الترامادول :هو عبارة عن مادة مخدرة تستخدم في الأغراض الطبية على هيئة عقار أو دواء لتسكين الآلام المتوسطة والحادة. ينتمي الترامادول مع بعض العقاقير الأخرى إلى مجموعة الأفيونات، أو مجموعة المسكنات الأفيونية التي تسمى باللغة الإنجليزية: (opioid analgesic)، و الأفيونات :هو مصطلح يطلق على العقاقير التي يتم تصنيعها واستخراج المواد الفعالة فيها من مادة الأفيون المخدرة التي توجد في نبات الخشخاش، ولكن الترامادول هو أقل هذه المواد خطرا من هذه الناحية، حيث إنه لا يسبب إدمانا إلا إذا تم تعاطيه بجرعات كبيرة، ولفترة زمنية طويلة، أما المواد الأخرى، فهي على العكس من ذلك.
كثيرا ما نسمع في زماننا هذا عن التحذيرات الشديدة من خطر المخدرات، والأضرار الكبيرة التي تنجم عن تعاطيها، ولذلك نرى أن جميع الدول في العالم لا تسمح بتجارة هذه العقاقير وتعاطيها بين سكانها، وقد تصل عقوبة تعاطي المخدرات وتجارتها في بعض الدول إلى الإعدام. ولكن دول العالم اليوم تسمح باستخدامها بشكل محدود في الأغراض الطبية، وحتى هذا الاستخدام الطبي يقيد بالعديد من التحفظات الشديدة والشروط الصارمة، في الأطباء لا يصرفون لمرضى العقاقير التي تحتوي على مواد أفيونية مخدرة إلا في الحالات الصعبة التي يمر بها المريض، كأن يكون مثلا مصابا بالسرطان، ويعاني من آلام شديدة بسبب هذا المرض الخبيث، أو أن يكون مصابا بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو أن يكون لديه آلام شديدة في بعض مناطق الجسم.
والتي تصيب الإنسان في بعض الحالات، مثل: تعرضه لحادث، وإجرائه لعملية ما في جسده، ونحو ذلك، ولقد تنبهت الكثير من الدول إلى مادة الترامادول وقامت بإضافتها إلى قائمة المواد المخدرة التي ينبغي مكافحتها، بالرغم من أن أخطار الترامادول لا تعادل أخطار المورفين وادمان الهيروين، إلا أنه يبقى من المواد المخدرة الأفيونية التي ينبغي الحذر منها، ومنع الناس من استعمالها بشكل حر. كما تتواجد مادة الترامادول في العديد من العقاقير الطبية، والحقن الوريدية، حيث يمكن إعطاء الترامادول على شكل حبوب أو كبسولات، أو على شكل حقن وريدية. الترامادول يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، حيث يقوم باعتراض و تثبيط مستقبلات الألم في الجهاز العصبي، فيقوم بإزالة الآلام التي يعاني منها الشخص مما يؤدي إلى شعور المريض بالراحة وازدياد إقباله عليه.
أضرار الترامادول:
ينتج عن تناول الشخص حبوب الترامادول أضرار عديدة منها ما يعود علي جسد المريض ومنها ما يلحق بالحالة النفسية وهي كالتالي:
أولا: أضرار الترامادول علي الحالة الجسدية:
يبدأ الشخص في تناول حبوب الترامادول عندما يشعر ببعض الآلام كالصداع أو القلق أو إحساسه الإرهاق والجهد أو بعد نصيحة من أحد الأصدقاء ويبدأ بأخذ قرص واحد ثم يستمر في الزيادة اليومية بعد ما لاحظ شفائه من الألم والحالة النفسية الجيدة التي يشعر بها كي يصل إلى تلك السعادة الجنونية إلى أن ينتهي به الأمر وقد أصبح مدمن الترامادول وكمن يتعاطاه من أجل العمل لأنه يريد الإنجاز في العمل أو لديه الكثير من الأعمال فيأخذ الترامادول وكذلك في البداية سيجد نتيجة ترضيه وأكثر ولكن هنا يصبح مدمن لا يستطيع التحرك أو العمل بدون المخدر بل على العكس بدون المخدر لن يفكر أو يعمل أو يفعل أي مجهود يذكر.
وانتهي به الأمر وأصبح مدمن الترامادول وهو لا يعلم بأنه مدمن مخدر لكون الترامادول عقار طبي وهذا ما سيجعل بعض الناس تظن انه ليس إدمان كما وقع كثير من الناس في فخه ويعتقدون أنه يساعدهم على تحمل المجهود الشاق وساعات العمل الطويلة فدائما هناك اعتقاد من السائقين أنه يجب أخذ الترامادول ليبقي يقظ لمدة طويلة ويساعده علي التركيز وهذا ليس صحيح ولكن ينتشر لعدة عوامل ويحدث في كثير من الأحيان يدمنه من وصف له الترامادول بعد عملية جراحية إذا لم يلتزم المريض بالجرعات المحددة التي يتم وصفها.
وينتج عن ذلك الأضرار الآتية:
- الإدمان : تناول الترامادول يسبب الادمان عليه , عند تناوله باستمرار يوقف الافراز الطبيعى لمادة الاندورفين , مادة الاندورفين هي التي يفرزها الجسم لمقاومة وتسكين الألم , وعندما يصيب الجسم أي ألم ولو كان خفيفا فانه يحتاج لمسكن خارجي في تناول الترامادول ويدمن عليه.
- تناول الترامادول يسبب ألام الرأس والصداع القوي كآثار جانبية لتناوله.
- ويسبب تناول الترامادول الغثيان المستمر والدوار.
- ومن أضرار الترامادول تشنجات العضلات , وتشبه أعراض تشنجات العضلات أعراض مرض الصرع.
- يؤدي استخدام الترامادول إلى صعوبة التنفس وضيق بالنفس.
- ومن أضرار الترامادول الخطيرة أنه يؤدي إلى خلل وفشل في وظائف الكبد.
- ـ ويؤدي أيضاً إلى خلل في وظائف الكلى.
- ومن أضراره أنه يؤدي إلى تثبيط الجهاز العصبي ويؤدي أيضاً إلى تلف بخلايا الدماغ.
- ـ يؤدي إدمان الترامادول إلى خلل في الرؤية.
- يؤدي إلى الاكتئاب , فيجب وصف دواء مضاد للاكتئاب، يقوم يوصفه الطبيب المعالج للمريض وذلك عندما يريد المريض الانسحاب من تناول الترامادول , ويجب أن يتم الانسحاب بطريقة تدريجية.
- في حالات نادرة قد يسبب: صعوبة في التنفس, خلل بالكبد, تشنجات, متلازمة ستيفن جونسون, قابلية للإنتحار.
- يزيد من احتمالية حدوث تشنجات للمرضي المعرضين لذلك.
- قد يسبب تثبيط للجهاز العصبي و الجهاز التنفسي.
- الترامادول عقار ضار جدا على الكلى والكبد وغالبا ما ينصح الأطباء بتجنب العقار في حالات أمراض الكلى والتليف الكبدي.
- فقدان الشهية، وتؤدي إلي النحافة والضعف العام في بنية الجسم المصحوب بالسواد الوجه واصفراره، كما تسبّب الكسل والتعب وقلة النشاط والحيوية، وضعف المناعة لدى المدمن، كما يحدث اختلالاً في توازن الجسم وتركيزه، ويسبّب احمرار العينين.
- تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي وزيادة في دقات القلب، كما يحدث اضطرابات في الجهاز الهضمي والإمساك وعسر الهضم، وكثرة الغازات، والانتفاخات في البطن، ويقلل من نشاط غدة البنكرياس، ويسبب التهابات وارتفاعا في ضغط الدم، وتسمّم في نخاع العظم المسئول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء وقد يتسبّب ذلك في ضعف الدم بشكل شديد، ويزيد من اضطرابات الأغشية المخاطية للأنف.
- يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة كالسرطان والإيدز، ويزيد التوتر النفسي والاكتئاب لدى أفراد المجتمع، ويزيد من احتمالية الإصابة بانفصام الشخصية والتخيّلات البصرية والسمعية.
ولا ننسى هنا أن الوعي الأسري دور مهم جدا وإدراك الأسرة أن المفاهيم تغيرت بمعنى أنه قد لا يكون الشخص يدخن ولكنه يتعاطى مواد مدمنة أخرى لذا على الأسرة أن تكون واعية جدا بهذا الأمر وشديدة الانتباه إلى تصرفات أبنائها وأن تعلم بأن الترامادول أصبح متواجد في مصر وكثير من الدول العربية فهو ألان عقار يمثل مشكلة كبيرة جدا وسط الكثير من الناس.
ثانياً: اضرار الترامادول علي الحالة النفسية:
يترتب علي إدمان الشخص حبوب الترامادول وكونه أصبح عاجزا عن الشعور بأنه أصبح إنسان آدمي له حرية الاختيار ويكتشف بأنه أصبح عبد حبوب الترامادول إن يمر بحالة نفسية سيئة جدا لكونه أصبح منبوذ من المجتمع ومن الناس فالكل سيتجنب التعامل معه، كما أن إدمان المريض حبوب الترامادول لكي يحصل علي الحالة النفسية الجيدة والشعور بالسعادة المصاحبة لتلك العقار يجد نفسه مضطر إلى زيادة تلك الجرعات بصورة يومية إضافة إلى تلك الأعراض التي تترتب على إدمانه وانعدام ثقته في نفسه كما أنه قد لا يجد المال الكافي لشراء تلك الحبوب فيضطر إلى السرقة أو قد ينتهي به الحال إلى الانتحار.
الترامادول والجنس:
شاع بين الناس إن هناك علاقة بين عقار الترامادول والجنس وسرعة القذف والانتصاب وهذا ليس صحيحا وتحسين الأداء الجنسي – كما يقولون ـ وفى الحقيقة لم يثبت ابدا كما يقولون بل ثبت عكس ذلك تماما وما يتناقله الشباب بين بعضهم البعض أن عقار الترامادول يؤثر على علاج مشاكل سرعة القذف وبالتالي إطالة العملية الجنسية ويمكن أن يحدث ذلك بسبب أن الترامادول يؤثر على إعادة نقل مادة السيروتونين إلى الموصلات العصبية إلى بطء في ردة فعل الأعصاب وبالتالي إلى إطالة فترة الجماع قبل القذف، ومن ثم فأن أيضا تأخر القذف يعتبر أحد أعراض الترامادول الجانبية وليست ميزة علاجية له. كما تم إثبات أن تعاطي وإدمان الترامادول وتناول الرجل له لفترات طويلة يؤدى إلى عدم القدرة على الانتصاب وبدون أي مؤشر سابق. فبالتالي تكون النهاية الحتمية لمدمن الترامادول فيما يتعلق بالجنس هو فشل العملية الجنسية أو الجماع مع الزوجة تماما.
كما أن مادة الترامادول يعتبر عقار أو دواء طبي وله الكثير من الفوائد لبعض المرضى. حيث يستخدموه في علاج الآلام الشديدة والحادة والمزمنة ولكن بجرعات محددة حسب وصفة الطبيب. إلا أنه قد تم إساءة استخدامه ودخل من ضمن ما نسميه بالسوق السوداء او السوق الظلامية لتناول أو تعاطي المخدرات وللأسف وقع الكثير من الناس في فخ تعاطي أو إدمان الترامادول اعتقادا منهم أنه يعالج سرعة القذف أو يحسن الأداء الجنسي وذلك بخلطه مع الفياجرا.
الآثار السلبية للترامادول:
الترامادول من العقاقير الخطيرة جدا وله العديد من الأضرار وأيضا الآثار السلبية مثل النعاس الصداع والزغللة في الرؤية والدوخة والهلوسة والرعشة والإمساك والغثيان والارتباك والهرش والطفح الجلدي وعسر الهضم والانتفاخ وأيضا في حالات نادرة قد يسبب صعوبة في التنفس خلل بالكبد ونوبات من الصرع والتشنجات ووجود قابلية ودافعية لدى المدمن على الانتحار وبالإضافة إلى أضرار وآثار أخرى تتمثل في ضيق حدقة العين والقيء وبرودة الجلد وانخفاض القلب، كما أن الإفراط في تعاطي مادة الترامادول تؤدي إلى التعود عليه فبالتالي يصبح أقل تأثيرا يحتاج المدمن إلى زيادة في جرعة الترامادول وبشكل مستمر للحصول علي التأثير المطلوب مما يسبب تثبيط للجهاز العصبي والجهاز التنفسي توقف القلب والموت .
كما يزيد الترامادول من احتمالية حدوث تشنجات للمرضي المعرضين لذلك مثل مرضى التشنجات الحرارية ومرضى الصرع، كما تناولوا عقار الترامادول غالبا من المدخنين وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة، حيث إن العقار يزيد قدرة أى شخص على التدخين ويجعل طعم الدخان مستساغ مما يزيد كمية التدخين، مما يجعل المدخن عرضة لمرض سرطان الرئة.
طرق الوقاية من إدمان الترامادول:
- للوقاية من إدمان حبوب الترامادول لابد من ممارسة النشاطات لشغل أوقات الفراغ.
- تقديم التوعية والإرشادات من قبل المدارس والمؤسّسات التعليمية والجمعيات.
- تحذير الشباب من مدى مخاطر المخدرات وآثارها على المجتمع، ونصحهم بالبعد عن رفقاء السوء.
- تضمين المناهج الدراسيّة عن أخطار المخدرات، وتقديم العلاج النفسي والطبي لمدمني المخدرات
- مراقبة السلطات المختلفة للمهرّبين والذي يشتهرون بالمخدرات، ووضع عقوبات كبيرة عليهم.
الجرعات الكبيرة من الترامادول يؤدى إلى الوفاة:
تم تسجيل العديد من حالات الوفاة والتي كان السبب الرئيسي في الوفاة الإفراط في تناول جرعات عقار الترامادول، منها ما هو بقصد أو بدون قصد وتشمل النتائج الخطيرة التي قد تنتج عن فرط جرعة ترامادول حدوث قصور في التنفس، نوم، استرخاء العضلات الهيكلية، غيبوبة، تشنجات، بطء ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم، توقف القلب والموت، بالإضافة إلى آثار أخرى تتمثل في ضيق حدقة العين والقيء وبرودة الجلد.