الروحانية، والعلاج  بالاستثارة الثنائية لحركة العين  ، العلاج بنظرية منظومات الأسرة ، علاج الوعي التام، علاج بالتنويم الايحائي العلاجي ، العلاج ، وفقًا لعلم النفس الإيجابي ، علاج المعاناة الجسمانية

العلاج المكمل

والذي يلعب دور كبير فيما يتعلق بالناحية المعنوية والجسدية.

 

الرعاية المستمرة


لضمان حدوث انتكاسة للمريض والعودة مرة أخرى للمخدرات ، لابد من رعاية مستمرة وضمان عودة المريض للحياة الطبيعية واندماجه مع المجتمع ، وعمل تحليلات له كل فترة للتأكد من عدم رجوعه للمخدرات مرة أخرى .

 

برامج علاج الادمان:

العلاج الداعم

وتشمل العلاج الداعم لمنع الانتكاسة عن طريق جلسات فردية أو جماعية وأخذ النصح من طبيب أو مستشار نفسي لمساعدة المدمن المتعافي على مقاومة إغراء الإدمان والعودة للمخدرات مرة أخرى ، ويمكن التصدي للرغبة الشديدة في العودة لتلك المخدرات عن طريق تمارين معالجة السلوك وتنفيذ استراتيجيات خاصة بمنع حدوث الانتكاسة ، أو كيفية التعامل معها إذا حدثت .

كما لابد في هذه المرحلة على الأخص وكل مراحل علاج الإدمان عموما من وقوف أهل المريض وأسرته وأصدقاءه بجانبه ودعمهم له وتعزيز إيجابياته وإشعاره بأهميته لديه وفرحتهم الكبيرة بتمام شفاؤه.

 

انسحاب السموم من الجسم

مرحلة انسحاب السموم من الجسم هي مرحلة تستهدف وقف تناول المخدرات و إزالة السموم بسرعة وأمان.

والانسحاب السموم من الجسم أعراض خطيرة تختلف تبعا لنوع المخدرات المستخدمة وطول المدة التي تم فيها تعاطي المخدرات وهذه الأعراض مثل الهلوسة ، الأرق ، القئ ، الاكتئاب ، التعرق الشديد ،  مشكلات في النوم ،حدوث نوبات من التشنجات ، آلام في العظام والعضلات ، ارتفاع حرارة الجسم ، ارتفاع ضغط الدم  ،وزيادة معدل ضربات القلب ،  بل ومحاولة الانتحار.
وتشمل مرحلة انسحاب السموم من الجسم :

1. تقليل جرعة المخدرات تدريجيًّا.
2. استبدال المادة المخدرة  بمواد أخرى مؤقتا تكون آثارها الجانبية أقل حدة ، مثل الميثادون أو البوبرينورفين.
3. يمكن علاج الأعراض الانسحابية في مستشفى لعلاج الادمان أو في العيادات الخاصة حسب الحالة .

كما يجب تقييم مدمن المخدرات صحيا للتأكد من عدم وجود  فيروس نقص المناعة البشرية  (الإيدز) ، أو مرض السل ، والتهاب الكبد الوبائي ب وج ،أو غيرهم من الأمراض المعدية التي يمكن أن يصاب بها أثناء تعاطي المخدرات .

 

العلاج التكميلي :

يجب أن تتكامل كل التخصصات العلاجية حتى نصل  إلى النتيجة المطلوبة  وهي تمام الشفاء وعدم العودة للإدمان أبدا، حيث أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض انسحاب المخدر وترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع التأكد من عودته بفاعلية إلى المجتمع واندماجه فيه ووقايته من النكسات في مدة لا تقل عن ( من ستة أشهر إلى سنة أو سنتين )

 

دور الأسرة في القضاء على الإدمان

كما وأن للأسرة دور أساسي  في مقاومة ومكافحة الإدمان، فالأسرة هي أول من يؤثر في الفرد وفي تكوين شخصيته وبنائها ومن السلوكيات والإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل الأسرة ما يلي:

  • أن تسيطر على الأسرة  روح المحبة والألفة والمودّة ،  والحنان ،معاملة الأطفال معاملة حسنة دافئة ، والبعد عن العنف والقسوة في التربية  لأن العنف والإيذاء ولو لفظيا للأطفال في الصغر يعمل على ضعف بل وقتل شخصيتهم.
  • كما ولا بد للوالدان من أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم في كل شئ ،ومراعاة أنهم منذ تكوين تلك الأسرة وقد تحملوا مسؤوليات لابد من مراعاتها ولو على حساب أنفسهم وعاداتهم الشخصية ،فمثلا الأب المدخن لابد ان يكون ايجابيا ويعترف انه اصبح مسؤل عن اسرة وابناء هو قدوتهم ويقلع عن التدخين ، أو على الأقل لا يفعل ذلك أمام أبنائه .
  • وعي الآباء للتعامل مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة والاهتمام بأبنائهم واحتوائهم احتواء يجعلهم في غنى عن البحث عن مصادر أخرى للاهتمام خارج الأسرة رفاق السوء.
  • كما وللأسرة دور في تربية أبنائهم على القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والأخلاقية منذ الصغر وحثهم على طاعة الله وتقواه .
  • مشاركة الأبناء منذ صغرهم على اتخاذ القرارات التي تخص الأسرة ولو على سبيل إيهامهم بهذا وأنهم أفراد لهم شخصية وقيمة داخل الأسرة التي تمثل المجتمع الصغير بالنسبة لهم ، حتى تكون لهم شخصية ودور في المجتمع الكبير .
  • كما أنه يجب أيضا على الأسرة المتابعة والملاحظة الدائمة سلوك أبنائها وأي تغيير يظهر عليهم ، والوعي بأعراض الإدمان وملاحظة إذا ظهر على أحد أبناء الأسرة تلك الأعراض ، واتخاذ اللازم على الفور فكلما تم إدراك المشكلة مبكرا كلما كانت فرص حلها أكبر وأسرع.
  • وعلى الأسرة المتابعة الدائمة أصدقاء أبنائهم والتعرف عليهم ، بل والتدخل في اختيارهم بطرق غير مباشرة فلا أهم ولا أخطر من صديق السوء سببا للفساد بكل أوجهه وصورة.

 

دور مؤسسات التربية والتعليم في مواجهة الإدمان

الحل الجذري لكل الأزمات يكمن في التربية والتعليم وقيامها بواجباتها على الوجه الأكمل ، من حيث تنشئة الأفراد تنشئة سليمة وضبط سلوكهم وخلق احترام النظم والقوانين واحترام الذات وتقديرها وخلق أجيال قادرة على الإبداع واتخاذ القرارات السليمة ، ومعرفة الصح من الخطأ .

 

أسباب اللجوء للإدمان

ما أهم أسباب لجوء الشخص للإدمان هو غياب الوازع الديني لدى الشخص المتعاطى وأصدقاء السوء كما يعد غياب دور المؤسسات الدينية والتربوية فى التوجيه والإرشاد من اهم اسباب تعاطى المخدرات واحيانا الفراغ والبطالة وسهولة الحصول على المخدر ووجود مشاكل نفسية لدى الشخص المدمن من اسباب تعاطى المخدرات كما يعد التفكك الاسري والمراهقة من اهم اسباب اللجوء الى ادمان المخدرات حيث اثبتت الدراسات ان فترة المراهقة من أصعب المراحل التى يمر بها اى شخص

لذا يجب على الآباء  الاهتمام بأبنائهم المراهقين وملاحظة سلوكهم او اى تغيير يطرأ على ذويهم كما يعد من أسباب تناول المخدرات غياب القدوة لدى الشباب أو وجود قدوة سيئة للأسف بعد غياب القدوة ايضا من اهم اسباب الادمان او وجود قدوة سلبية كأن يكون الأب مدخن ومدمن مخدرات ، كما أن من العوامل المساعدة فى تناول الشباب للمخدرات رفقاء السوء ، كما يعد التقليد من أهم الأسباب التى تدفع الشباب للإدمان ، ومن الأسباب أيضا كثرة الأموال فى أيدي الشباب .

                                    

وتعرف كلمة مخدر لغويا: بانها كل ما يستر العقل أو يعمل على تغييبه .

وتعرف علميا :
بأنها  عبارة عن منتجات كيميائية لها استخدامات مختلفة في مجال الطب والعلاج والوقاية من الأمراض، أو تشخيص المرض، كما أنّها تُعزّز الّنشاط البدنيّ والعقليّ، ولكن ذلك باستخدامها لفترات محدودة .

وتعرف قانونيا :
بأنها المواد التي تسبب الإدمان وتعمل على تدمير الجهاز العصبي ، ويحظر زراعتها وصناعتها إلّا لأغراض قانونية ضمن ولا تُستعمل إلّا من خلال رخصةٍ خاصةٍ.

وتعرف شرعيا :
بأنها المفطرات أي المواد التي تُغيّب العقل والحواس، دون أن يصيب ذلك المتعاطي بالنّشوة والسّرور، أمّا إذا حصلت النّشوة فإنّها تُعتبر من المُسكرات.

ومن أشهر التصنيفات لها:

حسب تأثيرها مثل:
المُنومات وتتمثّل في الكلورال، والباريبورات، والسّلفونال، وبرموميد البُوتاسيوم. المُهلوسات. مُسببات النّشوة: مثل الأفيون ومشتقّاته. المُسكرات: مثل الكحول والبنزين.

حسب طريقة الإنتاج مثل:

  1. مُخدّرات من نباتات طبيعيّة مُباشرةً مثل: الحشيش، والقات، والأفيون، ونبات القنّب.
  2. مُخدّرات مصنّعة  مثل الكوكايين والمورفين .
  3. مُخدّرات مُركبة من عناصر كيماويّة ومركبات أخرى لها نفس تأثير المواد المخدرة بأنواعها .
  4. حسب اللّون، مثل: المخدّرات البيضاء: مثل الكوكايين والهيروين ، المخدّرات السّوداء: والأفيون ومشتقاته، والحشيش .
  5. حسب تركيبها الكيميائي : الأفيونات ، الحشيش ، الكوكا .

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here