إدمان العمل

ادمان العمل

 

يبدأ إدمان العمل دائما ببراءة، الحد الذي لا تعرف معه أنك أصبحت مدمنا بالفعل، فأنت تبدأ دائما بمجموعة من ردود الأفعال التلقائية تجاه عملك ولكنها في حقيقة الأمر وبنسبة كبيرة ستحولك إلى مدمنا على العمل دون وعي منك، وقبل أن نكمل حديثنا فلـ تتابع معي هذه المواقف البسيطة:

  • اليوم قررت أن تبقي قليلا في العمل إلى وقت متأخر، وغدا سـ تقرر قضاء بضعة ليال للانتهاء من مشروع موعده النهائي قد اقترب، وبعد غد أنت مضطر لأن تعمل تحت ضغط كبير لإنجاز بعد الأعمال المتأخرة والتي سيكافئك عليها مديرك مما سيزيد شعورك بالبهجة والإصرار على بذل أقصى جهد ممكن.
  • قد فزت اليوم بثقة مديرك الكاملة وحبه وتقديره، وهو ينظر إلى عملك الشاق وجهدك بإيجابية، وفي الغالب قد تحصل على زيادة أو مكافأة نتيجة كل ما تبذله بل ومن الممكن أن تكون مرشحا لتولي إدارة الفريق قريبا، من يستطيع بعد كل هذا أن يتقاعد أو يتخذ قراره بالاستقالة.
  • الآن قد مر وقت طويل، وتوقف زملاءك عن التعليق عن حقيقة كونك الأول دائما أو كونك أخر شخص يغادر ليلا بعد انتهاء مواعيد العمل، فقد أصبح هذا أمر طبيعي أن تتحول إلى أول الأسماء المرشحة مع طاقم الحراسة الليلة.
  • لقد اكتشفت اليوم أن علاقتك بالشريك قد توترت جدا نتيجة طغيان العمل على حياتكما بشكل كبير مما أدى إلى عدم تلاقيكم أو عدم قدرتك على أخذ وقت له كي تمارسوا الاسترخاء قليلا، ودائما ما يتم التأجيل كلما أتيحت الفرصة بحجة أن الوقت دائما متاح وسـ نعوض كل ما فاتنا قريبا.

الحقيقة، هي أنك مؤخرا لم تكن مشغولا مع رئيسك، ولم يكن عليك متابعة أي من المشاريع العاجلة التي يجب تسليمها قريبا، ولكنك اعتدت هذا النمط من العمل فلم يعد بإمكانك أن تتوقف قليلا ولا تطارد هذا الشعور المبهج بالإنتاجية والانجاز والنجاح، بل أصبح عدم الإنجاز بشكل معين هو مصدر رعب لك يجعلك لا تتخلى عن هذه الدائرة التي تحولت إلى دائرة الأمان بالنسبة لك، وجعلتك تتجنب جميع الأفكار التي تذكرك في لحظات أنك قد اهملت حياتك وهواياتك، فتبقى نفسك مشغولا قدر الإمكان.

 

خصائص إدمان العمل:

فـ إذا كنت قد عانيت من أي من تلك الخبرات المذكورة أعلاه، فأنت للأسف قد أصبحت مدمنا على العمل.
خصائص إدمان العمل:

  1. العمل حتى وإن لم يكن لديك سببا لـ (العمل من أجل الانتاجية)
  2. فقدان الاهتمام في العلاقات، والهوايات أو أي جوانب أخرى من الحياة بسبب هاجس العمل والإنتاجية.
  3. عدم النوم أوعدم تناول الطعام بشكل منتظم بسبب الانشغال بالعمل.
  4. الشعور بالذنب أو القلق أو التوتر إذا لم يعمل.
  5. العمل على الرغم من المرض الشديد.
  6. عدم القدرة على تفويض المهام للآخرين بحجة أنهم”لا يستطيعون القيام بعمل جيد”.


هل يعاني أحد محبوك من إدمان العمل؟

إذا كانت إجابتك بنعم فلتقرأ معنا هذه السطور القادمه لعلنا نستطيع إلقاء الضوء على المشكلة فـ نساهم في حلها.
لسوء الحظ ، قد لا يأخذ مدمني العمل اهتمامك بصحتهم على محمل الجد على الفور، فـ مدمن العمل، دائما ما يرى الحياة جيدة جدا، وهو قادر دائما على ايجاد الاسباب التي تبقيه مشغولا وبعيدا عن التفكير في كونه بخير أم لا، مما سيشعرك بمرور الوقت أن كل مخاوفك قد ذهبت سدي، خاصة عندما يرى هؤلاء الأشخاص انفسهم ينالون التقدير ويرتقون إلى أعلى مكانة، ويرتفع شأنهم بالقدر الذي يجعل الاهتمام بصحتهم البدنية والنفسية أمر ثانوي بالنسبة لهم ولا يلتفتون إليه.

فـ الإفراط في العمل مهما حقق الإنسان من مكاسب يمكن أن ينتهي بطريقة عكسية وعندما لا نهتم بأنفسنا جيدا ونخلق التوازن بين الحياة والعمل تكون النتيجة مؤذية جدا.
غير أن هذا الإفراط من الممكن أن يسبب التوتر مما يترتب عليه عدم الكفاءة التي ستنعكس على العمل بشكل سلبي وهذا ما لا يعرفه مدمني العمل.

فأخذ فاصل لفترة من الوقت حتى وإن كانت قليله ستعيد شحن طاقتهم النفسية والعقلية مما سينعكس بطريقة ايجابية على الحياة الإجتماعية والعملية بشكل ايجابي.

شرح هذا لأحبائك من الممكن أن يصبح بغير جدوى لأنهم يفهمونه في البداية أنك تريد منعهم من العمل، خاصة في ظل عدم وعيهم بحقيقة مشكلتهم وسعيهم إلى إنكارها، فلن يمكنك ابدا إجبار الشخص أن يحصل على المساعدة ما لم يكن مقتنعا بها، والأفضل سيكون محاولة إقناعهم بطريقة هادئة بعد أن عرفت جميع هذه النقاط بـ إجراء نوع من الدعم النفسي المتخصص.


الخطوة الأولى هي الأصعب، ولكنك تستطيع:

إذا كان الإفراط في العمل أصبح أسلوب حياة لا تستطيع تغيره أو مساعدة أحد أحبائك على تغييره، إذا كنت قد توقفت عن الإستمتاع بأي شئ غير العمل، أرجوك لا تضيع كل شئ وتوقف الآن للحظات وحاول النظر إلى حياتك بشكل مختلف عما اعتدت عليه، ولعل الاعتراف بأنك تعاني من مشكلة حقيقية هي أول طريق العلاج، فكن صادقا مع نفسك حول سلوكياتك وأفكارك، واطلب دعم الآخرين في حياتك كي يساعدوك على التخلي عن هذا النوع من الحياة، بل أجعل التعافي من هذا الخطر على رأس أولوياتك كي تنعم بحياة متوازنة وصحية.

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here