بعد حالة الانتشار المفزع للـ مخدرات، و انتشارها كالنار في الهشيم خاصة في السن المبكرة، كان لابد وحتما أن يطرح على الساحة الطبية اقتراحا باعتماد إجراء تحاليل المخدرات لطلبة المدارس، للحد من الخطر المحدق الذي أصبح يحيط بهم.
ورغم أهمية هذا الإجراء انقسم المجتمع على نفسه قسمين، البعض يرى أن هذا انتهاكاً للخصوصية وسـ يكون سببا في إلحاق بعض الأضرارالنفسية لهؤلاء الطلاب، والبعض الآخر يرى أن هذا يعد إحدى طرق الوقاية الذكية التي من الممكن أن تفيد كثيرا في الحد من انتشار المخدر بين طلبة المدارس.
وحقيقية لا نعرف إلى أي جانب سـ ينحاز القانون في حالة أن يسن هذا التشريع فعليا، ولكننا نعتقد أن أي محاولة من شأنها دفع الأذى عن أبنائنا في المدارس، والحد من الخطر والخراب الذي يحيط بهم يجب مساندتها قلبا وقالبا.
وإذا تطرقنا لكيفية إجراء هذا التحليل أو على أي فئة سيكون حتميا، فإننا لن نجد أفضل من فئة الرياضيين الذين يشاركون في جميع الأنشطة الطلابية التنافسية، وسيكون لهذا الإجراء فائدتين
- الأولى: هي الحفاظ على صحة هؤلاء الرياضيين العامة والحد من لجوئهم للمنشطات رغبة في التمييز والتفوق.
- الثانية :هو مبدأ أخلاقي بحت في أن يتعلم هؤلاء الطلاب أنهم لا يستطيعون النجاح والتقدم بالغش وأن هذاالتصرف سيكون من شأنه القضاء على تقدمهم.
تحليل المخدرات للطلاب والقانون:
ورغم أن الكثير من الناس يرى أن اقتراح تحليل كشف المخدرات لـ طلبة المدارس الثانوية شئ ايجابي جداً بل وضروري ايضا، إلا أو وضع ضوابط تحكمه شئ إلزامي كي يؤتي ثماره دون إحداث مشكلات جديدة.
فـ إجراء التحليل لا يجب أن يكون عشوائيا، فهناك فئات محددة يجب أن يتم الكشف عليها
- أولا: الرياضيين الذين يشتركون في المسابقات والنوادي التابعة للمدرسة والفرق الرئيسية مدام الطالب يلعب ممثلا مدرسته في المقام الأول
- والثانية: هم الحالات التي تشتبه المدرسة في تعاطيهم للمخدر بأي شكل كان.
تحليل المخدرات نوع من الوقاية:
على الجانب الآخر دعونا نسأل سؤالا من شأنه دعم فكرة التحليل، هل تعلم كم من المراهقين يموتون كل عام بسبب المخدرات؟ بعيدا عن الرقم الدقيق ولكن الحقيقة التي يجب أن تعرفها أن عدد كبير جدا يدعو للقلق والذعر في آن واحد.
لذلك يعتبر السبب الأول لتشجيع اقتراح إجراء تحليل المخدرات في المدارس هو منع إساءة استعمال المخدرات، التي يمكن أن يؤدي الإفراط في جرعاتها إلى الحوادث المميتة ومشكلات الإدمان المتعددة، والمشاكل القانونية، وانخفاض الأداء الأكاديمي، والكثير من القضايا الأخرى التي تضر بالأسرة والمجتمع فيما بعد. والفكرة ستكون أنه حين يعلم الطلاب أنهم معرضون في أي وقت لإجراء تحليل المخدرات في حالة اشتراكهم في الأنشطة الرياضية أو في حالة الاشتباه في التعاطي، سيكونون أقل عرضة لتجربة المخدرات.
تحليل المخدرات يقلل من استخدام الماريجوانا:
أما الفائدة الأخرى لنشر ثقافة إجراء تحليل المخدرات بين طلبة المدارس، هو الحد من استخدام الماريجوانا والحشيش بصفة خاصة، فـ الماريجوانا والحشيش قد لا تكون المادة الاكثر ادمانا، ولكن البحوث أثبتت أن الأشخاص الذين يبدأون التعاطي في سن مبكرة خاصة في فترة المراهقة، يبدأون دائما بـ الماريجوانا والحشيش، ودائما ما يكون هؤلاء الأشخاص هم الأكثر عرضة للإدمان على مواد أكثر خطورة في سن متأخرة.
فـ محاولة الحفاظ علي المراهقين من تجربة هذا المخدر سوف تحمي الآلاف من أن يصبحوا مدمنين في وقت لاحق من حياتهم، ورغم هذا لا يمكننا الاعتماد على التحاليل فقط كرادع فعال لـ تدخين الماريجوانا، ولكنه يبقى خطوة مهمة.
تحليل المخدرات درجة في سلم الوقاية:
الأدلة على فعالية تحيل المخدرات للحد من التعاطي متفاوتة وعليها الكثير من الأقوال، فإن كانت تحد من استخدام الماريجوانا وتقلل من انتشارها ليس بالضرورة أن تحد من الأنواع الأخرى الغير مشروعة، فـ تحليلات المخدرات خطوة في سلم الوقاية الذي يجب أن يشمل أيضا التدابير العقابية، ونشر الوعي، والاهتمام بالثقافة الطبية، وتحسين البيئة المدرسية، وتغيير الصورة الذهنية عن المخدرات والتي يعتقد البعض أنها مصدر لحل المشكلات، أو سببا في السعادة، كل هذه التدابير وغيرها سـ يساعد كثيرا في إنقاذ حياة الشباب والحفاظ على سلامة المراهقين.