تأثير مشاهدة مصارعة المحترفين WWE على سلوك الطفل

 “أرجوك لا تجرب هذا فى المنزل” شعار شهير يتم ترويجه خلال عروض مصارعة المحترفين، من باب التوعية خاصة للأطفال من قبل نجوم المصارعة، حتى لا يمارسوا ما يشاهدونه فى المنزل، المدرسة، الشارع، النادي، أو أى مكان عام، لأن لعبة المصارعة هى للمشاهدة والمتعة فقط، وليست للتقليد والتجربة، لأن القائمين عليها هم مجموعة من النجوم العالميين، الذين يعرفون كيف يروجون للشركات التى يلعبون من خلال ويجنون ملايين الدولارات من خلال تلك العروض الترفيهية.

 

ويدمن الأطفال الصغار مشاهدة عروض الـWWE قبل الكبار، دون أن يدركوا المخاطر العديدة التى قد تجلبها لهم مثل هذه العروض، ومع تزايد نسب مشاهدتها حول العالم، تزيد معها المخاطر الصحية والنفسية، والتى تلقي بظلالها على أطفالنا الصغار، ويوجه أطباء علم النفس والاجتماع العديد من الانتقادات لما لها من آثار سلبية.

الأم هى الأكثر معاناة من الآثار المترتبة على مشاهدة مثل هذه العروض، لأنها ستجد أن طفلها الصغير، أو ابنها المراهق قد انحرف سلوكه فجأة، وأصبح يميل إلى العدوانية، وقضاء وقت أطول فى الشارع لـ”الخناق” قبل اللعب، ومن هنا تبدأ المخاطر.

مشاهدة الرياضات أو الأفلام أو الرسوم المتحركة العنيفة لها عظيم الأثر فى تكوين شخصية الطفل منذ التنشئة، كما أنه يكبر على أفلام الأكشن، لأنهم تربو على مشاهدة الـWWE، وأصبحت عادة، خاصة مع انتشار القنوات المتخصصة لتقديم مثل هذه العروض.

اللعبة الأكثر شعبية من حيث عدد المشاهدات بعد كرة القدم، خاصة فى مصر، تندرج تحت مخاطر الاضطرابات النفسية، والسلوك العدواني، وقد يكون طفلك عُرضة للإصابة بأحد الأمراض النفسية، والتى قد تؤثر على حياته ومستقبله.

 

أضرار مشاهدة المصارعة على سلوك الطفل

 

  • فرط الحركة

فى الغالب يكون الأطفال لديهم ما يسمى فرط الحركة والنشاط، ويبحث الطفل منذ صغره عن اللعب والجرى و”التنطيط”، ولكن عندما يقع فى ادمان مشاهدة المصارعة أو الألعاب العنيفة، يكون أكثر حركة و”شقاوة” لأنه يُخيل له أنه يستطيع الضرب والتكسير، وأنه مفتول العضلات، ولديه قوة خارقة.

  • استخدام القوة وإلغاء العقل

بعيدًا عن العقل، شعار يرفعه الطفل عند زيادة مرات أو جرعات المصارعة، ويسعى لاستخدام القوة فى التعبير عن كل مطالبه، أو احتياجاته حتى العادية، ويكون العقل مُعطل أو فى أجازة مؤقتة.

  • التقليد الأعمى

خوض الطفل تجربة تقليد الآخرين تبدأ من مشاهدة حلقات المصارعة، والتى تفرد له مساحة كبيرة لحسم تجربته من خلال تقليد ملابس، حركات، تهديدات، وسلوكيات المصارعين بشكل عام.

  • إهدار الوقت

قد يضطر طفلك لتكريس وقت أطول لمشاهدة كل ما هو جديد عبر قنوات المصارعة، أو من خلال الانترنت، وهنا تكمن الخطورة لأنه أصبح مُعرضًا للوقوع فى ادمان الانترنت من ناحية، وأضرار ادمان مشاهدة المصارعة من ناحية أخرى.

  • الخوف الشديد

يشعر الطفل معظم الوقت فى حالة تغيب والديه أو أخواته عن المنزل بالخوف الشديد والرعب، جراء تخزين العقل الباطن للمزيد من الصور والأصوات والحركات التى تجعل من دماغه الصغير شاشة عرض كبيرة للمصارعة والعنف.

  • اضطرابات النوم والكوابيس

عند خلود طفلك للنوم سيكون بالتأكيد على موعد مع ما يسمى اضطرابات النوم، أو القلق والتوتر وكلها تقع تحت طائلة الأمراض النفسية، وتكون بداية الطريق وبكل أسف للكوابيس ومن ثم الاكتئاب للتخوف من النوم، والسهر لفترات طويلة.

  • العدوانية فى المدرسة

ممارسة العنف فى المدرسة، هو الملاذ الآمن بالنسبة لعقلية الطفل، لأنه سيكون بعيدًا عن رقابة الأبوين، وبالتالي يحركه سلوكه العنيف الذى ترتب نتيجة مشاهدة المصارعة، وكونه يبحث عن بطولة زائفة من خلال ضرب أحد زملائه فى الفصل، أو التعدي بالسباب والشتم على معلمته أو معلمه دون وعى أو إدراك من باب أن كل شيء مشروع وكل شيء متاح.

  • العصبية والانفعال

من الأمراض النفسية التى تصيب طفلك نتيجة مشاهدته لمصارعة المحترفين، الانفعال الشديد، والعصبية الزائدة، وتكمن خطورة تلك الأمراض فى أعراضها التى تسبب له ولمن حوله مشكلات قد تؤرق على البيت الواحد حياته.

  • الطاقة السلبية

لن يجد طفلك الصغير بابًا لتفريغ طاقته الإيجابية من وجهة نظره، فستتحول إلى طاقة سلبية ولامبالاة فى تحصيل الدروس، والتفوق فى الأنشطة، والتواصل مع من حوله باهتمام.

  • تبلد المشاعر

تبلد المشاعر والأحاسيس هو نتيجة طبيعية وحتمية، لأنه أصبح يستخدم منطق القوة، ويبحث فى كل مرة عن إخفاء ضعفه خلف أوهام قوته التى يستمدها من المصارعين.

  • السلوكيات السيئة

الخديعة والخيانة التى يشاهدها الأطفال من خلال قصص معدة سلفًا من خلال عروض الـWWE، والتى منها خيانة الرفيق داخل نفس الفريق، أو الغدر بالخصم، أو ضرب الخصم داخل غرف الملابس، والتى تجعله يطيح بالأعراف والقيم التى يتعلمها من والديه ومعلمه والشيخ أو القسيس، ويتحول الأمر إلى ممارسة تلك الحيل لمحاولة الغش فى الامتحانات، أو التحايل على الوالدين أو الأصدقاء فى أمر ما، نتيجة البرمجة اللغوية العصبية التى وقع فى شباكها نتيجة تأثره بهذا الكم الهائل من المشاهدات.

  • عدم احترام الأم أو الأخت

يبدأ طريق عدم احترام الأم أو الأخت أو زميلته فى الدراسة من هذا الباب غير الأخلاقي، بسبب المشاهد السخيفة والفجة لما تفعله المصارعات مع بعضهن البعض على حلبة المصارعة، ناهيك عن خدش الحياء من خلال الملابس الخليعة، واللقطات الشاذة من قُبلات، وغيره، وقد تستمر الصورة الذهنية حتى يكبر ويستخدم العنف ضد زوجته.

 

الوقاية والعلاج

الآن وبعد التعرف على تلك الأضرار الجسيمة التى خلفتها مشاهدة مصارعة المحترفين WWE، قد خفق قلب الأم، وارتعد الأب لم تمثله تلك الآثار السيئة من جريمة فى حق أبنائنا، وتركهم عُرضة لهذا النوع من الترفيه هو بداية لطرق باب الميول العدوانية، والسلوكيات العنيفة، والإهمال الدراسي، وعدم احترام الآخر..

نقدم لك عزيزي الأب وعزيزتي الام هذه الروشتة العاجلة للتقليل من أضرار مشاهدة مصارعة المحترفين تدريجيًا، وصولاً إلى المنع حرصًا على صحته ومستقبله..

  • تشفير القنوات

فى البداية عليك بتشفير القنوات الناقلة لحلقات المصارعة، واستبدالها بقنوات خاصة بالطفل تفيده فى حياته ودراسته.

  • احتواء الطفل

على الأم/الأب احتواء الطفل فى تلك المرحلة، وتوضيح الصورة له بأن أبطال المصارعة اناس زائفين، وأنهم يمارسون سلوكيات خاطئة ومشينة، وتعليمه القيم والمبادئ التى تمثل له أهمية فى تلك المرحلة، التى لا يعي فيها الطفل أو يدرك الصواب من الخطأ إلا بتوجيهات البيت، والمدرسة.

  • تجديد نشاطه

تجديد نشاط الطفل من خلال شغله بالالتحاق بأحد الأندية لممارسة رياضة يحبها، منها الكاراتيه، أو أى رياضة تمثل له القوة ولكن تحت إشراف مدرب محترف، ويستعاض عن ذلك بالخروجات والترفيه والسفر.

  • طبيب متخصص

فى حالة استمرار طفلك فى العند واللامبالاة والإفراط فى استخدام العبارات والممارسات السيئة، عليك بالذهاب فورًا إلى طبيب مختص، حتى يتثنى له تعديل سلوك الطفل، وإدخاله فى الإطار الصحيح للمرحلة العمرية، لتفريغ طاقاته ونشاطه بصورة منضبطة وإيجابية.

 

قدوة سيئة

“تشاينا” أشهر المصارعات على مر التاريخ، وأول مصارعة شاركت فى مباراة رويال رامبل الشهيرة، وأول امرأة تفوز ببطولة القارات، ومن الأعضاء المؤسسين لحركة D-Generation X، تعرضت للموت إثر تعاطيها جرعة زائدة من المخدرات والكحول، ولقيت مصرعها فى منزلها وعلى سريرها، فى 20 إبريل 2016 فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت التحقيقات أن الأسطورة أو تاسع أعجوبات العالم كما يطلق عليها، بعد ثمانية أشهر من فك الألغاز حول سبب وفاتها، حيث أفاد تقرير هيئة الطب الشرعي بمقاطعة لو أنجلوس، أنه تبين بعد تشريح جثة الأسطورة تشاينا، أنها تناولت مزيج من المخدرات والكحول معًا، وهو ما نتج عنها وفاتها فى الحال، إلى جانب هذا كانت المصارعة العالمية صاحبة رصيد لدى جمهور “الأفلام الإباحية”.

وذهبت تقارير إلى أن سلوكيات تشاينا إزدادت سوءًا فى أيامها الأخيرة بعد تعاطيها الكحوليات بصورة كبيرة، بسبب تدهور علاقتها مع WWE، وتوفيت عن عمر يناهز 46 عامًا، وسط صدمة وذهول العالم.

 

اترك تعليقك

يرجي كتابت تعليقك
Please enter your name here