الانكار يمنعنا من المواجهة ويجعلنا نعيش في قوقعة صغيرة بعيداً عن الاخرين، اذا، فكيف يمكننا التغلب على هذه السمة؟ في إطار الإجابة على هذا السؤال، تساعدك التمارين الموضحة هنا على البدء في تحدي سمة الإنكار والتغلب عليها، عندما تبدأ في القيام بذلك، يمكنك البدء في اتخاذ خيارات إيجابية حول من أنت ومن تكون ومن ستكون؟، تستهدف هذه التمارين المدمنين على الكحول أو المواد المخدرة الأخرى بأنواعها.
الهروب من الإنكار والسعادة الحقيقي:
الإنكار عادة يمكن أن يمنعك من الشعور بالهدوء والسعادة أو السلام الداخلى والنفسي.
فما هو الإنكار؟
الإنكار هو تصريح بأن شيء ما غير صحيح، وهو صحيح في الواقع، فإذا كنت تعيش مع مدمن للكحول او اى مادة مخدرة أخرى، أو كنت تعيش مع مدمن الكحول، فهذه نقطة هامة بالنسبة لك فقد نكون في حالة إنكار عميق دون أن ندرك ذلك. لكن لماذا يكون الإنكار؟ ما هو الضرر الموجود في إظهار أن شخصًا ما مريضًا أو مدمناً للمخدرات؟
يكمن الضرر في الخوف من الفضحية أو العار، حيث أنه من الصعب جدًا القيام بإظهار ان شخص مقرب منك مدمناً للمخدرات، لذا فإن الإنكار الذي تمارسه حول سلوك المدمن يتخلل من فهمك لعلاقاتك الأخرى ، ومشاعرك ، وخبراتك جسديًا وعاطفيًا، وفي نهاية المطاف، من المتوقع أن تقوم ببناء تصور معين عن العالم يؤثر على كل جزء من حياتك.
في الحقيقة إن إنكار التعرض لشيء ما سيء بالنسبة إلينا قد يكون هو الشرارة التي تجعلنا نستمر في التعرض للشيء ذاته لفترة طويلة، ولكن عدم إنكار الشيء ومواجهته، قد يؤدي في كثير من الاحيان الى التخلص من هذا الشيء المزعج والتغلب عليه من خلال مواجهته ومحاربته وجهاً لوجه.
الإنكار ليس دائما سيئا
الإنكار ليس أمراً سيئاً طوال الوقت، لانه يمكن أن يحافظ على سلامتنا ويحمى عاطفتنا عندما تكون هناك أشياء من حولنا لا نستطيع السيطرة عليها وعندما نكون غير قادرين على اتخاذ قراراتنا الخاصة، بسبب صغر السن او غير ذلك، لكن عندما نكون قادرين على اتخاذ القرارات السليمة، فيجب أن نمنح أنفسنا الفرصة لاتخاذ القرارات واختيار الطرق الإيجابية في حياتنا، ولكن الإنكار في هذه الحالة يمنعنا من المشاركة في عالم الواقع، وذلك يعني أن الاستمرار في إنكار الواقع هو سلوك طفولي الى حد كبير.
التمييز ومعرفة ما هو صحيح
جرب أن تقوم بالنظر الى الحياة من دون عدسة الإنكار من أجل معرفة ما هو صحيح، وذلك عبر إتاحة مجال للتفاهم وخلق الفرص والأمل في المستقبل، حيث انك اذا قمت بإنكار إدمان أحد والديك مثلاً سوف تعيش في حالة من اللا واقعية والخيالية، فأنت ترى تصرفات والدك غير الطبيعية وفي نفس الوقت لا تستطيع التعامل معها بسبب إنكارك لواقع إدمان والدك، أما إذا قمت بمواجهة نفسك بهذه الحقيقة، بعدها يمكنك اتخاذ الخطوات المناسبة حيال ذلك الأمر.
في حالة ما إذا كنت أنت الشخص المدمن ولكنك دائما ما تجد مبررات لنفسك ولا تريد أبداً الاعتراف بأنك مدمن وانك مريض يجب أن يتماثل للعلاج من الإدمان، سيكون لهذا الإنكار ضرر كبير على صحتك بشكل عام، حيث يجعلك الإنكار تسير في طريق الإدمان بلا توقف، وتستمر صحتك في التدهور يوماً بعد يوم، وتستمر حالتك النفسية أيضا في التردي بسبب عدم صدقك مع ذاتك وذلك فضلاً عن شعورك الدائم بتأنيب الضمير.
كيف يمكنني التغلب على سلوك الإنكار؟
إبدأ بالكشف عن هويتك دون النفي لأي شيء، يجب أن تعرف حقيقتك وحقيقة من حولك، حيث أن الإنكار يمنعنا من معرفة من نحن حقا، وما نفكر فيه، وما نحب وكيف نريد أن نعيش حياتنا.
هذا التمرين هو فرصة لبدء فهم أنفسنا وحقيقة ما يدور بداخلنا وحقيقة الواقع من حولنا ايضاً، وتساعدنا في إتخاذ خيارات إيجابية للمستقبل.
تمرين يساعدك في التغلب على الإنكار وإكتشاف ذاتك
إليك تمرين بسيط يمكنك القيام به بنفسك، أو بمساعدة مجموعة دعم أو معالج نفسي
- قم بعمل قائمة من ثلاث سمات تصف بها نفسك، مثل هذا، “أنا جيد في _______________ أو أنا سيئًا في ____________________________”.
- بالنسبة لكل سمة تدرجها في القائمة، اكتب اسم الشخص الذي قال هذه السمة عنك (لا بأس من كتابة اسمك).
- أخيرًا، اكتب ما إذا كنت توافق أو لا توافق على هذه السمة (حتى لو كنت انت الشخص الذي يقولها)، ثم اكتب لماذا توافق أو لماذا لا؟
هل لديك أي أسئلة أخرى عن معالجة إنكار الإدمان؟ يرجى ترك أسئلتك وتعليقاتك هنا، وسنحاول الرد عليك شخصيًا وفوريًا.
من الممكن أن تساعدك الخطوات السابقة في التعرف على ذاتك، لمواجهة مشكلة الإدمان لديك او لدى احد افراد عائلتك او المقربين لديك، حيث أنها تساعدك في تحديد المشكلة وكما نعلم جميعاً فإن تحديد المشكلة وإلقاء الضوء عليها هى أولى الخطوات في علاج المشكلة والتغلب عليها.
