أن تعاطي المخدرات والإدمان عليه من أكثر المشكلات النفسية خطورة علي صحة مريض الإدمان سواء من الناحية البدنية أو النفسية ، وتبدو خطورته واضحة بالنسبة للفرد في قوة تمكن المادة المخدرة في أعضاء جسمه المختلفة ، حيث تصل إلى درجة تغيير المريض نظرته عن نفسه .
والمخدر بصفة عامة هو مادة خام أو مستحضرة ، تحتوي على عناصر مسكنة يتم إساءة استخدامها ، مما يؤدي إلي الإدمان عليها ، وتشمل الرغبة الملحة دائمآ في التعاطي بصورة متصلة أو دورية للشعور بالآثار النفسية ،وإثبات الذات وتأكيدها ، وتجنب الآثار السلبية الناجمة عن عدم تعاطي المخدر ، حيث يصل الأمر إلي أن غياب المخدر في وقت معين يمثل حرمان من الطعام لمريض الإدمان ، وبالتالي التعاطي بصفة متكررة ومستمرة لإشباع الرغبة الملحة ، والميل إلي زيادة الجرعات من وقت لآخر بطرق و أماكن وأوقات معينة للوصول إلى أعلى درجة من النشوة ، والاستمتاع الذي يشعر به المريض فور تناوله جرعاته الكافية من المخدر .
ماهية الأعراض الإنسحابية الشائعة :
تنقسم الأعراض الإنسحابية إلي قسمين أعراض جسدية ، وأعراض نفسية
أولا : الأعراض الجسدية :
ضعف في جميع أجزاء الجسم ، و الصداع الذي ينتج عنه احمرار العين ، ضعف ونقص المناعة بشكل ملحوظ ، انتشار الورم في جميع أنحاء الجسم ، تكوين وترسيب المواد الكربونية في الشعب الهوائية ، والالتهاب الرئوي المزمن .
هذا بالإضافة إلي اصفرار الوجه ، وظهور اللون الأسود تحت العينين بشكل حاد ، حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي ، مما يؤدي إلي الشعور بالإسهال ، أو الإمساك ، والانتفاخ ، و تضخم الكبد ، والإصابة أحيانا بفيروس C ،
أما بالنسبة للقدرة الجنسية التي تكون أحيانا سببا من أسباب الإدمان على المخدرات ، فيحدث ضعف الانتصاب والقدرة الجنسية ، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلي الإعدام وذلك نتيجة عدم قدرة الجسم علي إفراز الهرمونات اللازمة بالشكل والكم المطلوب .
ومن أكثر الأعراض الجسدية المنتشرة ، ضعف القدرة على التذكر ، والمعاناة من الهلاوس السمعية والبصرية ، وذلك نتيجة الإضطراب في الخلايا العصبية الموجودة في المخ .
فضلا عن حدوث صرع وتشنجات أحيانا ، وارتفاع ضغط الدم وسرعة التنفس ، والذبحة الصدرية ، وفقر الدم ، نتيجة فقدان الشهية للطعام ،
ثانيا : الأعراض النفسية الشائعة :
الشعور المستمر بالقلق و التوتر والانقباض العصبي في المزاج ، والإهمال التام في المظهر العام ، والتوتر الانفعالي الدائم ، وعدم القدرة على التكيف الإجتماعي ، وبالتالي الميل إلي العزلة والوحدة ، والحساسية الزائدة ، وسهولة الاستثارة ، والعنف اللفظي والبدني، فضلا عن الخلل في التفكير ، فيظهر التفكير المرضي ، وتحريف للمدركات الحسية والسمعية والبصرية.
كما يظهر علي مريض الإدمان ، ضعف في النشاط الذهني ، وذلك بسبب تضارب الأفكار ، والشعور بالإكتئاب النفسي ، ومحاولات الإنتحار عند بعض المرضى .
هذا بالإضافة إلي الشعور بالأرق ، وعدم الارتياح في النوم ، وعصبية المزاج وزيادة الحدة في التصرفات والأفعال والأقوال , واضطراب الإحساس تجاه الأضواء والأصوات .
وعادة ما تظهر الأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف لتعاطي المواد المخدرة في فترة يوم واحد إلي أسبوع تقريبا بعد التوقف مباشرة عن استخدام تلك المواد .
وهناك كثير من المراكز علاج الادمان ، والمستشفيات المتخصصة ، لعلاج تلك الأعراض الإنسحابية بشكل طبي ، ومهني ،وأساليب علمية حديثة ، لتفادي الآثار الناجمة عن التوقف عن التعاطي ، والصعوبة التي يخشاها مريض الإدمان عند إتخاذ قرار الامتناع واتخاذ قرار التعافي .