التدخين والجنس

 التدخين ادمان يفتك بالإنسان، ويعاقبه فى كل جوانب حياته، ولا يترك ضررًا صحيًا، أو جسديًا، أو نفسيًا إلا ومرّ عليه كزائر لا يتبع أي قواعد غير حمل الضرر لمن يدخن التبغ، أو يدخن التدخين السلبي الذى يؤدى إلى معظم نتائج التدخين العادي.

فى الحقيقة لا يمكن تجاهل هذه النسبة الخطيرة التى توحي بكارثة حقيقية، أن 60% ممن توقفوا عن التدخين يعودون إليه بإرادتهم، من باب أنها عادة لا ضرر منها، برغم مرورهم بأزمات صحية بسبب عدم الإقلاع عن التدخين، إلا أنه من باب الممنوع مرغوب.

علاقة التدخين بالجنس هى علاقة ينتابها اضطرابات القلق والاضطرابات المتلاحقة، لما يمثله التدخين من آثار وضرر بالغ الخطورة على الحياة الجنسية لدى الرجال والنساء على حد سواء.

العديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أن “دخان” السجائر الذى يستنشقه الرجال والإناث على السواء، يسبب مشاكل فى الصحة الجنسية، فهو يحتوى على آلاف من العناصر الكيماوية السامة، وأن التبغ لا يعمل وحده فى تحويل الشخص لمدمن على “السجائر وفقط، بل قد يصيبه فى مقتل بسبب تلك المواد الكيماوية التى تفتك بالإنسان مع مرور الوقت، وقد تُجهز عليه بالعجز الجنسي، الذى يكون التدخين سببًا فيه فى فقدان 30% من القدرة الجنسية.

 

العجز الجنسي لدى الرجال

وذهبت دراسات أخرى إلى أن التدخين له أثر بالغ على الأداء الجنسي لدى الرجال، لأنه يؤثر بشكل مباشر على العضو التناسلي للرجل، ويعوق دون جاهزيته التامة والكاملة لاستجابته لممارسة الجنس مع شريك الحياة.

وترجع الأسباب إلى وجود المواد الكيماوية، والتى تحوي النيكوتين والقطران، ومواد أخرى تعمل على تخفيض مفعول الدورة الدموية، وتقل بل وقد ينعدم وصول الدم إلى المنطقة التناسلية بالكمية التى تكفي لانتصاب العضو الذكري لدى الرجل، وحتى يفقد الرجل 50% من قدرته الجنسية عليه بالتدخين لمدة 20 عامًا، أو إذا كان يريد العجز الجنسي الكامل فى سن الستين فعليه أن يدخن لمدة 40 عامًا، أما الذين لم يدخنوا أو توقفوا، غير معرضين للعجز الجنسي، ما لم يكن لديهم أمراض الأوعية الدموية.

 

النشوة الجنسية عند المرأة

الأداء الجنسي لدى المرأة يتأثر بالتدخين حتى وإن اختلف نسبيًا عن الرجل، وتشير الدراسات إلى أن المرأة التى تدخن “علبة سجائر” يوميًا لمدة 3 سنوات، ستفقد 25% من الوصول إلى نشوتها الجنسية، وبالمثل إذا استمرت لـ10 سنوات فهى الآن على موعد ما فقد 60% من وصولها إلى النشوة الجنسية، وفى سن الخمسين قد تكون فقدت هذه النشوة تمامًا نتيجة تدخينها لما يقرب من 30 عامًا متواصلة.

 

التدخين وضعف الانتصاب

هناك علاقة معقدة بين التدخين وضعف الانتصاب لدى الرجال، ولكن هناك سببًا مباشرًا فى ذلك الأمر، وهو ظهور ما يسمى “أمراض الأوعية الدموية النظامية”، والتى تصيب الشخص المدخن فى أى وقت، خاصة مرض تصلب الأوعية الدموية.

الاضطرابات الجنسية التى تصحب هذا النوع من الأمراض هى وطيدة الصلة بها، وتظهر بشدة عند ممارسة الجنس “سريريًا”، ويسمى بـ”المرض الصامت”، لأنه ليس له مؤشرات صحية واضحة، أو له آلية عمل داخل الجسم عقب التدخين، لكنه بكل تأكيد يكون بسبب التدخين بشراهة.

الدراسات أشارت إلى أن ثلثي الحالات المصابة بالعجز الجنسي، يحدث نتيجة استرخاء العضلات الملساء الموجودة فى الأوعية الدموية فى الجسم الإسفنجى الذى فى القضيب، الذى يعد بيئة خصبة لنمو آفات تصلب الشرايين المبكر، ويعرف العامل الأكثر شيوعًا لضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي بسبب التدخين.

الفحوصات التى يجريها غير المدخنين على القضيب يظهر فيها صلابة القضيب وحجم انتفاخه، مقارنة بالذين يدخنون، والذين اقلعوا عن التدخين بعد رحلة إدمانية طويلة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الضعف الجنسي لدى المدخن هو مرض عضوي.

 

التدخين والجنس وتصلب الشرايين

شرايين القلب هى أيضًا معرضة لما يسمى تصلب الشرايين التاجية، ويُصاب بها الشخص الذى يعاني من ضعف الانتصاب، وهو أكبر دليل على وجود ترسبات متصلبة فى الأوعية الدموية بسبب التدخين.

كما توجد أمراض أخرى يسببها التدخين منها ارتفاع ضغط الدم وانخفاض إنتاج أوكسايد النيتريك الذى ينقل إشارات عصبية إلى نهايات الأعصاب تؤدى إلى ارتخاء العضلات الملساء فى الجسم الإسفنجي للقضيب، مما يحدث خللاً أثناء إقامة العلاقة الحميمة.

التدخين يسبب الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب فى حال عدم وجود أمراض السكري أو القلب، فكل الطرق ستؤدي بصاحبها فى النهاية إلى شريان مسدود أو خطر على حياة المدخن.

 

الوقاية والعلاج

  • اتخاذ قرار بالإقلاع عن التدخين فورًا
  • ممارسة الرياضة بصورة دورية
  • الاهتمام بالآكلات والمشروبات الصحية
  • تجنب التدخين السلبي بكل جوانبه
  • ممارسة العلاقة الحميمة مع شريك الحياة بقوة ورغبة جنسية
  • التواصل مع متخصص أو مركز علاج ادمان للتخلص من الادمان على التدخين

 

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here