أصبح الإدمان من الأمور الخطيرة التي اقتحمت حياتنا وهددتها في الآونة الأخيرة ، وتعددت أنواع المخدرات وأشكالها وطرق تعاطيها مما أدى لانتشارها بشكل ملحوظ ، حتى أصبح علاج الإدمان هو الشغل الشاغل لكل المجتمعات ومن هنا تعددت طرق ووسائل علاج الإدمان ، والتي من أهمها بالطبع علاج الإدمان في مستشفيات علاج الادمان بذلك .
ما هو الإدمان ؟
بصفة عامة في الإدمان هو تعود الجسم على إحدى المواد المخدرة مثل النيكوتين أو الكحوليات أو غيرها من أنواع المخدرات العديدة ، ولا يمكن للجسم التوقف عن تعاطي تلك المواد المعتاد عليها فجأة دون مساعدة ما ، فعند التوقف عن تعاطي تلك المواد تظهر الأعراض الإنسحابية غاية في الصعوبة ، ومن تلك الأعراض نوبات من التشنجات ، وارتفاع ضغط الدم ، والتعب بصفة عامة والخمول ، والعصبية والانفعال الشديد وغيرها من الأعراض التي يتعرض لها مدمن المخدرات أثناء محاولة التوقف عن تعاطيها .
وعلاج الادمان طرق متعددة تختلف من شخص لآخر تبعا لعدة عوامل كعمر المريض والمدة الزمنية للتعاطي ونوع المادة المخدرة التي كان يتعاطاها المريض ، والظروف المحيطة به ،وتختلف المدة التي يحتاجها المدمن للعلاج حسب هذه المتغيرات، حيث قد تقتصر على ثلاثة أشهر في حالات الإدمان الحديث، كما قد تستغرق عاماً كاملاً أو أكثر في حالات الإدمان الشديد وعدم الاستعداد النفسي والجسدي لذلك ، وقد يعتقد البعض أنه من السهل علاج مدمن المخدرات بالمنزل دون اللجوء لمراكز علاج الإدمان
فقد يلجأ البعض لهذا التفكير للخوف من معرفة الناس بهذا الأمر واعتباره وصمة عار على كل أفراد الأسرة ومحاولة في إخفاء الأمر والرغبة في العلاج بسرية تامة ، على العموم قد ينجح هذا العلاج بالفعل ولكن بصعوبة و فرص ضعيفة للنجاح وخاصة في المراحل المتقدمة من الإدمان ، إذ لابد من المتابعة ٢٤ ساعة والتي قد لا تتوفر في المنزل في اللجوء مصحة لعلاج الادمان امر شبه إلزامي لضمان العلاج الفعال والإيجابي كما أن للمخدرات تأثير سلبي على كل أعضاء الجسم تحتاج لعناية خاصة التأثير على المخ والاعصاب والقلب والنظر ما يتطلب علاج إضافي ربما يطول في مدته .
وسنلقي الضوء من خلال هذا المقال على طرق علاج الادمان بالاعشاب تحديدا ، تلك الطرق التي يمكن استخدامها بجانب الطرق العلاجية الأخرى ، ويكون ذلك العلاج بالأعشاب عن طريق استخدام بعض الوصفات الطبية التي تساعد في التخلص من السموم الناتجة عن تعاطي المخدرات ، ووصفات تساعد المدمن على الإقلاع عن الإدمان والتخلي عنه نهائيا .
العلاج بالأعشاب هو أحد أقدم طرق العلاج التي استخدمها الإنسان على الإطلاق ، وقد أجريت في الوقت الحالي العديد من الأبحاث على الأعشاب واثارها وفوائدها وطرق استخدامها ، حتى نتج عن تلك الأبحاث العديد من العقاقير الطبية المكونة أساسا من الأعشاب ، حتى دخلت الأعشاب الطبيعية في علاج مختلف الأمراض حتى وإن كانت أمراض خبيثة ، بما في ذلك علاج الإدمان .
ولكن قبل الحديث عن كيفية علاج الإدمان بالأعشاب هناك قواعد عامة لابد منها عند محاولة علاج الإدمان :
- في البداية لابد من إدراك المدمن بأضرار الإدمان وعواقبه الوخيمة ، والرغبة في الإقلاع عنه نهائيا ، وذلك يتطلب إرادة شديدة وعزم من المريض .
- الراحة والنوم الكثير ، وعلى وجه الخصوص في الأيام الأولى من أعراض الانسحاب ، حيث أن النوم في تلك المرحلة سيخفف من حدة الشعور بالألم ، كما أن المدمن بتعاطيه المواد المخدرة كان يقوم بتدمير عقله طوال فترة التعاطي ، ويعمل النوم على استعادة ما تم تدميره ويساهم في الشفاء .
- تناول الطعام الصحي والإكثار من البروتين والخضروات والفاكهة ، حيث أن المدمنين غالبا ما يكون لديهم نقص في المواد الغذائية الأساسية ، كما لابد من الابتعاد عن المواد الغذائية المصنعة .
- القيام ببعض التمرينات الخفيفة فممارسة التمارين الرياضية تساعد الجسم على إفراز مواد كيميائية طبيعية مثل الاندروفين والدوبامين وتلك المواد التي تعرف بـ الأفيونات الطبيعية ، والتي يدمرها الإدمان تماما وتستعيدها التمرينات الرياضية .
أما عن أعراض الادمان
يتعرض المدمن للعديد من الأعراض الظاهرة التي يلاحظها الناس من حوله مثل التغير في السلوك وتضارب الانفعالات ما بين الشعور بالنشوة والسعادة بعد أخذ الجرعة والتوتر والعصبية الزائدة قبل الحصول عليها ، كما يظهر عليه أيضا إحمرار العينين وكثرة الاستنشاق وسيلان الأنف ، و يشعر بالصداع المستمر ،
والأرق ، وعدم الرغبة في الطعام ، ومن الأعراض التي تظهر لأهل المدمن يلاحظونها في المنزل الطلب المستمر للمال دون مبرر ، أو غياب المتعلقات من المنزل ، والغياب خارج المنزل بصفة مستمرة ، وانسحاب المريض بالإدمان من جو الأسرة ويصبح له عالمه الخاص .
أما عن الأعراض المرضية أو الامراض التي قد تصيب مدمني المخدرات فهي عديدة وخطيرة ومنها :
- اختلال التوازن الحركي
- مشاكل في الجهاز العصبي والدماغ
- مشاكل في الإدراك بصفة عامة إدراكه للأحجام والزمن والأطوال .
- قد يصاب پاحدى الأمراض المعدية الخطيرة كالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي.
- اضطرابات القلب، وارتفاع ضغط الدم ،ما قد يسبب حدوث انفجار الشرايين والموت المفاجئ.
- الإصابة بالتهابات في المخ ،وتآكل الملايين من الخلايا العصبية المكونة للمخ ، مما يؤدي إلى الشعور بالهلوسة الفكرية والسمعية والبصرية وضعف أو فقدان الذاكرة.
- اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يترتب عليه نقص في الوزن يصاحبه احمرار أو اسوداد في الوجه.
- الصداع المزمن ، وطنين الأذنين ، واحمرار العينين .
- ضعف النشاط الجنسي .
- تسبب المخدرات زيادة نسبة السموم في الجسم ، ما يساعد على الإصابة بتليف الكبد ،في الأفيون على سبيل المثال يحلل خلايا الكبد ويصيبها بالتليف وزيادة نسبة السكر
- التعب والهزال وفقدان الإتزان .
- ضعف جهاز المناعة .
- كما يسبب الإدمان أضرارا بالغة للمرأة الحامل حيث يسبب لها فقر في الدم ،والإصابة بمرض السكر والقلب والكبد والتهاب الرئتين وإصابة الأجنة بعيوب خلقية أو الإجهاض.
وها هي وصفات طبيعية لعلاج أنواع مختلفة من الإدمان بالأعشاب
١. علاج ادمان تدخين السجائر
من المعروف أن تلك السجائر يدخل في تركيبها النيكوتين والقطران وغيرها من المواد الضارة ، وتلك الوصفات تؤدي إلى تقليل التدخين ، أو تقليل السموم التي يسببها .
هناك بعض الوصفات التي تستخدم مجموعة أو خليطا من الأعشاب وذلك بغرض تقليل التدخين، أو التخلص من السموم الناتجة عنه.
ومن تلك الوصفات :
- للتخلص من السموم الناتجة عن عملية التدخين ، يتم تناول ملعقة صغيرة من الحلبة يوميا
- للتوقف عن التدخين ، يتم عصر كمية من الفجل ويحلى بالعسل او السكر ويشرب منه كوب يوميا مرة واحدة على الأقل .
- يمكن علاج ادمان تدخين السجائر عن طريق نقع المليسا ، وشربه ثلاث مرات يوميا مع تناول ثلاثة جرامات من مسحوق الحرمل.
- وصفة هامة للإقلاع عن التدخين نهائيا ، وهي عبارة عن خلط مجموعة من الأعشاب وهي النعناع ، والحلبة ، أعشاب الهندباء ، اللبان الحصى ، السنامكي ، أعشاب الشومر ، أعشاب حب العروس ، بعد خلط تلك الأعشاب يتم طحنها جيدا ، ثم تؤخذ منها كمية صغيرة وتنقع في كوب من الماء لمدة ربع ساعة ، ثم يصفى ويحلى بالعسل او السكر ، ويشرب هذا المشروب ثلاث مرات يوميا أو عند الرغبة في التدخين ، ويستمر تناول هذه الخلطة لمدة أربعين يوما
٢. علاج مدمني الكحوليات بالأعشاب
من المعروف مدى أضرار الكحوليات على الجسم بصفة عامة وعلى الكبد بصفة خاصة ويمكن علاج التسممات الناتجة عن تناول الكحوليات عن طريق :
- للتخلص من سموم الخمور والكحوليات يتم غلي الزعتر ويشرب عدة مرات يوميا .
- كما يعد الثوم من أفضل الأشياء التي تساعد على التخلص من سموم الجسم بصفة عامة .
- وتستخدم الحلبة أيضا التخلص من السموم الناتجة عن تناول الكحوليات ، كما تساعد على التخلص من السموم الناتجة عن التدخين .
- كما تساهم خلطة التوت والحبة السوداء في التخلص من تأثير الكحوليات بشكل فعال ، وطريقة تلك الخلطة عبارة عن طبخ ملعقتان كبيرتان من التوت ، ملعقتان من الحبة السوداء وملعقة كبيرة من الأرز و٢كوب من الماء وينقع هذا الخليط لمدة ربع ساعة ، ويمكن إضافة السكر لهذا الخليط حسب الرغبة ويؤكل مرتين في اليوم صباحا ومساءا .
٣. علاج مدمني الأفيون بالأعشاب
- يعتبر الشوفان و الجنسنج من أهم الأعشاب التي تستخدم في علاج إدمان الكافيين وتساعد على التعافي منه بشكل كبير ، في الشوفان يحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن الهامة لجسم الإنسان فهو يحتوي على مجموعة من المعادن مثل المنغنيز والفوسفور والسيلينيوم والزنك ، وتلك المعادن تساعد على توفير الاحتياجات الأساسية التي يتطلبها المدمن لمساعدته على عودة أجهزة الجسم لكامل طبيعتها ، كما يحتوي على فيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين أ وفيتامين ب وفيتامين ك ، وبالتالي يعمل على تقوية جهاز المناعة والتخلص من السموم .
- كما يفضل في علاج الإدمان بالأعشاب الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة وتناول فصوص الثوم بكل أشكالها سواء بلعها نيئة أو عن طريق الطبخ
- وللتخلص من السموم الناتجة عن تعاطي المخدرات ينصح بتناول شاي الزعتر يوميا حتى وإن صاحب ذلك رغبة في القيء أو الإسهال .
- كما تستخدم لعلاج مدمني المخدرات وصفة مكونة من ١٠٠ جرام من حبة البركة ، ١٠٠ جرام شوفان ، ١٠٠ جرام حرمل ، ١٠٠ جرام أرز مقشور، ١٠٠ جرام اكليل الجبل ، ١٠٠ جرام بذور الحلبة ، ١٠٠ جرام عرقسوس ، ٥٠ جرام عشبة عصا الراعي ، ٥٠ جرام حصى اللبان ، ٥٠ جرام بذور الهندباء ، ٥٠ جرام سنامكي ، ٥٠ جرام كبيبة صيني ، ٥٠ جرام شمر ، ٥٠ جرام من المليسا .
ويتم طحن تلك الأعشاب ، ثم توضع في إناء معقم ومعتم لا يسمح بدخول الضوء ، ويتم تحضير المشروب من تلك الخلطة بأخذ ملعقة كبيرة منه وانقعها في كوب من الماء لمدة ساعتين ثم يغلى الماء لمدة عشرين دقيقة ويحلى بالعسل أو السكر ويتم تناوله ثلاث مرات يوميا .
أسباب الاتجاه لعلاج الإدمان بالأعشاب
من أسباب اتجاه بعض الناس لعلاج الإدمان بالأعشاب
- الثقافة السائدة في بعض المجتمعات بأن الأعشاب خاصة الأعشاب التي لها أصول دينية ، أنها مواد مبروكة .
- اعتقاد كثير من المدمنين إعتقاد خاطىء بأن الأعشاب الطبيعية التي يتم من خلالها علاج الإدمان سوف تعطيه نفس مميزات المخدرات التي كان يتعاطاها .
- نتيجة للدعاية والإعلان وطرق الدعاية المنتشرة في الفترة الأخيرة لترويج العلاج بمنتجات عشبية طبيعية بما فيها علاج الإدمان .
ولكن قبل اللجوء لعلاج الإدمان بالأعشاب أو غيرها لابد من الوقاية قبل الوقوع في المحظور
للقضاء على إدمان وتعاطي المخدرات لابد من تضافر جهود الدولة ممثلة فى وسائل الإعلام المختلفة .
- يجب وجود توعية كافية بأضرار المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع بصفة عامة وذلك بصورة تبدو تربوية
- بدون مبالغة او ذكر التفاصيل التى تخص هذة العقارات المخدرة حتى لا يلجأ إليها الجهلة وضعاف النفوس فيجب أن تكون التوعية بالمخاطر الكبيرة للإدمان خصوصا النفسية وهى موضوع مقالنا اليوم حيث الحديث بالتفصيل عن كل الأضرار من تعاطى المخدرات بأنواعها المختلفة.
- زيادة الملاحقات الأمنية لمروجي المخدرات ومتعاطيها والعمل على اصدار تشريعات قانونية صارمة تساهم فى انحسار هذه الظاهرة المقيتة وذلك من خلال اتفاقيات دولية تعمل على فرض رقابة صارمة على تجارة المخدرات والاتجار فيها.
- وجود رقابة أولية وذلك عن طريق عدم صرف الأدوية إلا عن طريق روشتة طبية وتنظيم التعامل مع الأدوية خصوصا التى يدخل فى تركيبها بعض المواد المخدرة مثل الترامادول مثلا.
- يجب كذلك توفر العناية الطبية للأشخاص المدمنين للمخدرات وذلك عن طريق التدخل المبكر لمحاولة
- توفير العلاج للشخص المدمن ولكن بشرط تكامل هذا العلاج من الناحية النفسية والطبية والاجتماعية والسلوكية.
- من طرق الوقاية أيضا الدافع الذاتي لدى الشخص المدمن اي رغبته فى أن يتوقف عن ادمان المخدرات ويصبح شخصا نافعا لنفسه ومحيطه الأسري والمجتمعي بصفة عامة.
- كما وللأسرة دور أساسي في مقاومة ومكافحة الإدمان، فالأسرة هي أول من يؤثر في الفرد وفي تكوين شخصيته وبنائها ومن السلوكيات والإجراءات التي يجب اتخاذها من قبل الأسرة ما يلي:
- أن تسيطر على الأسرة روح المحبة والألفة والمودّة ، والحنان ،معاملة الأطفال معاملة حسنة دافئة ، والبعد عن العنف والقسوة في التربية لأن العنف والإيذاء ولو لفظيا للأطفال في الصغر يعمل على ضعف بل وقتل شخصيتهم.
- كما ولا بد للوالدان من أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم في كل شئ ،ومراعاة أنهم منذ تكوين تلك الأسرة وقد تحملوا مسؤوليات لابد من مراعاتها ولو على حساب أنفسهم وعاداتهم الشخصية ،فمثلا الأب المدخن لابد ان يكون ايجابيا ويعترف انه اصبح مسؤل عن اسرة وابناء هو قدوتهم ويقلع عن التدخين ، أو على الأقل لا يفعل ذلك أمام أبنائه .
- وعي الآباء للتعامل مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة والاهتمام بأبنائهم واحتوائهم احتواء يجعلهم في غنى عن البحث عن مصادر أخرى للاهتمام خارج الأسرة رفاق السوء.
- كما وللأسرة دور في تربية أبنائهم على القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والأخلاقية منذ الصغر وحثهم على طاعة الله وتقواه .
- مشاركة الأبناء منذ صغرهم على اتخاذ القرارات التي تخص الأسرة ولو على سبيل إيهامهم بهذا وأنهم أفراد لهم شخصية وقيمة داخل الأسرة التي تمثل المجتمع الصغير بالنسبة لهم ، حتى تكون لهم شخصية ودور في المجتمع الكبير .
- وعلى الأسرة المتابعة الدائمة أصدقاء أبنائهم والتعرف عليهم .
- كما أنه يجب أيضا على الأسرة المتابعة والملاحظة الدائمة سلوك أبنائها وأي تغيير يظهر عليهم ، والوعي بأعراض الإدمان وملاحظة إذا ظهر على أحد أبناء الأسرة تلك الأعراض ، واتخاذ اللازم على الفور فكلما تم إدراك المشكلة مبكرا كلما كانت فرص حلها أكبر وأسرع.